موقع الحمرا السبت 24/05/2025 19:49
القائمة
  • أخبار محلية
    • الرامة
    • المغار
    • عيلبون
    • دير حنا
    • سخنين
    • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
    • رياضة محلية
    • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
أحدث الأخبار
  1. الرئيسية/
  2. مقالات وخواطر/
  3. جواد بولس/
  4. جمال عبد الناصر .. غصة وذكرى وضريح/ جواد بولس/

جمال عبد الناصر .. غصة وذكرى وضريح/ جواد بولس

نشر بـ 03/10/2020 19:41 | التعديل الأخير 03/10/2020 19:43

كان أيلول قبل خمسين عامًا شهر البكاء والندم، ففيه دفع الفلسطينيون ثمن دخولهم في إغواءات المغامرة الأولى، وفيه بكت الامة رحيل من أشعل حلم الوحدة المستحيلة. خمسون عامًا مرت على وفاة جمال عبد الناصر والعرب ما زالوا يعيشون على أنوف رماحهم التي ورثوها من عصور الرمل، وفي فيء عباءاتهم الرثة؛ فما يرضي زيدهم يغضب عمرهم، تماما كما نشهد ونقرأ في هذه الايام وكلما كانت تستحضر ذكرى وفاة جمال "حبيب الملايين".

كنا طلابًا في السنة الاولى في مدرسة "يني الثانوية" عندما شاع نبأ موت جمال عبد الناصر . معظم تفاصيل تلك الايام صارت نثارًا في عالم النسيان؛ لكنني ما زلت أتذكر كيف تحوّل لون السماء فوق قريتي إلى كحلي، أو أقرب إلى دكنة وجه من مات خنقًا. في الجو ساد صمت رهيب، ما زلت أسمع صداه حتى هذه اللحظات. وقفت مع اترابي واذكر كيف أحسست، ولم أعرف وقتها لماذا، بدهشة مَن انشقت ألارض تحت قدميه فصارت هاويته كالقدر المحتوم .

لم أكن مسيّسًا ولا من بيت نشطاء حزبيين؛ فوالديّ كانا معلمين ينتميان لجيل آمن بمهنة التعليم واعتبرها رسالة مقدسة، فمارسوها لينشئوا أجيالًا حصينة ونقية، ولكي ينقذوا الناجين من لعنة النكبة والتهجير ويخلصوهم من مشاعر الذل والهزيمة؛ زرعوا فينا، بحنكة الحكماء والصبورين، بذور الكرامة والشغف الكبير للمعرفة وكنز القناعة والاكتفاء إلا من كل ما يسلب حرياتنا ويجوّف أرواحنا ويعطل عقولنا. علّمونا كيف نكره الظلم والظالمين وكيف نحب الخير والغير والصالحين؛ ففي ذلك الزمن ذي اللونين عشنا في عالمين وحسب: واحد أسود، يلفه ظلام لعين ويحكمه الاشرار والعابثون، وآخر أبيض من نور مبين ويديره الطيبون والخيرون.     

لم أكن منظمًا في اي حزب، لكنني كنت أبن والديّ، وفرخًا لجيل احتضنته قرية كانت تزودنا بأشرعة من طيب وريح؛ فكبرنا في حضنها وعلّمتنا، كفر ياسيف الجليلية، كما علّمت من قبلنا مَن جاوروا النسور والقمر، نعمة التمرد على السائد الآسن وعلى طقوس الخنوع؛ ودرّبتنا كما تدرّب الام صغارها على فنون العيش والبقاء، وعلى الفوارق بين علم البيان وفنون الخطابة، وبين تشييد البنيان واصول الزرع والحصاد والحطابة.

انطلقنا من صفوفنا الخشبية نحو ساحة القرية القريبة، وسرنا، طلابًا وكادحين وفلاحين، وراء "كبارنا" في جنازة لم نكن نعرف وقتها أن المشيّع فيها ليس "أناناتنا" الفردية والجمعية الثاكلة وحسب، بل، هكذا تبين بعد انجلاء الغيم والغبار، اننا دفنّا، ومعنا معظم العرب "عنقاءنا"وذلك رغم اقتناع البعض بأن ليس كل  ألاساطير محض خيال!

