افتتح مؤتمر القدرات البشرية الثالث الذي تبادر له لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، من صباح اليوم السبت في بلدية الطيبة، بحضور مهيب، وكان المحور المركزي لمؤتمر هذا العنف، صياغة مشروع استراتيجي لمواجهة العنف في مجتمعنا العربي. وقال رئيس المتابعة محمد بركة: "اننا قطعنا شوطا ملموسا في هذا المشروع الوطني والمهني والاخلاقي والعملي ألا وهو تنظيم القدرات البشرية. وقال رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، مضر يونس، إن السلطات المحلية تبدي استعدادها لتنفيذ مشروع مواجهة العنف، في كل بند يتعلق بمجالات عملها.
وعمم مكتب رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة بيانا جاء فيه: "أدارت الجلسة الافتتاحية، عضوة مؤتمر القدرات هديل كيّال، إن الاهتمام بالقدرات البشرية، هو جزء من مفردات العمل الوطني الفلسطيني، وكل قطاعات شعبنا تؤكد على ضرورة العمل وتراكم الإنجازات، في كافة المجالات، رغم التحديات التي يواجهها وطننا.؟ وأكد أن من مهمات الاحتلال افشال شعبنا وعملية تطوره، وطمس الحقائق وتزوير التاريخ".
وقال رئيس بلدية الطيبة شعاع منصور، الذي تستضيف بلديته المؤتمرات الثلاث، ويعقد بالتنسيق معها، أن بلدية الطيبة ترحب بكل الضيوف، وهي على استعداد لاستقبال كل مبادرات لجنة المتابعة العليا لجماهيرنا العربية، من أجل شمل كل شرائح المجتمع في المجهود العام. وقال منصور، إن مجتمعنا يواجه تحديات جمّة، في مختلف المجالات، في الأرض والمسكن، ومواجهة ظاهرة العنف القاتلة، ولذا فهناك أهمية خاصة لمبادرات لجنة المتابعة لدفع قضايانا الى الأمام. ووجه منصور الشكر لكل الطواقم التي عملت على اعداد المؤتمر في العام الأخير. كما شكر طواقم بلدية الطيبة التي عملت على عقد المؤتمر وضمان الظروف المناسبة لعقده في المدينة".
هذا وكانت الكلمة لرئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، وقال، قبل سنوات ثلاث كنّا نحمل الفكرة..
الفكرة كانت كيف نستفيد مجتمعيا من الرغبة والعزيمة الكامنة بين ظهراني أبناء شعبنا، من ذوي الكفاءات العلمية والاكاديمية للمساهمة في الحياة العامة، وفي خدمة شعبهم من ناحية وكيف يستفيد شعبنا من هذه الخبرات والقدرات البشرية الكبيرة نوعا وكمّاَ من ناحية اخرى.
وقال، إن استنتاجنا الاول كان ضرورة السعي لتنظيم القدرات البشرية في مجتمعنا، وقلنا في حينه في سياق هذه التجربة الجديدة والرائدة اننا لسنا فقط لا نملك كل الاجوبة على كل الأسئلة، بل اننا لا نعلم تماما ما هي جميع الأسئلة التي يجب ان تطرح لإنجاح هذا المشروع.. وقلنا ان هذا المشروع حريٌّ به ان يتكامل في سياق المحاولة وفي عملية التجريب واختبار التجربة.
وقال بركة، اليوم لا أقول إن المشروع قد اكتمل إنما أقول اننا قطعنا شوطا ملموسا في هذا المشروع الوطني والمهني والاخلاقي والعملي ألا وهو تنظيم القدرات البشرية، العلمية والمهنية والاكاديمية في المجتمع العربي. وبإمكاننا اليوم كمجتمع وكقيادات وكمؤسسات، أن نعوّل على عمل المجموعات الثمانية التي انبثقت عن مؤتمر الطيبة، لتوفير الرؤية العلمية كل في مجال اختصاصها وتحولها الى عناوين مرجعية، تكون تحت تصرف القيادة السياسية، لجنة المتابعة والأحزاب والمركبات.
