يتعرض اولادنا الى تأثير كم هائل من الافلام الاباحيه من محطات التلفاز والانترنت والبلفونات وغيرها من وسائل الاتصال الى اغراءات جنسيه كبيره وأحيانا يقعون ويتورطون في مشاكل وارتكاب مخالفات جنسيه يعاقب عليها القانون الجنائي وخاصة الابناء في سن المراهقة نتيجة عدم توجيه وإرشاد الاهل او المدرسه لهم والتحدث في هذا الموضوع لأنه ما زال "طابو " ونخجل أن نصارحهم به اعتقادا منا أن الاولاد لا يعرفون عن هذا الموضوع أي شيء بالرغم من انهم يعرفون معلومات كثيرة من وسائل الاتصال بشكل مغلوط أو صحيح , وتجد فرق شاسع بالمواقف والأفكار بين عصر الانفتاح التكنولوجي الذي يعيشه الابناء وبين التربيه المحافظه التي يعيشها الأهل ولذا على الاهل الحاق بألركب الحضاري والتوفيق بين تربيتهم المحافظه وعصر الانفتاح الذي يعيشه الابناء وعليهم تغير المواقف بما يتناسب مع تطورات المرحله ألراهنه التي نعيشها , فما كان في الماضي من " طابو" وعدم التحدث عن موضوع التربيه الجنسيه اصبح اليوم من متطلبات وضروريات العصر التحدث به حتى نحمي اولادنا من مخاطر الاغراءات الجنسيه المنتشرة بكثرة في وسائل الاتصال.
فأصبح من الواجب على الاهل والمدرسة وضع برمج تثقيفية للتربية الجنسيه حتى يحموا اولادهم من اضرار ومضاعفات سلبيه لما يبث وينشر من اغراءات جنسيه من اجهزة الاتصال , ويجب على الوالدين الإلمام بالثقافة الجنسية حتى لا يخطأ أحدهم في إعطاء إجابات غير كافية للأبناء عن دور الجنس في الحياة العامة .
يجب البدء بالتربية الجنسيه في المدارس ما دامت عائلاتنا غائبة عن هذا التثقيف الجنسي الصحيح , ولتحقيق التطور وكي نصل الى تغيير الوضع السائد الذي أدى بنا الى فوضى الجهل , فلا غنى عن السير خطين متوازيين , المحور الثقافي والمحور التربوي الخاص .
ومن خلال عملي في مكتب مراقبه سلوك الاحدث سابقا , فان المشكلات الجنسيه تشكل نسبه كبيره من المشكلات الاجتماعية التي تصل الى مكاتب الخدمات الاجتماعية ومكاتب مراقبة سلوك الاحداث والشرطة وهذه المشاكل الجنسيه تكون مترافقة على الغالب مع مشاكل نفسيه تعود جذورها الى الطفولة الاولى والتي تقع فيها المسؤولية كاملة على الابوين , ولكن يجب أن لا ننسى أن للمدرسة دورا في ترميم أخطاء الاسرة خاصة أن المجتمع بكل مؤسساته التربويه والتثقيفية يجب أن يكون حاضرا في كل هم اجتماعي وما يحدث في بعض البيوت العربية من تحرش جنسي وزنا محارم والذي يحصل أحيانا في الشوارع الخلفيه من خطف واغتصاب اطفال أو نساء او حتى الشباب احيانا وما نسمع به ونقرأ عنه من شذوذ في بعض المدارس ومنها نسب الطلاق العالية , إلا نتيجة الاخفاق التربوي والثقافي والاجتماعي في شتى المجالات وتحديدا الاخفاق في التربيه النفسيه – الجنسيه للطفل المراهق .
افضل اختيار مصطلح التربيه الجنسيه على التثقيف الجنسي لسببين : الاول هو علاقة الموضوع بالتربية سواء كان عن طريق الاسرة أو الاعلام أو المدرسه والثاني من اجل تخفيف صوت المعارضه لهذا الامر , لان كلمة " الجنس " ما تزال تحمل صدى مخالفات للحياء لدى الكثير من الناس لأنه موضوع مغلق و"طابو" , وليس من الحكمة الاصطدام المباشر مع القناعان المترسخه لأجيال كثيرة , لذلك فكلمة تربيه تخفف قليلا من وقع هذه الكلمه المخيفه لبعضهم والذين يظنون انها تعني الاباحيه وقلة الادب .
بخصوص المحور الثقافي العام لا يمكن ان تكون الثقافة الجنسيه معزولة عن فضاءات الثقافة الاخرى وهنالك بعض الجمعيات تقوم بتثقيف جنسي للفتيات قبل الزواج وقرأت قبل اسبوع عن دورة تعليم لتأهل الفتيات المقبلات على الزواج في مدينه سخنين , . ومع ذلك فأنه من الحياء المحمود تناول هذا الموضوع بين النساء وحدهن وبين الرجال وحدهم بمحاضرات علميه – دينيه أخلاقيه على أن يكون المحاضر من نفس جنس الملتقين .
المحور التربوي يجب أن يبدأ من الاسرة ولا يمكن ان تكون التربيه الجنسيه بمعزل عن التربيه الاخلاقيه وهذا ما يحث عليه الدين الاسلامي , فالقرآن فيه مفردات جنسيه واضحة مثل ( الرفث الى نسائكم ) ( يسألونك عن المحيض ) ( ولا تبشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ) (وراودته التي هو في بيتها عن نفسه , وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ).
بقلم: د. صالح نجيدات
[email protected]