عندما كانت المراة في الماضي، تحمل للمرة الاولى، فجميع المعلومات المتاحة لها كانت تاتي اما من العائلة، اي الجدات السعيدات اللواتي كن يسردن كل التفاصيل التي حدثت لهن اثناء الحمل، او من طاقم الاطباء المحليين، والذين تمكنوا من اعدادهن بناء على الخبرة التي اكتسبوها في الماضي. اذا كانت المراة تجتاز الحمل بهذه الصورة، فانها كانت تدخل غرفة الولادة نفسها من دون اي تحضير مسبق ودون معرفة كيف يمكنها تسهيل الولادة، باستثناء مجموعة قليلة من القصص والاساطير العائلية.
ان الوضع اليوم بالطبع، مختلف تماما. فكل امراة تحمل للمرة الاولى، يمكنها استخدام مخزون المعلومات اللانهائية المتوفرة في الانترنت، قراءة المقالات التي كتبها خبراء، التحدث مع النساء اللاتي حملن من قبل (عبر المنتديات)، او الحصول على جميع المعلومات التي تحتاج اليها من المستشفى الذي ستلد به. اذا كانت تحصل على كل هذه المعلومات اثناء فترة الحمل، فانها تدخل غرفة الولادة مع معلومات اكثر ومع جاهزية اكثر، وهذا يساهم في تسهيل الولادة. في مراكز طبية ومستشفيات كثيرة حول العالم تقام دورات مسبقة لاعداد النساء الحوامل للولادة.
يلاحظ انتشار لدورات الولادة في العقود الاخيرة. تزود هذه الدورات المراة بمعلومات كثيرة حول عملية الولادة من نواحي مختلفة. قبل ان نخوض في تفاصيل دورات الولادة، يجب ان نتحفظ ونقول - لا توجد ولادة مشابهه للاخرى. كل ولادة تختلف، سواء من حيث احداثها او من حيث العملية التي تمر بها الام.
بالرغم من ان معظم النساء يلدن ولادة طبيعية، لكن عملية الولادة يمكن ان تكون مختلفة، وبالتاكيد، فان مجريات العملية تكون مختلفة ايضا. دورة الاعداد للولادة لا تكفي دائما لاعداد النساء لكل التفاصيل الصغيرة التي تختلف بين كل حالة وحالة. لكن مع ذلك، فان قسما من دورات الولادة تعد المراة (وبعضها تعد الرجل ايضا) لاسعد يوم في حياتها، منذ ان يبدا المخاض حتى ينتهي، عندما تحمل الطفل بين يديها.
تتم دورة الاعداد للولادة بين الاسبوع الـ 28 و 35. تهدف هذه الدورة لاعداد المراة ليوم الولادة. لكي تصل اليه جاهزة نفسيا وجسديا، وتعرف كيف تتصرف بشكل صحيح في كل مراحل الولادة. على سبيل المثال، فان الدورة تعرف المراة بالجانب التقني للولادة، من خلال التعرف على معدات غرفة الولادة وغرفة الولادة نفسها.
كما تعرفها ايضا على الجانب التنظيمي للولادة، من خلال تخطيط واعداد ملف الولادة، وتنظيم الترتيبات قبل الولادة (مسار السفر، ارقام الهواتف، اعداد الشقة لحين عودتها، الخ). بالطبع، فانه خلال الدورة، تتعرف المراة على الولادة نفسها، وذلك بالتعرف على انواع التنفس، الوضعيات، انواع التدليك والتعرف على انواع الولادات المختلفة.
ان دورة الاعداد للولادة تسهل الولادة وتعد المراة، بدءا من التفاصيل الصغيرة للولادة، كيف عليها ان تتنفس، الاستلقاء، وحتى التمارين البدنية التي ستساعدها عندما تستلقي على سرير غرفة الولادة. تساعد دورة الاعداد للولادة المراة الحامل ايضا، من الناحية النفسية، من حيث طبيعة الافكار التي عليها التفكير فيها عندما تشعر بالم المخاض. تجمع معظم الدورات بين التعليم النظري والتطبيقي.
يتم في بعض الدورات، استدعاء الرجل للمشاركة، لكي يعرف ما ستواجه زوجته، ويعرف كيفية تقديم الدعم لها خلال هذه الساعات، من اجل تسهيل الولادة. تتيح دورة الاعداد للولادة للمراة ايضا، التعرف على نساء اخريات الموجودات في وضع مماثل لوضعها، الحصول على مشورة منهن ومشاركتهن بالاشياء التي تمر بها.
[email protected]