لقد بلغ السيل الزبى بالنسبة لانتشار الجريمة في مجتمعنا العربي في البلاد , وتجاوزت الامور كل الحدود , فهل لنا ان نبحث عن حلول ومن المعني في ذلك !!!, هل شرطة اسرائيل أم سلطاتنا المحليه ؟ علينا ان نضع النقاط على الحروف للبحث الجدي عن اسباب العنف في المجتمع العربي ونأمل ان تكون الضحايا التي ازهقت ارواحهم هم آخر الضحايا ولكن بإعطاء موضوع العنف الجدية اللازمة للحل.
ما يحدث في مجتمعنا اصبح يدمي القلوب , فان الحال كما هو حال اهل الغاب الذين لا يوجد بينهم عقلاء ، فأين أعضاء الكنيست والمثقفون ورؤساء السلطات المحليه ومدراء المدارس من هذا الوضع المزري الذي وصل اليه مجتمعنا .
الله وهبنا بعقول نستخدمها وبفكر ننميه لغايات حفظ أمننا واستقرارنا ومعيشتنا الانسانية وهذا ما ميز به الخالق عباده عن بقية الكائنات على هذه الارض التي نعيش عليها ، فليس من المعقول أن نعيش في القرن الواحد والعشرين حسب قوانين شريعة الغاب.
ما يجري من عنف ينطبق عليه حالة اللا معقول في حياتنا , فنحن مجتمع وصل الى درجات متقدمة من الحضارة والتقدم والتطور العلمي اذا ما قيس للماضي , فليس من المعقول ان تكون قرانا ومدننا ومنارات العلم كالمدارس هي مسارح للجريمة والعنف , وأمام ذلك ماذا نقول عن الشارع فحال المدارس اصبح لدينا اسوأ من حال الحارات والشوارع وأصبح حالها وهي من المفترض ان تحوي طليعة أبناء المجتمع , كما هو حال عصور التخلف القديمة.
ايها الاباء : اين دوركم ؟ فهل اباؤكم الذي عاشوا في بدايات القرن الماضي افضل منكم ؟ اين هي تربيتكم الصحيحة وأين علمكم في التربية الحديثة ؟ اباؤكم لم يكونوا على علم ودراية في التعليم كما انتم , فربوكم احسن تربية ؛ فأين انتم منهم وماذا تقولون لأبنائكم عندما يعودون اليكم بعد معارك يقودونها داخل المدارس او الشارع أو في التجمعات التجاريه أو على شواطىء البحار , وهل ترضون ان يكونوا قدوة لإخوانهم وماذا تقولون لإخوانهم ؟.
مربو الاجيال الاساتذة قدوة الطلبة ، اين دورهم وماذا اعطوهم من قدوة في العلم والتعليم ولماذا تركوهم فريسة العنف والاقتتال وكيف ترضون ان يكون خريجوكم من المدارس على هذه المستوى من الاخلاق ، وهل تتفاخرون انكم انتجتم بالعلم مثل هذه الاجيال ولماذا لا تسعون لحل مشاكل العنف ؟ اين دراساتكم وأبحاثكم في هذا المجال , فالعنف مستشرٍ في المجتمع والمدرسة والشارع منذ سنوات , ولم نشاهد ايا منكم يقوم بدراسة الحالة ووضع الحلول الناجعة لها ، فان كان رؤساء المجالس المحليه غير مبالين , فانتم يا مدراء المدارس لتكن عندكم الغيره على مصير مجتمعكم ، رؤساء المجالس المحليه يتغيرون ويذهبون وانتم تبقون مع طلابكم ، ماذا تقولون لأولادكم الذين ايضا يدرسون على مقاعد الدراسة في هذه المدارس فانتم مسؤولون مسؤولية كاملة وعليكم يقع العبء الاكبر في حل قضية العنف في المجتمع , فانتم موجهون اكثر من ان تكونوا مدرسين , والمدرسة هي صقل لشخصيات طلابنا ولتوعيتهم وتهيئتهم للحياة .
الحكومة ممثلة بوزارة المعارف عليها دور وهي الجهة المسؤولة عن المدارس والتعليم بأكمله والمفترض ان تكون قد وضعت حدا وبرامج لمعالجة العنف منذ زمن طويل , فالطالب المشاكس لا يمكن ان يكون متصدرا لزملائه في المدرسه فالمتصدر لزملائه دائما هو الطالب المثابر المجتهد وهو القدوة , وعندما اهمل التعامل مع هذه الظاهرة اصبح الطلاب المشاكسون سادة الموقف والمعبرين الحقيقيين عن الوضع التعليمي الذي يبدو انه يسير من انحدار الى انحدار اكثر.
المسؤولية في معالجة العنف الاجتماعي مسؤولية مشتركة وعلى الجميع التصدي لها فالإباء والأمهات والإخوة والأخوات عليهم دور هام في تغيير النمط السائد , وأساتذة المدارس ورؤساء المجالس المحليه تقع عليهم مسؤولية تهذيب الطلاب وجعلهم عناصر انتاج وليسوا عناصر هدم , والحكومة مسؤولة ايضا بالبحث ووضع الحلول خاصة عندما تتفاقم مشاكل العنف.
[email protected]