الكرسي عزيز على قلب الامه العربيه , ومن معزته العرب تذبح عليه كالخراف على مذابح القرابين , ومن أجل الكرسي يدمر الوطن ويذبح الاطفال وترمل النساء وتغتصب وتشرد وتباع بارخص الاثمان الى مشايخ البنرول من اجل لقمة الخبز , من اجل الكرسي اصبحت الامه وحوش كاسرة لا شفقه ولا رحمة في قلبها , من اجل الصراع على الكرسي اغلقت المدارس وساد الجهل لينتقل بالوراثه من جيل الى جيل , ومن اجل الكرسي توزع أرزاق البشر على القاصي والداني من ورائه، وربما يُسرق مستقبل أمة بسبب كرسي! , بسبب الكرسي سلبت ثروات الوطن على يد اعداء الامه الذين يخططون لاشعال نيران الفتنه والانقسام واثارة النعرات الطائفيه بين الجهلاء ليبقى الوطن مشتعلا .
من شدة معزة هذا الكرسي لم يعد للأمة حلم لوطن ولا كرامه , ولا للأرض عزه وقيمه وثمن ولا للقيم معنى واصبحت شوارع بلادنا سوداء من شدة دخان الانفجارات التي قلبت الحياة الى جحيم والى يأس وحقد وكراهيه , من اجل الكرسي اصبحنا اضحوكة للامم . 

الكرسي تفوق معزته على " الاولاد " ! ولك أن تتخيل كيف يئد الأب أبناءه وأبناء أبنائه، بل والأجيال من بعده من أجل حفنة نقود ؟! ولك أن تتصور كيف يتاجر هذا الأب من أجل كرسيه في البيت بزوجته وبناته، من أجل أن يغير غطاء كرسيه كل عام حتى "زركش " حياته..؟! 

وأنا أخاف عليكم من معزة الكرسي ، فدرجات المعزة بدت يوما عن يوم تفوق الوصف حتى فاقت «البلاعيم» وقطعت الأحبال الصوتية للحلق وملأت الحناجر بخناجر القهر والعقول باسفنجة اليأس. هل رأيت يوما سماء تعلوها سحب الكذب والنصب والنفاق ؟!.. نعم، يا أخي هكذا تبدو السماء في وطنينا العربي .

هل تعرفون أن الكرسي له لون واحد واسم واحد، وينتمي لصانع واحد. حتى غدت جميع الكراسي نسخة منه؟!.. وهل تصدقون ان الكرسي عندنا على استعداد أن يحمل الكل وبكل أريحية إلا من يحب وطنه، وهل تعلمون ن أن الكرسي لا يخرب ولا يعطب، لأنه ضد الطبيعة البشرية؟! 

يا اخي ليتك - فقط - لو تركت هذا الكرسي لأهله، فأهله بعدد الأصابع، وهم كل الوطن بعد أن سرقوه. اترك الكرسي واجلس على الأرض.. احجز بقعتك.. ربما قبرك (بعد عمر طويل).. فإنه سيأتي يومٌ لن يكون لنا مكان حتى نلقى فيه أجسادنا بعد الموت، بل لندعُ ألا تكون أجسادنا طعاماً لكلابهم. 

كل هذا.. يا اخوة .. يحصل في امتنا لان الامور وسدت الى غير أهلها ..!