اظهر تحقيق إسرائيلي ان الشرطة الإسرائيلية استخدمت اسلحة خطيرة لتفريق المظاهرات لمدة تزيد عن ستة شهور دون أن يكون هناك تعليمات بشأن استخدام هذه الاسلحة، ودون ان يتم تأهيل عناصر الشرطة لاستخدامها.
وكشف التحقيق الذي اجرته صحيفة "هآرتس" العبرية ان شرطة الاحتلال استخدمت في السنة الاخيرة، سلاحا فتاكا لقمع المتظاهرين الفلسطينيين، هو عبارة عن رصاص إسفنجي بلون أسود، يُطلق عليه اسم "نموذج 4557"، وهو رصاص إصابته اقوى من الرصاص الاسفنجي الازرق، الذي كانت تستخدمه الشرطة، واثقل وزناً منه، وهو بقطر 40 ميلمترا، ومصنوع من البلاستيك ومغطى بقبة إسفنجية.
وجاء في هذا التحقيق ايضا ان شرطة الاحتلال تستخدم هذا الرصاص في قمع المظاهرات في القدس وفي داخل الخط الاخضر، واستخدمته على نطاق واسع خلال المواجهات التي وقعت في شهر تموز الفائت في القدس.
ورجحت الصحيفة ان يكون سبب استشهاد الفتى محمد سنقرط من وادي الجوز في القدس، الذي اصيب في شهر آب الماضي برصاص شرطة الاحتلال في رأسه، اصابته بالرصاص الاسود، بالاضافة الى تسببه بعشرات الاصابات في صفوف شبان مقدسيين، كانت بينها إصابات خطيرة، مثل فقدان الرؤية والكسور والإصابات في الأعضاء الداخلية.
وكانت جمعية "حقوق المواطن" رصدت أربع إصابات خطيرة لفتية نتيجة إصابتهم بالرصاص الأسود، من بينهم الطفل صالح محمود (11 عاما) والذي أصيب بكسور في وجهه، وأجريت له عدة عمليات جراحية وفقد النظر في إحدى عينيه، والطفل محمد عبيد (5 أعوام) الذي اصيب في وجهه وأجريت له عملية جراحية وفقد هو الآخر النظر بإحدى عينيه، بالاضافة الى الفتى علاء حمدان (14 عاما) الذي اصيب بجروح في وجهه وتضرر نظره، هذا بالاضافة الى عدد من صحافيين الذين اصيبوا بهذا النوع من الرصاص، ومن بينهم المصورة طالي مائير التي أصيبت برصاصة عن بعد 70 مترا، تسببت لها بكسور في الوجه.
وبعد توجه "جمعية حقوق المواطن" الى النيابة العامة الاسرائيلية للاستفسار عن التعليمات بشأن استخدام الرصاص الأسود الجديد، في اعقاب استشهد الفتى سنقرط، إدّعت شرطة الاحتلال بداية أن التعليمات مماثلة لتلك المتعلقة باستخدام الرصاص الأزرق، وبعد أن توجهت الجمعية للشرطة مرة ثانية، حصلت على وثيقة تتعلق بهذه التعليمات مؤرخة بتاريخ 1.1.2015 اي ان هذه التعليمات وضعت قبل نحو شهر فقط.
ومن الجدير بالذكر انه وبعد 6 اشهر على استشهاد سنقرط، لم يتم بعد إتخاذ قرار بتقديم لائحة اتهام ضد الشرطي الذي اطلق النار عليه، الذي اعتقل وافرج عنه لاحقا بشروط لحين استكمال التحقيق معه، الا انه لم يتقرر فيما اذا كان سيتم تقديم لائحة اتهام ضده ام لا.
[email protected]