موقع الحمرا السبت 05/07/2025 17:51
القائمة
  • أخبار محلية
    • الرامة
    • المغار
    • عيلبون
    • دير حنا
    • سخنين
    • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
    • رياضة محلية
    • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
أحدث الأخبار
  1. الرئيسية/
  2. مقالات وخواطر/
  3. جواد بولس/
  4. توفيق زياد، نناديكَ - جواد بولس/

توفيق زياد، نناديكَ - جواد بولس

نشر بـ 05/07/2025 14:18 | التعديل الأخير 05/07/2025 14:26
توفيق زياد، نناديكَ  - جواد بولس

تحل اليوم ، الخامس من يوليو، الذكرى الحادية والثلاثون لرحيل توفيق زيّاد. ورغم ضجيج الغبار وحطام الوقت، أرى صورته أمامي وأسمعه، هناك عند حفاف المدى، يصرخ: أناديكم. 

أكتب اليوم عن توفيق زياد، ليس من باب الوفاء لأجمل الأسماء ولحارس "العين"، وحسب، بل لأننا نحتاج الى مرآة نقية نقف أمامها ونتأمل ما تبقى من ملامحنا الأصيلة الحقيقية، ونتأسى على زمن ولّى ورحل معه فرسانه، ونندب حاضرا يرهقه الصدأ ويغتاله التافهون والمراؤون ويسرقه الأخساء. 

نشأنا، أنا وأبناء جيلي في عصر رسم معظم ملامحه توفيقان واميلان: توفيق طوبي وتوفيق زياد واميل توما واميل حبيبي. صاغ هؤلاء، مع كوكبة أخرى من رفاقهم ومعهم قادة من أبناء هذه الأرض، كثيرا من "مقامات" حياتنا ومن "تقاسيم" هذا الوطن.  

ولدتُ، حين كان عمر النكبة ثمانية أعوام، في بيت علّمتْ أهله الهزيمة، مثلما علّمتْ من بقوا في وطنهم، كيف ينجوا اذا ما الطغيان عمّ وطمّ، واذا خاب وعد الأشقاء وكان عهدهم سرابا ويبابا. 

كنا ننام على فراش بسيط حشاه أهلنا بريش الحمام وبالاحلام، وغطوه بالكرامة وبالعز وبتناهيد الغمام. كبرنا وطنيين بالسليقة ولم نعرف، في ذلك الزمن، كيف وأين تصنع وتباع الوطنجية ولا عمامات السوء ولا بهت الكلام. 

تربينا في أحضان قرية حمتها الأصالة وبوصلات "أولي الأمر" وكانوا حينها حكماء، فزرعوا في مجتمعاتنا قيم الحرية والمحبة والفداء والعطاء، حتى صارت الدنيا حولنا منابت خضرة ومقالع صخر وهياكل للنور والبهاء. 

كانت بيوتنا حصوننا؛ وكان جيل توفيق زياد ورفاقه، حماة الذاكرة والسيرة والمسيرة، حراسا على ساحات البلد وعلى أسوارها، يقيمون القلاع ويرتقون الخيمة ويرممون تضاريس هوية أنهكتها النكبة وتكالبت عليها جيوش لا تعرف حدودا ولا الرأفة بشيخ أو ولد.

كنا صغارا، نلوك الخوف في العتمة وتأوينا، في الصباحات، مدارس كانت، بفضل ضمائر معلمينا، مراجل للتربية المتينة، وصوامع تجمع الناس، كل جمعة وأحد، على خير العباد وسلامة العرض والأرض والزهر . هكذا كبرنا في عصر كان، شهر أيار، مايو، زينته، والعامل فخر المجتمع وطينته الأغلى، والدين حصة لله؛ أما دستورنا فكان دستور "إميل وزيّاد" نردده لتسمع كل الدنيا "فلتسمع، سنجوع ونعرى، قطعا.. نتقطع، ونسف ترابك يا أرضا تتوجع ونموت.. ولكن لن يسقط من أيدينا علم الأحرار المشرع. لن نركع للقوة ..للمدفع لن نخضع". هكذا كنا وهكذا كان يوم كان علمنا علم الاحرار لا "الخدج"؛ وحين أسقطناه صرنا الى ما نحن عليه في هذه الأيام. 

لا أذكر متى كانت المرة الاولى التي التقيت فيها توفيق زياد شخصيا؛ لكنني ما زلت أشعر ما تركه ذاك اللقاء في نفسي. وجدناه مثلنا ويشبهنا. كان قريبا منا كأمنية وكنا منه ونشبهه.

