موقع الحمرا الثلاثاء 02/09/2025 21:34
القائمة
  • أخبار محلية
    • الرامة
    • المغار
    • عيلبون
    • دير حنا
    • سخنين
    • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
    • رياضة محلية
    • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
أحدث الأخبار
  1. الرئيسية/
  2. مقالات وخواطر/
  3. جواد بولس/
  4. أبالسّكّين يبنى وطن؟! بقلم: جواد بولس/

أبالسّكّين يبنى وطن؟! بقلم: جواد بولس

موقع الحمرا
نشر بـ 12/11/2015 11:38

انتشر في وسائل الإعلام قبل أيام مقطع مصوّر من جلسة تحقيق خضع لها الشبل أحمد مناصرة، وفيه يستطيع المشاهد أن يرى ويسمع كيف يقوم ثلاثة محققين من شرطة إسرائيل بمحاولة ترهيب همجية لفتى فلسطيني لم يبلغ الأربعة عشر عامًا، وكيف واجه هذا الفتى ذلك الاعتداء في مشهد لا يتركك، كمشاهد، إلا مستفزًا ومقهورًا، فعندما تنتهي الدقائق العشر تجد دمعك على المخدة يبكي وعلى فوّهة معدتك يتأهب بركان من غضب، وفي رأسك صورة وجه أحمد وصوته يردد بما يشبه اليأس.. "مش متذكر.. بدي دكتور"، وقبالته يشهر ذلك المحقق سبابته ويوجهها الى عينين لم تسقطا على الأرض، ويصرخ مستحدثًا، بمجاز مقلوب، أسطورة جوليات العتي العربيد.   

لقد طفحت القنوات الاخبارية المحلية وشبكات التواصل الاجتماعي بفيض من التحاليل والتوصيفات لما كشفه ذلك الشريط المصور، ومن الممكن تلخيص أبرزها وحصرها بعنوانين أساسيين: وحشية المحققين الإسرائيليين من جهة، وبطولة الفتى الفلسطيني وصموده من جهة ثانية، فرغم محاولات الترهيب التي مورست بحقه بقي صامدًا ولم يسقط، هكذا كتب كثيرون. 

لم أكن بحاجة لمثل هذه الوثيقة التسجيلية كي أتعرف على ما قام ويقوم به المحققون الاسرائيليون مع الأسرى الفلسطينيين، فأنا تتلمذت وعملت في مكتب المناضلة التقدمية المحامية فيليتسيا لانجر والتي كشفت وروت، في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، ما رأته بأم عينها من فظائع اقترفها الاحتلال الإسرائيلي بحق العشرات من الأسرى الفلسطينيين في أقبية التحقيق، وأعرف، مثل من بقي من زملائي على هذا الدرب، أن ما كان في ذلك الزمن هو الموجود في أيّامنا، لا بل بعضه أسوأ بكثير، حتى لو تغيّرت أساليب واستحدثت طرق للتحقيق "العصري"! لأن المحتل لن يتحول إلى حَمَل، ولن يصير المناضلون ضيوفًا معززين في زنزاناته، ولأن التاريخ علّمنا أن الاحتلال يفقس قامعين فقط، والقامع يولد عاريًا من إنسانيته، ويعيش مجردًا من منطق "الإنسان العادي"،  وفي عالم القمع تسقط كل الفرضيات المتداولة والمعقولية، وتخيب كل محاولات التفتيش عن أجوبة يومية بسيطة أو معقدة، ولربما، يعكس هذا الشريط، لكنه ليس المشهد الوحيد، هذا الكم من الشذوذ ويستحث تفكيرنا نحو الأعمق.        

وتبقى قضيّتنا أحمد وأتراب أحمد..

في الصباح وفي طريقهم إلى المدرسة يتوجه ثائر إلى زميليه عاصم ومعصوم ويخبرهما أنه قرر طعن جندي إسرائيلي، ويعرض عليهما الانضمام إليه وعلى الفور يستجيبان ويصبحون، من تلك اللحظة، أعضاء في خلية محظورة تخطط لقتل اليهود. يتوجه الثلاثة إلى دكان قريب ويشترون ثلاثة سككاين ، مثل تلك التي يستعملها الدهّانون،  ولا يعودون إلى مدرستهم في ذلك اليوم،  ولا يخططون كيف ومتى سوف ينفذون عمليّتهم.

