صادف البارحه , يوم الأربعاء , الاول من شهر اكتوبر , اليوم العالمي للمسنين , الذي يعتبر مناسبة عالمية للتعبير عن قضايا هذه الفئة الاجتماعية الهامة ، وهي مناسبة لتذكيرنا جميعا بواجب الرعاية والاهتمام تجاه هذه الفئة واحترامها وتقديرها ، التي تطرأ على حياتهم الكثير من التغيرات الصحية والنفسية والاجتماعية . فالإنسان قد يحدث له متغيرات عقليه وصحية , أو انه قد أصيب بمرض
" الزهايمر" أي مرض النسيان , فيقول رب العالمين : (ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا) .
فمن ابتلي والده أو امه بمرض النسيان يجب أن يصبر ويستعن بالله ويرعاهما حق الرعاية ولا يتأفف في وجههما الى أن يتوفاهما الله .
ولا يخفى على أحد ان هناك نسبة من المسنين يعانون من عدة مشكلات أهمها المشكلات الصحية ، وبعض المشكلات الاجتماعية التي تشعرهم بالوحدة والعزلة خاصة عند فقدان شريك الحياة وابتعاد الأصدقاء أو اقصائهم من المشاركات في الأنشطة الاجتماعية والمناسبات العامة.
القانون في اسرائيل ينظر بعين الاعتبار والاحترام والاهتمام الكبير لكبار السن وتقديم كل أشكال الرعاية والعناية لهم . ففي قرانا ومدننا اقيمت نوادي للمسنين ,وفيها برامج وأنشطة ترفيهية واجتماعية التي تساعدهم على قضاء أوقات فراغهم بشكل مفيد ومثمر يعزز اتجاهات الحياة لديهم ، ويشعرهم بأنهم ما زالوا جزءا أصيلاً من المجتمع ، لهم كلمتهم ولهم دورهم الطبيعي في الحياة العامة.
وامتداداً للدور الإنساني في خدمة كبار السن ، فقد اقيمت وأنشأت مستشفيات أو دور رعاية للمسنين בתי אבות في قرية دبوريه , ويركا ومدينة شفاعمرو , ومدينه الناصره وقلنسوه وغيرها لرعايتهم الصحية كأحدث مركز لتقديم الرعاية الصحية للمسنين وذوي الأمراض المزمنة ، ودور الرعية تقوم باستقبال المرضى الذين ما زالوا بحاجة إلى عناية طبية وتمريضية تؤهلهم للعودة إلى الحالة الطبيعية أو ما يقاربها والتقليل من الأضرار والمضاعفات من الأمراض التي يعانون منها. بالإضافة لتقديم خدمات يوميه .
صديقي العزيز: قد تقرأ مقالتي هذه وقد غيرت نظرتك بشكل كامل وأصبحت بارا بوالدك ، وتذكر أنك يوما ما ستكون مثل والدك فهل تأمل بأن يكونوا أولادك عاقين لك ؟ ويقول سبحانه وتعالى : " الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير " ، فاعذرني يا صديقي ، ولكن تأكد تماما أن هناك غيرك ممن يحتاج إلى أن ينتبه لما يقوم به من تصرفات يخجل الإنسان من ذكرها ، ونختم كلامنا بالآية الكريمة والتي يجب أن نرددها دائما : (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرا ).
وبهذه المناسبة اوجه تحية تقدير واحترام لكل المسنين في مجتمعنا العربي في البلاد ، واضعين في الاعتبار اسهاماتهم ونضالهم في البناء الحضاري والثقافي ودورهم في بناء المجتمع ونهضته وما تحقق على أيديهم من إنجازات ونجاحات يجني المجتمع ثمارها اليوم. فكما قال المثل :اللي ما له ماضي ما له حاضر ولا مستقبل .
[email protected]