توجه النائب د. يوسف جبارين، رئيس لجنة العلاقات الدولية في القائمة المشتركة، الى السكرتير العام للمنظمة الدولية للتعاون والتطوير الاقتصادي (OECD)، د. انخيل غوريا، برسالة مفصلة حول خطورة نتائج امتحانات "بيزا" التي بادرت اليها المنظمة في اسرائيل، مطالبًا بتدخل المنظمة بشكل فوري من أجل رفع مستوى التعليم العربي وضمان مكانة متساوية للطلاب العرب.
وكانت نتائج امتحانات "بيزا" التي نظمتها المنظمة في حوالي ثمانين دولة قد دلّت على تردي نتائج الطلاب العرب بشكل غير مسبوق في مهارات اللغة العربية والعلوم والرياضيات، وعلى تفاقم الفوارق بالتحصيل بين الطلاب العرب واليهود. كما ودلّت النتائج ان اسرائيل جاءت الاولى سلبيًا من ناحية الفوارق الكبيرة بنتائج الامتحانات على أساس قومي.
وإزاء هذه النتائج، أكّد جبارين في رسالته ان تغييرات شكلية ومادية لن تؤدي الى التغيير المطلوب بالتعليم العربي، مشيرًا للمطلب بإقامة لجنة تحقيق رسمية حول هذه النتائج بحيث تكشف الأبعاد التاريخية للتمييز بين الطلاب العرب واليهود طوال عشرات السنين، من ناحية الموارد والميزانيات والبنى التحتية، وكذلك تبحث في تغيير مبنى ومضامين جهاز التعليم العربي. وشملت الرسالة معطيات رسمية تفضح عمق التمييز بتخصيص الميزانيات بين الطلاب العرب والطلاب اليهود، بالإضافة الى النقص الكبير بالصفوف والبنى التحتية.
وأشارت الرسالة الى قضية اقصاء التربويين والأكاديميين العرب عن دوائر اتخاذ القرار في وزارة المعارف، مشيرًا الى مطلب الجماهير العربية باقامة مجلس تربوي عربي مع صلاحيات واضحة لإدارة التعليم العربي، وكذلك الى أهمية ان تعكس أهداف ومضامين التعليم العربي الهوية العربية-الفلسطينية للطلاب العرب وروايتهم التاريخية.
وقال النائب جبارين: "لقد فشلت وزارة المعارف باحقاق حقوق طلابنا بالمساواة وبملاءمة مضامين التعليم لخصوصيتنا الثقافية والقومية، ونحن لا نثق بقرارات الوزارة حول الموضوع. ان احد مبادىء منظمة التعاون والتطوير الاقتصادي هو مبدأ المساواة بين المواطنين وتطوير مكانة المجموعات التي تعاني التمييز، ومن هنا جاء توجهي لكي تأخذ المنظمة دورًا أكبر في الضغط على الحكومة الاسرائيلية لتغيير سياساتها تجاه المواطنين العرب عامة، والطلاب العرب على وجه الخصوص، وهذا بالطبع الى جانب تعزيز نضالنا الجماهيري والبرلماني هنا ضد سياسات التمييز".
ومن الجدير ذكره ان وفدًا من القائمة المشتركة ومركز مساواة كان قد التقى قبل عامين بالسكرتير العام غوريا وعرض أمامه قضايا التمييز ضد المجتمع العربي حيث تم الاتفاق على مواصلة التعاون وتبادل المعلومات.
[email protected]