ما زالت الذكرى تثير في نفسي ونفوس الكثيرين حنينًا وطربًا دفينين، فبدونهما تصبح الخيبات قواقع لليأس ويفقد الانسان "نونه" ولا يبقى منه إلّا "الاسا" لعنة. ولكن بين تنفس الذكرى كنسمة في حرير الحنين، وبين محاولات البعض باقناعنا بان الناصرية مشروع حي ونابض ومتقدم على خطى ذلك المارد العربي الذي نمنا على حفاف جفونه الثائرة، يوجد فرق كبير وخلاف يتوجب علينا التوقف عنده، اذا ما اردنا ان نبقى ابناء الحياة ونعبّد من اجلها السبيلا مهما كان عسيرا.   

قرأت ما كتبه "الناصريون" وشعرت بجمراتهم المتقدة في صدورهم، وقرأت ايضًا لمن يمضغون الناصرية كالقات، ادعاءً ووهمًا ومزايدات، وأثارني بعض من يهاجمون الرجل وزمانه وكأنهم على ميعاد ثأر معه. لجميع من كتب وسيكتب الحق بابداء رأيه حرًا، ولكن من بين ما قرأت لفت نظري اعتراف النائب أيمن عودة، كما نشره على صفحته وقال: "لم يؤثر بمشاعري أحد مثل جمال عبد الناصر حتى هذا اليوم، فخمسون عامًا على وفاته وما زال الأكثر حياةً". حاولت أن افهم قصده من وراء هذا الاعتراف المثير، لكنني تهت في ثناياه ولم يعفني عبء الالتباس؛ ورغم اقتناعي بان كلام النائب عوده، رغم تأويله المحتمل وابعاده السياسية الكبيرة، يندرج في باب الحنين واستذكار موجع لحلم كان قد وئد، سيتيح، كلامه،  فرصًا لمن يعارض طروحاته الواردة في سلسلة مقالاته الاخيرة التي حملت عنوان" نحو منهجية مثابرة لشراكة يهودية عربية مؤثرة" خاصة اذا ذكرّوه باهم ما بقي عالقًا في عقول العامة من موروث ناصري تختزله مقولته المجلجلة   "ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة" .

نحن بحاجة الى وضوح في رؤى القيادات المحلية السياسية، خاصة وفضاءاتنا العامة وشاشات حواسيبنا وهواتفنا تعج بما يغرق الناس في متاهات وترهات ومزايدات وترددات من كل الجهات والمنابر؛  فمن يقرأ ما كتب عن جمال عبدالناصر، معه وضده، يستتنج ان هنالك بلبة كبيرة بين المعلقين والمعقبين وهنالك ايضًا قطيعة واضحة بين هذه الاجيال وبين زمن الناصرية الذهبي؛ ويستنتج ايضًا ان معظم من عبّروا عن مواقفهم كانوا قد تلقنوها أو هندسوها بتأثير تنظيماتهم الحزبية وحركاتهم الدينية والسياسية، ومن دون محاولة ربط مواقفهم بواقعنا الحالي، نحن المواطنين العرب في اسرائيل، أو إجابتهم على السؤال الاهم : ما دور "الناصرية" اليوم وعلاقتها ببرامجنا السياسية وبوسائل نضالنا ؟ وكيف يمكن تجنيدها في مواجهة المخططات التي ترسمها حكومة اسرائيل وتنوي تنفيذها بحقنا ؟ جميع هذه الاسئلة بالنسبة لي هي اسئلة استنكارية، اما من يحسبها غير ذلك فعليه رسم الاجابة.

ما زلت اذكر  كيف بكيت في أول زيارة لي الى مصر؛ فعندما بدأت مباني القاهرة تضحك امامنا كلما اقترب التاكسي من مشارفها، شعرت انني ادخل الجنة.. اضعت قلبي، كما اضاعه "عزيزها"، وكدت مثله "من بهجة اللقيا ونشوتها ، أرى الدُنا أيكةً والدهر بستانا". واذكر ايضًا أننا طلبنا، قبل الوصول الى الفندق، ان نزور ضريح الزعيم جمال عبد الناصر . تسمّرت في حضن الهيية المدفونة. حضرتني مشاهد الجنازة التي اقمناها في كفر ياسيف والاغاني التي حفظناها  في "صاحب الصورة" ورددناها في شبابنا اسوة باغاني العشاق وتباريحهم من حب وجوى؛ وسمعنا صوت نزار قباني يتمتم:  "قتلناك يا أخر الانبياء قتلناك" .