عشقناه فارسا، لا يهادن عدوا، وينذر نصف عمره لمن "يجعل طفلا باكيا يضحك". وأحببناه حازما كلما واجه مدّعيا  أو مزايدا. كان مؤمنا بخميرة الانسان ومتعبدا في محاريب الحق والعدل والحرية، فقارع، بجسارة، ائمة التجهيل ووعاظ السلاطين وكهنة الفتن، الذين كانوا يجندون، كل من محرابه أو هيكله؛ "ربه" ودينه مستخصمين اخوانهم، مكفرين غيرهم من العباد والبشر. كان توفيق زياد مدرسة في التصدي للعنصرية ومواجهة الفاشيين بصدره المدفوع كفوهة بركان وبقبضته التي من ايمان وفولاذ.

التقيناه أول مرة، انا ومجموعة من الأصدقاء، كطلاب متهيبين قدوم معلمهم. صافحَنا ببسمة سمراء وديعة، وحدثنا طويلا، بصوته المتهدج وببحته الآسرة، عن عشقه لساحته الحمراء، وعن سرحان وماسورته، وأخذنا الى ليل كله صباح. 

توالت زياراته العادية لبيتنا، لا سيما في الفترة التي كان فيها نائبا في الكنيست. وقتها، سكنت وصديقي جمال زحالقه، في بيت مستأجر، في أحد أحياء القدس الغربية، قريب من مبنى الكنيست، فكان توفيق زياد يزورنا فيه أحيانا ليرتاح من أجواء الكنيست العنصرية التي كان يكرهها. 

قد تجهل أجيال اليوم تفاصيل تلك الايام، ولا تعرف كيف نجحت القوى الفاشية بتعزيز وجودها داخل الكنيست حتى سيطرت عليها بالكامل في السنوات الأخيرة رغم كل المعارك التي خاضهه  توفيق زياد ورفاقه منذ بدايات الزحف الفاشي وتصديهم له، لا من داخل الكنيست فقط،  بل في المواجهات والمظاهرات الشعبية التي كانوا يجندون الجماهير اليها ويقفون في صدارتها. 

كان توفيق زياد أحد أبرز الخطباء  واكثرهم حنكة في تأجيج مشاعر الجماهير وأسرهم، وقد تكون خطبته الصاخبة ضد عضو الكنيست اليميني العنصري رحبعام زثفي (غاندي) في مطلع ثمانينيات القرن الماضي من أبرز المشاهد التي شهدتها الكنيست في حينه. لقد تميز زئيفي بكونه صوتا عنصريا متطرفا يستفز على الدوام النواب العرب في الكنيست ويدعو بشكل مباشر وصريح الى تهجير المواطنين العرب، حتى تصدى له النائب توفيق زياد في احدى الجلسات وتحداه بحزم وبتهكم قائلا له "أنتم، اليمين المجنون، نحن لا نخافكم، لأننا ممسكون بخصاكم". قال كلامه وهو يمثل معناه  بيديه من على المنصة، فثارت ثائرة نواب اليمين وتهجموا عليه وهاجموه بعنف وبشكل غير مسبوق. 

 أذكر ذلك اليوم بوضوح؛ لأنه بعد انتهاء جلسة الكنيست جاء ليزورنا في البيت. كان متعبا لكن كانت علامات الرضا بادية على وجهه. وقف وهو يحرك ذراعيه وقال مباشرة: "يا رفيق لم أكن أعرف أن حضرته أهين لأنني  استعملت الكلمة الشعبيه للخصيتين، لا اسمهما القاموسي". ضحك وجلس وكان لحديثه بقية. كان متعبا ويشكو من عمله في الكنيست؛ فهم، قال: "لن يفهموا أننا نتعذب هنا !  اذ كيف نشارك في برلمان دولة تسعى الى إلغاء وجودنا الفعلي وتمزيق هويتنا القومية. لن يفهموا أننا نشارك في الكنيست لا لانها غنيمة أو اداة احتجاج، بل لأن واجبنا أن نحافظ على بعض المعادلات التي تتطلب منا العمل بتوازنات دقيقة: بين المبدئية والواقعية، وبين الوفاء لقضية شعبنا والبقاء في وطننا وحماية حقوقنا القومية والدفاع عن مصالح أبناء مجتمعنا مثل تأمين ميزانيات لمجالسنا المحلية والدفاع عن ارضنا وحقنا في الدراسة وفي التعبير عن رأينا. نحن في الكنيست لاننا نعتبرها ساحة نضال مكملة لساحات نضالاتنا الاخرى".  

