رسمتُ في مخيّلتي عددًا كبيرًا من العناوين لهذا التّقرير برز من بينها؛
- نقاء لا يعرف التلوّن
- المطر الهادر في زمن القحط
- جماليّة اللّوحة وعمق الدلالة
بداية، لا أنكر أنّه عندما قرّرت كتابة انطباعاتي عن ديوان "زخّات عطر" للكاتب المميّز، الزّميل زهير دعيم الذي أهداني إيّاه مع مبعوث خاصّ مشكورًا، وقد جاء في الإهداء: "عربون محبّة وتقدير للكاتب الجّميل والأخ معين أبو عبيد".
خفتُ أن تكون كلماتي مجروحة لأنّ الحديث يدور عن هامة شامخة، لها بصمات ملموسة على أرض الواقع في إثراء الحركة الأدبيّة، الثقافيّة، والتربويّة؛ كونه مُدرِّسًا حاملًا اللقب الثاني.
في زمننا العصيب والمقلق، تعدّدت فيه الأقلام واختلط الحابل بالنابل، يأتي ديوانه ليجسّد فنًا شعريًا أصيلا، لا يعرف الالتواء، فهذه الزخّات ليست مجرد قطرات عابرة، وإنّما وابل من الإلهام النقيّ ينهمر بغزارة ليروي ظمأ الروح إلى الكلمة النقيّة التي تلامس شغاف القلب والوجدان.
في هذا الإصدار رقم 34، الذي يقع في 111 صفحة من الحجم المتوسّط، عن دار الحديث للإعلام والنشر لصاحبها الكاتب فهيم أبو ركن، نلتقي بشاعر مميّز حضاريّ حمل مشعل التنوير دون أن يرتعش قلمه، أعاد للرشديّة أنفاسها، كتب ليحرّرنا من الخوف لا ليصفّق له شاعر رصين العبارة يكتب بشفافية ومهنيّة وصدق الإنسان يجعل من كتاباته مرآة تعكس حقائق الحياة في تعدّدها وتنوّعها.
[email protected]