كنت قبل فتره في مدينة سخنين ورأيت شرطة المرور تحرر عشرات مخالفات السير لان نسبه عاليه من السائقين لا يتقيدون بقوانين السير داخل المدينه ولا يضعون احزمه الامان ويتكلمون بالهواتف النقاله أو يضعون الاطفال الصغار في أحضانهم .
ظاهرة استعمال الهاتف النقال منتشرة بشكل واسع بين السائقين العرب ، وأصبح من النادر أن ترى سائقا لا يتكلم بالهاتف أثناء القيادة ، وأن العديد من حوادث السير القاتله وقعت نتيجة ذلك.
لقد كشفت الدراسات التي اجرتها دول الاتحاد الاوروبي عن ان نسبة احتمال وقوع الحوادث للسائق الذي يحمل الهاتف النقال في يده تفوق نسب وقوع حوادث تحت تأثير الكحول بنسبة 1 – 4 ، وان الحديث عبر الهاتف النقال المتحرك اثناء قيادة السيارة يمثل نسبة خطورة اكبر مما تمثله تحت تأثير الكحول وتشير الدراسة الى ان خطر وقوع الحوادث يتزايد مع حمل السائق للهاتف باليد ، ويتناقص مع استخدام السماعات.
ويؤكد علماء النفس ان سائقي السيارات الذين يعانون من التوتر هم اكثر عرضة لحوادث ألسير , وان مستويات التوتر تزداد عند التحدث عبر الهاتف.
هذه المعلومات الموثقة تحمل امورا في غاية الخطورة ، وان استعمال الهاتف النقال اثناء القيادة يشكل اربعة اضعاف الخطورة التي تنجم عن تناول الكحول.
لذا سنت الكنيست قانون السير على ايقاع عقوبة على سائق الذي يستعمل الهاتف النقال بلغت 1500 شيكل ، وتسجيل عشرة نقاط .
ان استعمال الهاتف النقال اثناء القيادة من شأنه صرف الذهن وتشتيت التفكير ، وعدم التركيز على قواعد السير الصحيحة الامر الذي يؤدي الى وقوع العديد من الحوادث المؤسفة ، خاصة اذا ما كانت هناك مكالمة مزعجة ، او تتطلب بعض ألتفكير , حتى ان بعض السائقين ودون اية ارادة يحاول ان يتناول القلم والورقة ويقوم بكتابة رقم هاتف او بعض الملاحظات الواردة اليه عبر الهاتف ، وكل ذلك يتم اثناء القيادة حيث يصحو السائق بعد وقوع الحادث المروري المؤسف في المستشفى ويروي لزواره قصة المحادثة الهاتفية الاخيرة عند وقوع حادث السير.
المزعج في الامر ان نسبة السائقين الذين يستعملون الهاتف النقال في اسرائيل كبيرة ، وإننا نشاهد سائق الحافلة الذي ينقل نحو خمسين مواطنا ، او طالبا او سائحا وهو يقود مركبته بسرعة عالية ويمسك مقود الحافلة باليمين والهاتف النقال باليسار ، ولا يعرف كيف يتصرف اذا ما وقع اي طارئ.
قد لا تكون لدينا دراسات دقيقة عن حوادث السير التي وقعت نتيجة استعمال الهاتف النقال اثناء قيادة السيارة ، لكن مشاهداتنا اليومية ، ومعرفتنا بالأصدقاء والأهل الذين يتحدثون عن الهاتف النقال الذي سبب لهم مصيبة دهس طفل او الاصطدام بسيارة اخرى تسبب بجروح بالغة ، او حتى اصطدام بسيط بين سيارتين ، وإننا من خلال التجارب الشخصية نعرف ان الهاتف النقال يقف وراء العديد من الحوادث المرورية.
لا اعتقد ان العقوبات في قانون السير والغرامة المفروضة على السائق الذي يستعمل الهاتف النقال من شأنها ان تحد من هذه الظاهرة التي بدأت تستشري في مجتمعنا العربي في البلاد ، ولكن وعي السائقين ووعي الأم التي تجلس على مقود السيارة ، ومعها اطفالها على الكرسي الخلفي أو في حضنها ومدى الخطر التي يحيق بها وبأطفالها عند استعمالها للهاتف النقال وإمكانية وقوع حادث مؤسف ، سيكون كفيلا بان تتوقف على يمين الطريق للرد على مكالمة واردة او الاتصال بالآخرين.
من غير المعقول ان يكون وراء كل سيارة شرطي مرور ، خاصة وان المئات من السائقين يستعملون الهاتف اثناء القيادة ولا يمكن ايقافهم من قبل رجال السير المنهمكين بتسيير حركة المرور ، وان مخالفة اي منهم وتوقفه خلال فترة من الوقت على يمين الطريق ، من شأنه التسبب بالازدحام المروري ، وبالتالي عرقلة حركة السيارات ، حيث يضطر شرطي المرور الى التغاضي عن مخالفتهم ، تحسبا للأسوأ.
[email protected]