بعد التردّد بين الروضة والحاضنة وبين الحضانة البيتية والحضانة اليومية، تم اتّخاذ القرار. الآن، كيف نقوم بذلك وندخل طفلنا إلى الإطار؟
يُقال إن كل البدايات صعبة، وهذه الجملة تبدو صحيحة جدًا فيما يتعلق بالدخول إلى روضة جديدة.
التغييرات والانتقالات تضع تحدّيات أمام الأطفال وأمامنا- نحن الأهل. من المهم أن نعرف أن هناك أطفالاً يجدون صعوبة في الدخول إلى الروضة والتأقلم بسبب تغييرات صغيرة، مثل الألعاب الجديدة في الساحة أو تبدّل عدد من الأطفال. في المقابل، هناك أطفال يتكيّفون مع الروضة بسهولة، ولكنهم يتوقفون عن الأكل، أو النوم بشكل جيد، أو يواجهون تراجعًا في التخلّص من الحفّاضات.
لذلك، قبل الأول من سبتمبر، من المهم أن نتنفّس بعمق ونتذكر أن ردود فعل أطفالنا قد تكون مختلفة، ولكنّها كلّها طبيعية.
التحضيرات قبل الدخول إلى الإطار
قبل الدخول إلى الروضة، يمكن قراءة قصص أو أغاني للصغار والتحدّث معهم عن التغيير المتوقّع في روتينهم اليومي. إذا كنتم قلقين، فهذا هو الوقت للحديث مع آباء آخرين مجرّبين والاستماع إلى المزيد عن الانتقالات التي مرّ بها أطفال آخرون.
بعض النصائح للدخول السهل والمريح إلى إطار جديد:
بالتدريج وليس فجأة: التدرّج هو اسم اللعبة - حاولوا خلق وداع تدريجي. في الأيام الأولى، ابقوا لفترة أطول في الروضة وعودوا لأخذ طفلكم بسرعة نسبيًا. أعطوه وقتًا للتأقلم مع المكان، الروائح، الأصوات، والوجوه الجديدة. اتركوا قضاء يوم كامل في الروضة للأسبوع الثاني.
وقت للروتين وليس للتغييرات: إذا بدأتم في روضة جديدة أو أي إطار آخر، لا تبدأوا بتغييرات كبيرة أخرى مثل تغيير التغذية، أو الفطام من اللّهاية أو القنّينة. أعطوا الطفل كل الأشياء التي اعتاد عليها، أرجئوا الانتقال إلى السرير الفردي لبضعة أشهر، اتركوا له اللّهاية، وبالطبع لا تغيروا شيئًا في روتين الأكل لديه. يمكنكم إجراء التغييرات عندما تشعرون أنه تأقلم.
مكان مألوف: الروضة جديدة، ولكن يمكنكم جعلها مألوفة أكثر كلما ذهبتم مع الطفل أو الرضيع إليها. تحقّقوا مما إذا كان بإمكانكم الذهاب إلى هناك قبل بضعة أيام، تعرّفوا على الساحة، وخاصة المعلّمة والمربّيات. من الأسهل لنا وللأطفال الشعور بالطمأنينة والارتياح عندما تكون هناك وجوه مألوفة بجانبنا.
لا تهربوا: وصلتم إلى الروضة الآن... ماذا تفعلون؟ أحيانًا نشعر أن الطفل يلعب ولا يلاحظ أننا هنا، وهذه فرصة جيدة للهروب بسرعة من الروضة إلى العمل أو أي نشاط آخر. هذا خطأ! لا تذهبوا دون أن تقولوا وداعًا ودون توديع طفلكم بشكل واضح. حافظوا على الثقة التي يضعونها فيكم، حتى لو كانوا صغارًا والأمر يبدو لكم غير مهم.