في طريق عودتهم يفكر ثائر بصوت عال ويقترح أن يتوجهوا إلى المستعمرة القريبة من قريتهم، فهناك سيجدون حتمًا جنودًا يحرسون المستعمرة وسكّانها، أولئك الذين يعتدون على بيوتهم ويحرقون أشجار زيتونهم ويعربدون في شوارع قريتهم، وقبل أن يسمع رأي زميليه، يقترح عليهما بديلًا، يقضي بأن يتوجهوا صوب الحاجز العسكري القريب من مدرستهم والذي يتحرش بهم جنودُه بشكل عادي، وفيه ينفذون عمليتهم.

في النهاية يتفقون على التوجه إلى سمسار يعمل في تهريب فلسطينيين إلى داخل إسرائيل، فمعه سوف يؤمّنون الدخول إلى حيث يتواجد، بطبيعة الحال، جنود كثيرون ويهود، وعندها سيتمكنون من تنفيذ عمليتهم بدون عوائق بادية أو مفاجئة.

بعد أيام ينجحون بتجميع بضع مئات من الشواقل، يدفعونها لسمسار يعمل مع متعهد ينقل المهرَّبين، ويتفق ثائر معه على تفاصيل الرحلة ومكان اللقاء.

في صباح ذلك اليوم يفاجئ عاصم زميليه بقراره الانسحاب من العملية، دون أن يبدي سببًا لذلك، تماما كما حصل عندما وافق على الانضمام إليهما بدون تفكير مسبق أو سبب معلن.

في السيّارة ينحشر سبعة فلسطينيين نجحوا بالتواصل مع ذاك المتعهد، بعضهم سيدخل  ليفتش عن مكان عمل غير شرعي في السوق الإسرائيلي، وبعضهم يذهب لمكان عمله بدون تصريح ناجيًا من رصاصة وعائدًا من عطلته في آخر الأسبوع، وبعضهم يذهب لتنفيذ عملية في إسرائيل.

 

في السيارة صمت، لا وقت للتفكير، أو ربما لا حاجة له، وكأنني بكل واحد منهم يردد بصدره: "اللي بدو يصير يصير أكتر من هيك قرف ما فيش..".

في الطريق، يهمس معصوم في أذن ثائر ويعلمه أنه قرر الانسحاب من العملية ويريد أن يتخلص من سكينه الياباني ليعود من حيث أتى. فجأة تتوقف السيارة، وقائد الرحلة يأمر ركّابها بضرورة مغادرة المركبة والاختباء في الشجيرات القريبة لأنه وصلت إليه معلومة عن وجود جيش بالقرب منهم. بعد لحظات معدودة يسمع المختبئون صوتًا يأمر الجميع بالاستسلام ويؤكد أنهم محاصرون. مع انتهاء النداء، يبدأون، واحدًا تلو الآخر، بالوقوف، رافعي الأيدي إلّا ثائرًا، فيقفز باتجاه جندي كان بعيدًا عنه ويصرخ، " طاب الموت طاب الموت.." ويطير بالهواء كسهم، ويسقط، بعد أقل من رمشة، قريبًا من شركائه في رحلة العبث، وتحته بقعة دم أحمر.

أجلس مقابل النائب العسكري في محاولة لإنهاء ملف الأسيرين، ثائر، ابن الخمسة عشر خريفًا ورفيقة معصوم، المتهمَين في المحكمة العسكرية للاحتلال، بمحاولة قتل والعضوية في خلية محظورة.

أحاول جاهدًا أن أقنع المدعي أننا نتحدث عن طفلين يعيشان واقعًا مستحيلًا وحياة سلبت منهم الطفولة والأمل - يافعين فتحا عيونهما على ذل تفرضه سوائب من مستوطنين يستبيحون، كل يوم وفي وضح النهارات، ممتلكاتهم وأعراضهم ولا يبقون لهم إلا ما يتيحه خيالهم الجامح واليأس، فهم لا يريدون قتل أحد، كما جاء في إفاداتهم، وثائر، الذي شلّّت ساقاه من الإصابة برصاص الجنود، يقولها بملء الفم والسذاجة: "أنا لا أريد قتل أحد لكنني لا أريد العيش في هذه المذلة والمهانة.. الموت صار عندنا أحق  وأشرف".

