نثمّن ونقدّر ونحترم ونقبّل كل الأيادي التي حافظت على وجودها في هذا الوطن. كلنا أخوة، شعب واحد، ولحمة واحدة ومن سيحاول أن يفرق بيننا ويخلفنا لن ينجح؛ فالطائفة المعروفية لها تاريخ حافل، وأول من بدأت الثورة الكبرى بقيادة الزعيم المعروف سلطان باشا الأطرش، ومن قاد العمل الوطني اللبناني بكل ثقة وعزم المغدور كمال جنبلاط الذي اغتيل لهذا السبب.
هذا ما أدلى به الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته أمام وفد من الطائفة المعروفية من كافة القرى الدرزية في مقر الرئاسة في رام الله والذي ضم رجال دين، سياسة، علم، واجتماع وقد تمَ استقبالهم بكل حفاوة واحترام من قبل الرئيس وعدد من الشخصيات المعروفة في المجتمع الفلسطيني.
هذا اللقاء ليس الأول من نوعه يأتي ضمن فعاليات مؤسسة العون الدرزيّة بالتعاون مع لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي والهادف إلى تعميق العلاقات وأواصر المحبة. تولى عرافة اللقاء كل من الإعلامي، ابن شفاعمرو، المربي حاتم حسون، ومحمود أبو الهيجاء، ومما جاء في كلمة المربي حاتم حسون:" إن تاريخنا حافل بالنضال والحفاظ على هويتنا ونهجنا الإنساني منذ أكثر من ألف عام، وتشهد عليه صفحات من الوقائع والمآثر منها في رد الظلم وإحقاق الحق والذود عن الوطن والأرض وردّ كلّ معتدٍ ومنتهك لإيماننا وحقّنا في الحياة. إننا استقينا موروثنا الحضاري ممّن سبقنا من أساطين الفكر والفلسفة، ودمجنا ذلك بفكرنا ومعتقداتنا وجبلناه بعرقنا وكدِّنا، ويتمثل ذلك في نهج السلف الصالح والذي نعملُ على مواصلة طريقه، ومن خيرة من يمثلهم المفكر، أمير البيان شكيب أرسلان والمعلم الشهيد كمال جنبلاط، لروحهما الرحمة والسلام.
في النصف الثاني من القرن الماضي وحتى يومنا هذا، تدور حول هذه الدوحة المعروفية شائعاتٌ مغرضة تقودها وتمولها جهاتٌ مشبوهة، تحاول انتزاعنا من كيان هذا الشعب بشتى الادعاءات والأقاويل حتى أن الكثيرين من أبناء شعبنا خدع وغُرّر به إلى حد أنه صدّق تلك الشائعات وسار وراءها مردّدا دون وعي أو إدراك، أننا لسنا من هذا الشعب وأننا غرباء عنه، بينما الواقع أننا من صلب هذا الشعب ومن جذوره الحيّة."
ثمَ تحدث الشيخ زيدان عطشة، أحد المبادرين لهذا اللقاء والذي أكد في كلمته على أهمية استمرار العلاقات واللقاءات، وقد ألقى البروفيسور أمل جمال محاضرة قيمة بعنوان "دراسات إسرائيل وفرضياتها المعروفية" وتلاه الدكتور يسري خيزران حول إسرائيل ومشاريع التفتيت الأقوى في الوطن العربي نالتا إعجاب الحاضرين.
ثمّ تحدّث المحامي شكيب علي وأوضح أنّنا ضد قانون القومية ورفض تعديله لصالح الطائفة المعروفية فقط، والإصرار على أن يكون التعديل لكل الأقليات كافّةً.
أمّا رئيس الوزراء الدكتور محمد شتيه فتكلم عن تعميق التواصل بين الجانبين، ثم ألقى كلمة حول آخر المستجدات على الساحتين المحلية والإقليمية، وعن روابط الدم والدين واللغة والتاريخ والعروبة التي تربط بين الشعب الفلسطيني من مختلف الطوائف والتصنيفات وأشاد بدور وشجاعة أبناء الطائفة المعروفيّة، ورفض التشكيك بدورهم الوطني وانتمائهم لشعبهم وأرضهم
[email protected]