لا تسألوا: تعرفون ذلك السؤال الذي يطرحه الوالدان: "حبيبي، هل تريد الذهاب إلى الروضة؟ هل توافق أن تذهب أمي الآن إلى العمل؟" من الواضح لنا جميعًا أن الجواب هو لا. الطفل لا يريد أن تذهبوا، وإذا قرّرتم سؤاله فمن المرجّح أن تحصلوا على إجابة سلبية أو بكاء مفجع. قبل الدخول إلى الروضة، من المهم تنسيق التوقعات والوضوح مع الأطفال. أبلغوهم بأنكم ستبقون لبضع دقائق ثم عليكم المغادرة، وصيغوا كل شيء بوضوح دون علامات استفهام في النهاية.
ستعود الأم في الساعة الرابعة: الساعة ليست مفيدة جدًا للأطفال الصغار، ولكن عبارة واضحة مثل "ستعود الأم لأخذك بعد الساندويتش الذي ستأكله" أو "بعد الغداء" هي مرساة أكثر وضوحًا وتسمح للطفل بمعرفة ما يمكن توقعه. بالطبع، أخبروا من سيأتي ليأخذه في نهاية اليوم، الأم، الأب، الجدة، المربية، وما إلى ذلك.
هل الوداع صعب للغاية؟ أحيانًا ليس من السهل أن نقول وداعًا عند بوابات الروضة أو الحضانة، وصعوبتنا تنتقل إلى الطفل أو الرضيع. لا يجب أن نتحدث أو نقول شيئًا - لغة جسدنا تتحدث في الإمساك بقوة باليد أو العناق بشدة. إذا كان من الصعب عليكم، ربما ينبغي أن يأخذ الوالد الآخر أو حتى الجدة الأطفال إلى الروضة. يجدر النظر في كيفية عمل ذلك، خاصةً إذا كان الوداع عاصفًا حقًا.
غرض انتقالي: تلك البطانية التي يسحبها الأطفال في كل مكان، وهي ربما بطانية أو دمية تبدو لكم مهترئة ومكروهة، يمكن أن تكون مفيدة ومهدّئة للغاية الآن بالضبط. إذا كان لديكم غرض انتقالي، أعطوه له عند دخول الروضة، سيهدأ ويسهل الوداع، ويعطي شعورًا بالمنزل والانتماء في اللحظات التي يحتاج فيها أطفالنا إلى ملاذهم.
لا تنسوا - ربما سيبكي قليلاً عند دخول الروضة ونحن ربما سنمسح دمعة من التأثّر والمخاوف، ولكن إذا كنتم واثقين بالروضة التي اخترتموها، بقي لكم الآن أن تثقوا بحدسكم واختياركم، وتتجاوزوا هذه الفترة من خلال معرفتكم بأنها فترة مؤقّتة.
متى يجب القلق حقّا؟
إذن، متى يكون بكاء الطفل أو الاستيقاظ في الليل، علامة على الضيق ويتطلب علاجًا؟ انتبهوا، قد يغيّر الأطفال عاداتهم الغذائية والنوم في الفترة القريبة من الدخول إلى الإطار، ولكن من المحتمل أن تلاحظوا تحسّنًا تدريجيًا في الحالة.
ومع ذلك، فإن الطفل الذي يبكي بشكل مفرط ولا يحدث تحسّن حتى بعد ثلاثة أسابيع هو ردّ فعل يشكل إشارة إنذار. تحقّقوا مما إذا كان أداء الطفل خلال اليوم يتأثر؟ هل يبكي الطفل كثيرًا خلال اليوم ويجلس منغلقًا على نفسه في الروضة؟ إذا لاحظتم وجود تفاقم في الظواهر التي أشرنا إليها أو ظواهر غير عادية أخرى، يجدر التحقّق مما إذا كان الإطار مناسبًا له أو لماذا يصعب عليه.
والأهم من ذلك، اصغوا لأنفسكم ولأطفالكم، لأنكم تعرفونهم أفضل من أي شخص آخر.
[email protected]