هل يحتاج الطفل إلى هدوء تام لينام، وهل الجوع هو ما يجعله يبكي في اللّيل؟ مستشارة التغذية والنوم في متيرنا تحطّم الخرافات الشائعة حول النوم الصحي والسليم للأطفال، وتقدم بعض النصائح لليال أكثر هدوء.

النوم مهم للجميع، ولكن بالنسبة للأطفال، يعتبر النوم أحد العناصر الأكثر أهمية في نموّهم السليم - تماماً مثل الطعام، واللمس، والهواء للتنفس. لذلك، علينا- نحن الآباء- أن نهتمّ بعدد ساعات النوم المناسب لعمر الطفل، وأن نأخذ في الاعتبار أن لدينا القدرة على التأثير على نوم الطفل ليكون أفضل، وبالتالي، سيتحسّن نومنا نحن أيضاً. دينا شميلوفيتش، مستشارة التغذية والنوم في مركز الاستشارة الغذائية في متيرنا، هنا لتفنّد لكم بعض الخرافات في الطريق نحو نوم أفضل:

خرافة 1 - يجب الإبقاء على الطفل يقظا إلى أن يراكم التعب. غير صحيح

الأطفال، مثل البالغين تماماً، لديهم نافذة للنوم - الوقت الأمثل للدخول في نوم هادئ ومريح. من الأفضل أن نوجّه الطفل إلى هذه النافذة بشكل استباقي، وعدم "سحبه" أو انتظار إشارات التعب منه. من المستحسن أن يبدأ "طقوس النوم" في الأوقات المناسبة تمهيدا لتحضيره للنوم في الأوقات المثلى (تقريباً بين 18:30 و19:30). يفضل فقط وضع الطفل في سريره، وتركه يخلد للنوم بعد مروره بتجارب مناسبة لعمره خلال ساعات النهار، وهو نظيف وشبعان. الاستمرار في الروتين يمنح الاستقرار والأمان، ويحسّن من عادات نوم الطفل. الفعّاليات والنشاطات التي تحتوي على محفّزات كثيرة تعرقل الخلود للنوم بهدوء وراحة.

خرافة 2 - الجوع هو غالباً ما يجعل الطفل يبكي في منتصف الليل. ليس بالضرورة

الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 9 أشهر، والذين يحصلون على الكمية المطلوبة من السعرات الحرارية خلال النهار، وينمون بشكل طبيعي وفقاً لمنحنى النمو الخاص بمركز رعاية الأم والطفل، لا يحتاجون بالضرورة إلى وجبة إضافية خلال الليل. بما أن نوم الأطفال، مثل البالغين، يتكوّن من دورات نوم، فإن البكاء أثناء الانتقال بين دورات النوم يمكن أن يكون تعبيراً عن الإحباط وعدم القدرة على الدخول في دورة نوم جديدة. في هذا العمر، قد تكون هناك أسباب أخرى للبكاء، ويجب محاولة فهمها لتهدئة الطفل وزيادة ثقته بأن الأهل "يفهمونه".

خرافة 3 - عندما نتخطّى القيلولة، ينام الطفل بشكل أفضل في الليل. غير صحيح

من المستحسن توزيع ساعات نوم الطفل على مدار اليوم وفقاً لعمره، بحيث ينام في الأسابيع الأولى من حياته عدة مرّات خلال اليوم، ومن عمر سنة وحتى عمر 3 سنوات، تبقى قيلولة واحدة غالباً في فترة الظهر. لا يوجد خوف من أن النوم في الظهيرة سيجعل الطفل لا ينام في الليل. على العكس - النوم يشجّع على النوم

خرافة 4 - يحتاج الطفل الصغير إلى هدوء تام لينام. ليس بالضرورة

عندما يكون الطفل في رحم أمه، يكون محاطاً بأصوات طبيعية مثل دقّات قلب الأم، وتدفّق الدم، وأصوات الأم والبيئة بشكل ضعيف، لذلك، الهدوء التام بالنسبة له هو نوع من "الضوضاء" الغريبة له. هناك أطفال يساعدهم الضجيج المستمر مثل صوت الغسّالة أو أغنية تهليلة ثابتة على إضعاف الضوضاء الأخرى، وقد تساعدهم على الاسترخاء.