أتذكر كلامه اليوم وأحزن، فلقد كان، في حياته، المتحدث الأبرز باسم الغضب؛ غضبنا وغضب البسطاء والكادحين والحالمين. أتذكره مهندسا في صنع لحظات ولحظات من وعينا الجمعي ومن ادراكنا أن صراعنا كمواطنين فلسطينيين في إسرائيل، ليس مع جرافات حكومة اسرائيل وقمعها واضطهادها لنا وحسب، بل هو صراع مع هزيمتنا الداخلية وضد انسلاخ مجتمعاتنا عن هويتها الأم.  

أكتب اليوم عن توفيق زياد لأننا بحاجة الى مرآة ترينا ما بقي من ملامحنا الأصيلة. أكتب عنه ونحن نقرأ الى أي هاوية وصلت ناصرته، بعد أن صارت نهبا لكل جبار عربيد، وبعد أن نجحت مؤامرات حكومات القمع والدمار والعنصرية عليها حتى ذبح الوريد. اكتب اليه ونحن نرى كيف تغزو حبيبته فرقٌ، مرة باسم جند السماء ومرة باسم الخليفة والسلطان. وهذا يطعنها باسم المسيح بحربة صليبية مسمومة، وذاك يدق باسم دين محمد، خنجره بخاصرتها حتى النزيف. لقد سقطت ناصرة التوفيق بعد أن نامت النواطير "وبشمت الثعالب "وبعد أن سقطت الرايات وعجزت عن انقاذها زنود الاحرار.

أكتب عن توفيق زياد ونحن نقرأ عن سقوط الشرق. وعن ضياع فلسطين التي أحبَّها حتى روى شوراعها بدمائه وبآخر أنفاسه. 

أكتب عن "توفيقي" واليه واستعيد شقاء رفيقه "الدرويش " حين رثاه وساءله: "فإلى من اشير بعد الآن؟ بعد الآن؟  مع من أستعيد الحكاية؟ آن لي أن أعرف وآن لي أن أعترف بأن أشياء كثيرة تموت فيّ، تموت على مهل، على مهل في أوج هذا الفراغ. ولم يعد للعاصفة صوت" 

نعم لقد ماتت فينا أشياء وأشياء حتى سقطت قلاعنا وصارت مراتع للزعران ساحات البلد.  

فيا توفيق نناديك!  

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]

تعليقات

إقرأ أيضاً


بين مذبحة كنيسة "سيدة النجاة" ومذبحة كنيسة "مار الياس" المسيحية الشرقية قد هزمت - جواد بولس

بين مذبحة كنيسة "سيدة النجاة" ومذبحة كنيسة "مار الياس" المسيحية الشرقية قد هزمت - جواد بولس

السبت 28/06/2025 17:15

أثار الاعتداء الإرهابي الدموي الذي نفذ يوم الاحد الفائت على كنيسة "مار الياس" في حي دويلعة في العاصمة السورية دمشق  موجة من ردود الفعل المستنكِرة والر...

ماذا لو بقي فيصل الحسيني حيا ؟ جواد بولس

ماذا لو بقي فيصل الحسيني حيا ؟ جواد بولس

الأربعاء 11/06/2025 15:39

في الكويت ، قبل أربعة وعشرين عامًا، رحل فيصل الحسيني بهدوء. هدوء سكن طبعه وهو حي ورافقه في كل معاركه ضد الاحتلال الاسرائيلي، تلك التي خاضها في شوارع ا...

لا اعداء دائمين في السياسة  - جواد بولس

لا اعداء دائمين في السياسة - جواد بولس

الأثنين 19/05/2025 21:26

منذ لحظة اعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، يعيش العالم حالة من القلق وعدم اليقين. وقد ساعدت تصريحاته المتتالية، في شؤون السي...

فلسطين في "العناية المكثفة" وشعبها في "حالة ذهنية" مستعصية -  جواد بولس

فلسطين في "العناية المكثفة" وشعبها في "حالة ذهنية" مستعصية - جواد بولس

السبت 10/05/2025 19:20

يبدو أن مخطط حكومة نتنياهو ازاء مصير قطاع غزة والضفة الغربية اكتسب دفعة جديدة بعد اجتماع  "المجلس السياسي والامني" المصغر، الذي انعقد يوم الاثنين الفا...

