واقع مجتمعنا العربي يقول أينما توجهنا نجد مشاكل تهدد الأمن الاهلي والنسيج الاجتماعي , خلافات عائليه وانقسامات وتشرذم وجريمة تكاد تعصف بالمجتمع نتيجة الصراع على السلطة المحليه وعلى مراكز القوى والاقتصاد ويجب أن تتم معالجتها وفقاً لمنهاج علمي وعملي يقضي على المظاهر السلبية التي تفتك وتهدد المجتمع وتعيق عمل النهوض والتنمية.
هنالك ثلاثة اخطار رئيسيه تهدد أمن مجتمعنا العربي في البلاد وهي :
الخطر الاول : هو الفوضى ، التي تعج بها شوارعنا ، عدم الانضباط الذي يرتقي بالناس الى العلا أصبح لا مكان له في حياتنا بل أصبحت المزاجية والفلتان من كل القيم هما السائدان والحاضران في كل وقت ، الأمر الذي قلب ميزان القيم عند الكثير من إفراد المجتمع. ولو كان الفرد منضبطا في سلوكه وحركته لما أصبحت شوارعنا تعج بهذه الفوضى القاتلة التي تنعكس على كل مسارات الحياة ، هناك نسبه من الناس يسيرون في الشوارع بدون انضباط ، وكذلك نسبه معينه من سائقي المركبات الكبيرة والصغيرة والخاصة والعامة لا يتقيدون بقوانين السير كما يجب ، والكل يردد أن قيادة السيارات فن وذوق وأخلاق ، والحقيقة تقول إن هنالك بعض من يسوق المركبة لا يعرف الفن ، وليس عنده ذوق ، فالأخلاق في وادٍ وهو في واد آخر. وهنالك من يرتكب الحوادث الدامية والمميتة ، لأنه لم يتقيد بأصول القيادة السليمة ، ويجب أن تكون العقوبة زاجره ورادعه لهؤلاء ، وعبره لمن لا يعتبر.
الخطر الثاني : ظاهرة انتشار الأسلحة المختلفة في كل أنحاء مجتمعنا ، أسلحة نارية متنوعة ، أسلحة بيضاء، التي أزهقت أرواح كثيرين ، استعمال السلاح في الخلافات والصراعات على مراكز القوى وانعدام الانضباط في القيم والأخلاق خير شاهد على ذلك.
إن انتشار ظاهرة السلاح ظاهرة غير سليمة ولا بد من وقفها بكل الطرق القانونية لأنه لا يجوز للناس امتلاك أسلحة غير مرخصة ، وتشعر وكأنه لا يوجد في الدوله أجهزة قادرة على ضبط الأسلحة النارية ، ومنع المتاجرة بها ا من قبل البعض ، وما نخشاه أن تكون أسلحة ثقيلة قد تسربت للمجتمع ، وقبل يومين ضبطت الشرطه صاروخ في احدى المدن العربيه في المثلث وأسلحه في قرى في الجليل ، وهذا أمر خطير غاية الخطورة.
الخطر الثالث : ظاهرة تعاطي المخدرات والاتجار بها ، أصبح خطر انتشار المخدرات في مجتمعنا رهيب ويترك في المجتمع آثاراً سلبية قاتلة لما تسببه المخدرات من انحطاط في قيم المجتمع وما تسببه من أمراض قاتله ، وانهيار لشخصية من يتعاطاها ويتاجر بها , ناهيك عن أثرها الاقتصادي على المجتمع ، لأن الأمر الذي لا شك فيه هو أن المخدرات والدخان تستهلك جزءاً كبيراً من الأموال ، وتنفق مبالغ طائلة لعلاج من يتعاطى المخدرات والدخان ، ويستهلك كميات هائلة من المشروبات المسكرة حيث أن نسبه من أبناء مجتمعنا يتعاطاها ، والآثار السلبية لتلك الظاهرة لا تقتصر على المال فقط بل تؤثر على صحة الإنسان وقوته وقدرته على الإنتاج والمساهمة في بناء المجتمع .
إن الأخطار التي ذكرتها هي جزء من أخطار كثيرة يتعرض لها المجتمع العربي في البلاد ولا بد لسلطاتنا المحليه التي تتفرج على ما يحدث وكأن الامر لا يخصها أن تتصدى لهذه الاخطار بقدر كبير من الحكمة والجدية ، والتصدي قد يوجب اتخاذ خطوات وإجراءات استثنائية ، بالتعاون مع الشرطه لمقامة هذه الأخطار وغيرها , وفي نفس الوقت لا بد أن تمارس وسائل الإعلام بأساليبها المختلفة دورها المفقود في معالجة قضايا المجتمع ؛ لأن ضحايا الأخطار يزداد عددهم يوما بعد يوم , وحتى لا نتحول إلى مجتمع فاشل بحل مشاكله وتتسع الهوة والانزلاق نحو الجريمة ، ولا بد من تسليط الضوء على مخاطر أخرى تهدد مجتمعنا .
[email protected]