لم أقنع المدعي العسكري،  فكيف لي أن أتحدث بمنطقي الآدمي، وهو هناك ليس إلّا خادم لما ومن يفرّخون مسوخًا ويولدون في بطن الخطيئة الكبرى، عراة من إنسانية ومجرّدين من منطق, وفجأةً يصعقني المدعي ويخبرني: "نحن سنطلب لثائر عقوبة سجن بالسنوات ومكوّنة من منزلتين"، ويصر على موقفه في حين كنت أسأله إن كان شاهد شريط التحقيق مع الفتى أحمد؟ توقف وضحك بخبث وقال: "شفت ما أعرص هالولد.. كيف ضحك على ثلاثة محققين ..".

لم أبك أمام المدعي العسكري، لكنني تركت غرفته وأنا دامي القلب، وخائف أكثر من أي وقت مضى على أحمد وثائر وأترابهما، ويقيني أن يأسهم يجب أن يكون هاجسنا وقضيتنا. فالاحتلال كان مصيبتنا ومع السنين ظلّ، وصار مدمّرنا.

في الطريق، أتنقل من موجة إلى موجة، وفي جميعها يجمع المعلّقون وأشباههم، على ما شاهدوه في ذلك الشريط؛ وعلى وحشية الاحتلال ومحققيه من جهة، وعلى بطولة الأطفال في فلسطين من الجهة الأخرى.

أسمع، وأمامي ضحكة المدعي العسكري، وصوت ذلك المحقق، وصرخة ثائر "طاب الموت" وأحاول أن أتذكر متى بنت أمة باليأس وحده والسكين وطنًا؟ وهل بهما نيلت حرية؟

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]

تعليقات

إقرأ أيضاً


لماذا لم ينجح العالم وقف الحرب على غزة؟ جواد بولس

لماذا لم ينجح العالم وقف الحرب على غزة؟ جواد بولس

الأثنين 01/09/2025 20:29

تشهد المنابر العالمية في الآونة الأخيرة تنامياً حادّا في أعداد الأصوات المنددة بسياسات حكومة اسرائيل تجاه الفلسطينيين، وحِدّة في لغة شجب ممارسات جيشها...

بنيامين نتنياهو ورؤيا اسرائيل الكبرى  جواد بولس

بنيامين نتنياهو ورؤيا اسرائيل الكبرى جواد بولس

الأحد 17/08/2025 20:20

أكّد بنيامين نتنياهو خلال مقابلة صحفيه أجراها مع فضائية i 24  الاخبارية يوم الثلاثاء المنصرم على "انه مرتبط جدا برؤية "إسرائيل الكبرى، التي تشمل فلسطي...

السابع من اكتوبر، البداية والنهاية !  جواد بولس

السابع من اكتوبر، البداية والنهاية ! جواد بولس

الأحد 10/08/2025 21:46

يتعاطى الاعلام الاسرائيلي، هذه الايام، أبعاد قرار بنيامين نتنياهو احتلال قطاع غزة ويتساءل حول مدى جدّيته، وكأنّ ما جرى ويجري على أرض غزة، منذ أن اجتاح...

أيمن عودة ، قائد مشتبك ليس بحاجة الى تلميع !  جواد بولس

أيمن عودة ، قائد مشتبك ليس بحاجة الى تلميع ! جواد بولس

السبت 19/07/2025 18:22

أسقطت الهيئة العامة للكنيست مساء الاثنين الفائت اقتراح اقصاء النائب أيمن عودة، رئيس قائمة الجبهة والعربية للتغيير، بعد أن فشل المبادرون للاقتراح في ال...

إقصاء أيمن عوده من الكنيست بداية لرحلة صيد طويلة - جواد بولس

إقصاء أيمن عوده من الكنيست بداية لرحلة صيد طويلة - جواد بولس

الأحد 13/07/2025 22:24

تعتبر محاولة اقصاء النائب أيمن عودة، رئيس قائمة الجبهة والعربية للتغيير ، من الكنيست قمة في سياسة ملاحقة المواطنين العرب في اسرائيل، وانتصارا ساحقا، ف...

توفيق زياد، نناديكَ  - جواد بولس

توفيق زياد، نناديكَ - جواد بولس

السبت 05/07/2025 14:18

تحل اليوم ، الخامس من يوليو، الذكرى الحادية والثلاثون لرحيل توفيق زيّاد. ورغم ضجيج الغبار وحطام الوقت، أرى صورته أمامي وأسمعه، هناك عند حفاف المدى، يص...

