الكراهية لا تولد مع الانسان ولكنه يتعلمها من البيت والحارة والمجتمع , والكثير من الناس يعانون من الكراهية التي تكبر وتنمو معهم حتى تصبح مرضا ¸ ما هي الاسباب التي تجعلنا نكره الآخرين ؟ هل التعصب , هل الجهل , هل التطرف الديني , ام انه مرض ينتقل من جيل الى جيل ؟ مجتمع الكراهية يتجلى في احسن صوره في الوطن العربي الكبير الذي ترجم هذه الكراهية الى حروب اهليه تحرق الاخضر واليابس , ونحن في البلاد جزء من هذا المجتمع العربي الكبير , فلولا طائلة القانون وعقابه لأصبحنا مثلهم , فنرى التناقضات داخل المجتمع الواحد , نطبقها فعلياً وعمليا ، فالمسؤول يكره الذي سبقه والذي سبقه يتآمر على الذي أتى بعده ، ومن يأتي يكره الذي ذهب والذي ذهب يظهر نفسه افضل من الذي جاء ، والأحزاب تكره بعضها البعض لصالح مصالحها بعيدا عن مصلحة المجتمع والوطن ، وأبناء القرى يكرهون أبناء المدن والعكس كذلك , والعائلات في القرى تكره بعضها البعض نتيجة صراعها على السلطة , والقرية ضد القرية الأخرى المجاوره , والطوائف ضد بعضها , والجار يكره جاره , وأبناء العمومة يكرهون بعضهم , والأبناء يصطفون مع احد الابوين ضد الآخر , والأخ ضد الاخ عندما يصبح لكل منهما أبناء , واعتقد ان الفرد هو بالنتيجة ضد نفسه عندما يؤيد مثل هذه الافعال ولا يكون له موقف جدي وفعلي منها.
الكثير من مدارسنا اصبحت مرتعا لتعميم الكراهية ومسرحا للعنف بدل تعليم العلم والأدب والأخلاق , فمنارات العلم اصبحت منارات للأحقاد وتفريغ شحنات العداء المتأصل داخل من جاءوا اليها ليس طلباً للعلم والأخلاق وإنما طلبا للكراهية والتجاوز على القانون .
من يناصر الكراهية هو انسان كريه ومن يناصر الوئام والمحبة والرفق والاحترام والشعور بالإنسانية والتراحم وإيثار الغير اصبح عمله نادرة رغم ان الكل يدعي انه يملكها ولكن هيهات هيهات . فلا نجعل من الذي يريدنا أن نبقى في هذا الوضع يقودنا للانقسام ليبقى سيداً لساحتنا وملاعبنا ومجالسنا , فعندما نعزز مفاهيم الكراهية فإننا نساهم في دعم سياسة فرق تسد .
الكراهية تشل وتقيد تصرفاتنا وتحد من تعاوننا مع بعضنا البعض من أجل مصلحة أولادنا ومجتمعنا وهي العائق أمام تطور مجتمعاتنا وتماسكها , ونحن ننقلها من جيل الى جيل بالوراثة حتى أصبحت مرضا مزمنا نعاني منه نحن العرب .
اللهم اشفي امتنا من مرضها واللف بين قلوبها وابعد البغضاء والكراهية عنا – آمين .
[email protected]