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

السبت 03/05/2025 12:44

أعلنت "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين"، الناشطة بين فلسطينيي الداخل، عن تعليق/ الغاء مسيرة العودة، التي كان من المزمع تنظيمها، هذا العام، إلى أراضي قري...

لا تخشَ التفكير، فالله ليس كاثوليكيا، هكذا آمن البابا فرنسيس - جواد بولس

لا تخشَ التفكير، فالله ليس كاثوليكيا، هكذا آمن البابا فرنسيس - جواد بولس

السبت 26/04/2025 18:12

رحل البابا فرنسيس يوم الإثنين الفائت، عن  ثمانية وثمانين عاما، تاركا وراءه سيرة عطرة وإرثا من القيم الانسانية الرفيعة التي أشار اليها معظم من عزّوا بو...

اليوم عُلّق على خشبة، جمعة/محنة غزة الحزينة-  جواد بولس

اليوم عُلّق على خشبة، جمعة/محنة غزة الحزينة- جواد بولس

الأحد 20/04/2025 14:35

قصف الطيران الاسرائيلي، فجر الأحد الفائت، مبنى المستشفى المعمداني في غزة، مما أدّى إلى تدمير وإلحاق أضرار جسيمة بمبانيه الأساسية. وأفادت مصادر في المس...

رسالة أخيرة لرئيس المحكمة العليا القاضي يتسحاك عميت - جواد بولس

رسالة أخيرة لرئيس المحكمة العليا القاضي يتسحاك عميت - جواد بولس

السبت 12/04/2025 14:06

استمعت المحكمة العليا الاسرائيلية يوم الثلاثاء الفائت لمرافعات الأطراف في قضية اقالة رئيس جهاز المخابرات العامة، الشاباك. وكانت مجموعة من الجمعيات وال...

ماذا لو أعلن العصيان المدني في اسرائيل؟

ماذا لو أعلن العصيان المدني في اسرائيل؟

السبت 05/04/2025 16:13

قبل سنوات كان مجرد تعاطي المواطن العربي في إسرائيل مع قضية العصيان المدني يعدّ شططاً سياسيا أو ضربا من ضروب المزايدة القومية الرمانسية، بينما كانت تعد...

الأكثر قراءة

ترامب: ضرب إسرائيل لإيران "محتمل للغاية".. واحذر من "صراع واسع النطاق"

الخميس 12/06/2025 22:13

ترامب: ضرب إسرائيل لإيران "محتمل للغاية"...
د. شيلا تحذّر من المعطيات المقلقة حول التدخين في المجتمع العربي

الخميس 05/06/2025 18:23

د. شيلا تحذّر من المعطيات المقلقة حول ال...
ترامب: ناقشت مع نتنياهو موضوع إيران وعدم الاتفاق معها خطير للغاية

الثلاثاء 10/06/2025 15:30

ترامب: ناقشت مع نتنياهو موضوع إيران وعدم...
في رسالة إلى ماكرون.. عباس يؤيد نزع سلاح "حماس" وعدم مشاركتها في حكم غزة

الثلاثاء 10/06/2025 13:14

في رسالة إلى ماكرون.. عباس يؤيد نزع سلاح...
تقرير: نتنياهو يسعى للتوصل إلى اتفاق سلام شامل مع سوريا

الخميس 12/06/2025 20:09

تقرير: نتنياهو يسعى للتوصل إلى اتفاق سلا...

كلمات مفتاحية

عيارات نارية مجدال هعيمق اعتقال الابراج الفلك اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه زهير بهلول توست قمح المخبوز.الجبن ارتفاع البنزين الطفل العنيد يوسف الصديق تزور عدد الأسيرات سجن الشارون القدس عبوة ناسفة صابون زيت عرابه اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه ايمن عوده
  • أخبار محلية
  • الرامة
  • المغار
  • عيلبون
  • دير حنا
  • سخنين
  • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
  • رياضة محلية
  • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
  • مـسـلسـلات
  • مسلسلات كرتون
  • مسلسلات رمضان 2019
  • مسلسلات رمضان 2017
  • افلام
  • افلام كرتون
  • افلام تركية
  • افلام هندية
  • فنانين محليين
  • برامج تلفزيون
  • منوعات
  • رقص النجوم 3
  • حديث البلد - موسم 7
  • تراتيل جمعة الالام
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • للاعلان لدينا
  • شروط الأستخدام
© جميع الحقوق محفوظة 2025
Megatam Web Development