بين مذبحة كنيسة "سيدة النجاة" ومذبحة كنيسة "مار الياس" المسيحية الشرقية قد هزمت - جواد بولس

بين مذبحة كنيسة "سيدة النجاة" ومذبحة كنيسة "مار الياس" المسيحية الشرقية قد هزمت - جواد بولس

السبت 28/06/2025 17:15

أثار الاعتداء الإرهابي الدموي الذي نفذ يوم الاحد الفائت على كنيسة "مار الياس" في حي دويلعة في العاصمة السورية دمشق  موجة من ردود الفعل المستنكِرة والر...

ماذا لو بقي فيصل الحسيني حيا ؟ جواد بولس

ماذا لو بقي فيصل الحسيني حيا ؟ جواد بولس

الأربعاء 11/06/2025 15:39

في الكويت ، قبل أربعة وعشرين عامًا، رحل فيصل الحسيني بهدوء. هدوء سكن طبعه وهو حي ورافقه في كل معاركه ضد الاحتلال الاسرائيلي، تلك التي خاضها في شوارع ا...

لا اعداء دائمين في السياسة  - جواد بولس

لا اعداء دائمين في السياسة - جواد بولس

الأثنين 19/05/2025 21:26

منذ لحظة اعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، يعيش العالم حالة من القلق وعدم اليقين. وقد ساعدت تصريحاته المتتالية، في شؤون السي...

فلسطين في "العناية المكثفة" وشعبها في "حالة ذهنية" مستعصية -  جواد بولس

فلسطين في "العناية المكثفة" وشعبها في "حالة ذهنية" مستعصية - جواد بولس

السبت 10/05/2025 19:20

يبدو أن مخطط حكومة نتنياهو ازاء مصير قطاع غزة والضفة الغربية اكتسب دفعة جديدة بعد اجتماع  "المجلس السياسي والامني" المصغر، الذي انعقد يوم الاثنين الفا...

الأكثر قراءة

د.اشرف ابو شقارة: المسنون والأطفال والحوامل ومرضى الأمراض المزمنة هم  الفئات الأكثر عرضه لخطر موجات الحر

الأحد 10/08/2025 14:54

د.اشرف ابو شقارة: المسنون والأطفال والحو...
ثانوية حنا مويس الرامة تحتفل بتخريج الفوج ال 70

الأثنين 25/08/2025 22:13

ثانوية حنا مويس الرامة تحتفل بتخريج الفو...
انتخاب الأستاذ مجيد فراج مديراً للمدرسة الابتدائية على اسم الشاعر سميح القاسم في الرامة

الخميس 21/08/2025 19:54

انتخاب الأستاذ مجيد فراج مديراً للمدرسة...
ساجور: مقتل الشاب ساهر ابراهيم (29 عامًا) اثر تعرضه لاطلاق نار في الرامة

الأثنين 04/08/2025 18:00

ساجور: مقتل الشاب ساهر ابراهيم (29 عامًا...
رئيس اتحاد ارباب الصناعة يعقب على تصريح ترامب بخصوص الرسوم الجمركية: ​ نأسف لهذا القرار

الأحد 03/08/2025 22:19

رئيس اتحاد ارباب الصناعة يعقب على تصريح...

كلمات مفتاحية

المرأة الرجل الكشف اغتيال المبحوح اسرائيل ليبرمان اتهام حكومه زوكربيرغ مكاتب فيسبوك إخراج حشرة حية أذن مريض اخبار محلية فلسطينية اخبار محلية اخبار فلسطينية مواجهات اصابات الخليل مقالات خواطر شعر امين مولود غزة ماء المطر مفيد للشعر لكن بهذا الشرط اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه فلسطين اخبار فلسطين
  • أخبار محلية
  • الرامة
  • المغار
  • عيلبون
  • دير حنا
  • سخنين
  • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
  • رياضة محلية
  • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
  • مـسـلسـلات
  • مسلسلات كرتون
  • مسلسلات رمضان 2019
  • مسلسلات رمضان 2017
  • افلام
  • افلام كرتون
  • افلام تركية
  • افلام هندية
  • فنانين محليين
  • برامج تلفزيون
  • منوعات
  • رقص النجوم 3
  • حديث البلد - موسم 7
  • تراتيل جمعة الالام
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • للاعلان لدينا
  • شروط الأستخدام
© جميع الحقوق محفوظة 2025
Megatam Web Development