أكلتنا الحسرة ونحن امام القبر الذي يشهد على جهل امة وعلى ضياع احلامها، ويبكي على رجل كاد بايمانه وبعزيمته ان يقبض على شرايين القدر، ويقدم دماءه أزاهير لشعوب أحبها حرة، لكنها نخت تحت أوزار جهلها وعطلها الخنوع، حتى باتت لا تفرق بين أطواق تدمي رقابها ومعاصمها وبين أطواق النجاة والنرجس.

أحببنا ناصرنا بعيدًا عن التفاصيل الخاصة في سنوات حكمه والتي بسببها اختلف ويختلف الفرقاء عليه ومعه؛ وسنبقى نحبه كعطر لوردة خالدة، فهو القائد الشجاع الذي اراد ان يصهر المعجزات كي يقهر الاعداء ويزرع في بلده المستقبل الآمن؛ ولأنه ابن الحتة، المؤنس الاسمر،  الذي جاء مؤمنًا بالانسان العربي وبعزيمته، ومصممًا على بناء دولة عصرية يحكمها القانون وبأدواته، أو  كما قال فيه احمد فؤاد نجم "فلاح قليل الحيا، اذا الكلاب سابت ، ولا يطاطيش للعدا، اذا السهام صابت، عمل حاجات معجزة، وحاجات كتير خابت، وعاش ومات وسطنا، على طبعنا ثابت .."  

 زرت بعدها مصر عدة مرات ولم اعد لزيارة ضريح عبد الناصر؛ فمصر التي زرناها بعد المرة الاولى لم تعد "تلك التي في خاطري"، والضريح صار معلمًا سياحيًا وشهادة على قساوة القدر الذي اراد ناصر ان يقدمه لابناء شعبه ضمانة لحريتهم ولكرامتهم فرفضوه وبقوا كما كانوا من ايام "مينا لايام عمرو"  ومن أيام عمرو الى ايام سلطان ..

وتبقى الناصرية غصة وبرقة وسرابًا ..

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]

تعليقات

إقرأ أيضاً


لا اعداء دائمين في السياسة  - جواد بولس

لا اعداء دائمين في السياسة - جواد بولس

الأثنين 19/05/2025 21:26

منذ لحظة اعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، يعيش العالم حالة من القلق وعدم اليقين. وقد ساعدت تصريحاته المتتالية، في شؤون السي...

فلسطين في "العناية المكثفة" وشعبها في "حالة ذهنية" مستعصية -  جواد بولس

فلسطين في "العناية المكثفة" وشعبها في "حالة ذهنية" مستعصية - جواد بولس

السبت 10/05/2025 19:20

يبدو أن مخطط حكومة نتنياهو ازاء مصير قطاع غزة والضفة الغربية اكتسب دفعة جديدة بعد اجتماع  "المجلس السياسي والامني" المصغر، الذي انعقد يوم الاثنين الفا...

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

السبت 03/05/2025 12:44

أعلنت "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين"، الناشطة بين فلسطينيي الداخل، عن تعليق/ الغاء مسيرة العودة، التي كان من المزمع تنظيمها، هذا العام، إلى أراضي قري...

لا تخشَ التفكير، فالله ليس كاثوليكيا، هكذا آمن البابا فرنسيس - جواد بولس

لا تخشَ التفكير، فالله ليس كاثوليكيا، هكذا آمن البابا فرنسيس - جواد بولس

السبت 26/04/2025 18:12

رحل البابا فرنسيس يوم الإثنين الفائت، عن  ثمانية وثمانين عاما، تاركا وراءه سيرة عطرة وإرثا من القيم الانسانية الرفيعة التي أشار اليها معظم من عزّوا بو...

اليوم عُلّق على خشبة، جمعة/محنة غزة الحزينة-  جواد بولس

اليوم عُلّق على خشبة، جمعة/محنة غزة الحزينة- جواد بولس

الأحد 20/04/2025 14:35

قصف الطيران الاسرائيلي، فجر الأحد الفائت، مبنى المستشفى المعمداني في غزة، مما أدّى إلى تدمير وإلحاق أضرار جسيمة بمبانيه الأساسية. وأفادت مصادر في المس...

رسالة أخيرة لرئيس المحكمة العليا القاضي يتسحاك عميت - جواد بولس

رسالة أخيرة لرئيس المحكمة العليا القاضي يتسحاك عميت - جواد بولس

السبت 12/04/2025 14:06

استمعت المحكمة العليا الاسرائيلية يوم الثلاثاء الفائت لمرافعات الأطراف في قضية اقالة رئيس جهاز المخابرات العامة، الشاباك. وكانت مجموعة من الجمعيات وال...

ماذا لو أعلن العصيان المدني في اسرائيل؟

ماذا لو أعلن العصيان المدني في اسرائيل؟

السبت 05/04/2025 16:13

قبل سنوات كان مجرد تعاطي المواطن العربي في إسرائيل مع قضية العصيان المدني يعدّ شططاً سياسيا أو ضربا من ضروب المزايدة القومية الرمانسية، بينما كانت تعد...

حق الشعوب بالانتحار ولكن..  جواد بولس

حق الشعوب بالانتحار ولكن.. جواد بولس

السبت 22/03/2025 17:28

تشهد اسرائيل، هذه الأيام، آخر تداعيات الحرب الجارية منذ سنوات طويلة بين دعائم وبقايا منظومات الحكم السابق فيها، وبين كتائب "العهد القديم" الذي يعمل بن...

التطبيع مع اسرائيل، "لا أرض أخرى" في مواجهة لا رأي آخر

التطبيع مع اسرائيل، "لا أرض أخرى" في مواجهة لا رأي آخر

السبت 15/03/2025 15:08

فاز فيلم "لا أرض أخرى" بجائزة الاوسكار عن فئة الفيلم الوثائقي الطويل، خلال حفل توزيع الجوائز الذي أقيم في مطلع الشهر الجاري  في هوليود .

اسرائيل ونحن بين خراب آت وعمار بحاجة لجسور متينة - جواد بولس

اسرائيل ونحن بين خراب آت وعمار بحاجة لجسور متينة - جواد بولس

السبت 08/03/2025 21:25

تساءلت في مقالتي الأخيرة ماذا لو جرت الانتخابات الاسرائيلية اليوم؛ وافترضت أن مشاركة المواطنين الفلسطينيين فيها باتت مهدّدة لسببين رئيسين، الاول سياسة...

الأكثر قراءة

المشهد: تشييع جثمان الشابة جنان سليمان يوم غد الجمعة بعد مصرعها بحادث تلفريك في إيطاليا

الخميس 24/04/2025 21:35

المشهد: تشييع جثمان الشابة جنان سليمان ي...
الحكومة تصادق على  تعيين المحامي فراس فرّاج مفوضًا للمساواة في فرص العمل في وزارة الاقتصاد والصناعة

الأثنين 05/05/2025 14:46

الحكومة تصادق على تعيين المحامي فراس فر...
بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

السبت 03/05/2025 12:44

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس...
فاجعة في دير الأسد: اقرار وفاة الطفلة راحل أسدي بعد مصرع والدتها وشقيقها بالحريق

السبت 17/05/2025 07:52

فاجعة في دير الأسد: اقرار وفاة الطفلة را...
سخنين: إصابة شاب (22 عامًا) بجروح خطيرة جرّاء تعرّضه لحادثة عنف فجر اليوم

الثلاثاء 29/04/2025 13:20

سخنين: إصابة شاب (22 عامًا) بجروح خطيرة...

كلمات مفتاحية

الابراج برج الحمل برج الثور برج الجوزاء برج السرطان برج الأسد برج العذراء برج الميزان برج العقرب برج القوس برج الجدي برج الدلو برج سامسونج جالاكسي اس 7 جالاكسي اس 7 ايدج مسدس قائد الاطفاء الإنقاذ اسرائيل الجنس تربية جنسية الم كاليفورنيا امريكا عرس تراثي البيروني طمرة اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه يوم الطفل الناصره الشيوعيه اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه عيد الميلاد احتفال طرعان كريسماس عرابه اقصى تظاهرة
  • أخبار محلية
  • الرامة
  • المغار
  • عيلبون
  • دير حنا
  • سخنين
  • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
  • رياضة محلية
  • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
  • مـسـلسـلات
  • مسلسلات كرتون
  • مسلسلات رمضان 2019
  • مسلسلات رمضان 2017
  • افلام
  • افلام كرتون
  • افلام تركية
  • افلام هندية
  • فنانين محليين
  • برامج تلفزيون
  • منوعات
  • رقص النجوم 3
  • حديث البلد - موسم 7
  • تراتيل جمعة الالام
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • للاعلان لدينا
  • شروط الأستخدام
© جميع الحقوق محفوظة 2025
Megatam Web Development