وتابع بركة قائلا، ان التعاون مع معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني- ماس قد أتاح الفرصة لمشروعنا للاستفادة المتراكمة على الساحة الفلسطينية التي تتواصل منذ سنوات طويلة، كما أتاح الفرصة للاستفادة من شبكة العلاقات، التي تربط المعهد مع عناوين ذات صلة على مستوى العالم العربي، بما في ذلك توفير دعم مادي هام لتسيير المشروع. ان حرصنا على مشاركة شخصيات وازنة على المستوى الدولي تأتي بالضرورة الى توسيع أفاق التداول في قضايانا مع التأكيد دوما على ان ساحة عملنا الأساسية هي بين جماهيرنا وشعبنا وفي وطننا.
وحول قضية العنف قال بركة، إن المؤسسة تريدنا مجتمعا مقطوع الرأس ودون قيادة جماعية ودون مرجعية وطنية واخلاقية ينخر فيه العنف والجريمة والطائفية والعائلية كي يسهل على هذه المؤسسة ان تحرفنا عن قضايانا الجوهرية وتستفرد بكل واحد منا على حدة لتحمل له عصا وجزرة. لذلك فان مكافحة العنف والجريمة هي مهمة شخصية وجمعية وهي مهمة اجتماعية ووطنية وهي مهمة سياسية واخلاقية. ومن هنا أهمية هذا المشروع: المشروع الاستراتيجي لمكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي. علينا ان نقوم بصياغة مشروع عملي ومتعدد المجالات وقابل للتحقيق الذاتي لتحصين مجتمعنا من آفات العنف والقيام بعملية بناء مجتمعي متين تقود الى استعصاء تسلل العنف الى حياتنا وساحاتنا.
وقال، ان مؤتمر القدرات البشرية في المجتمع العربي هو بطبيعة الحال الحاضنة العلمية والمنهجية لصياغة هذا المشروع الاستراتيجي الهام.
ووجه بركة الشكر لبلدية الطيبة ورئيسها شعاع منصور مصاروة. وأشاد بالدور الكبير والمتميز والمتفاني الذي قدمه البروفيسور اسعد غانم والدكتور رفيق الحاج لنجاح هذا المؤتمر منذ بداياته وحتى اليوم وهما بمثابة المحرك الأساسي لهذه الفكرة، وكان الى جانبهما حتى أشهر خلت الدكتور سامي ميعاري الذي له دور ريادي في هذا المشروع.
كما شكر بركة الطاقم الرائع والمتفاني الذي قاد هذا المشروع بتكليف من لجنة المتابعة العليا وعلى رأسه البروفيسور اسعد غانم الذي قام بعمل جدي وتفاعلي وتخصصي والى جانبه طاقم المشروع: د. ابراهيم خطيب – باحث متخصّص في السياسة والتغيير الاجتماعيّ، جامعة أكسفورد. وجهينة صيفي- موجّهة مجموعات وناشطة، عكا. وابراهيم طه، طالب لقب ثاني- الجامعة العبريّة. والاء مقبل، طالبة لقب ثاني، جامعة حيفا . ورائد عياشي، طالب لقب ثاني، جامعة حيفا. واديل بياضي، طالبة لقب ثاني، جامعة حيفا.
كما أن الشكر موصول للأساتذة البارزين الذين قاموا بقراءة المسودة وموافاتنا بملاحظات شموليّة: بروفيسور محمد حاج يحيى، وبروفيسور نادرة شلهوب-كوفركيان، ود. نهاد علي، ود. رغدة نابلسي، ود. أديم مصاروة وقامت بتحرير مواد الكتاب، الأستاذة هديل كيّال
كما وجه الشكر لأكثر من 150 شخصا من ذوي الاختصاص الذين عملوا على صياغة المشروع الاستراتيجي. ورؤساء الطواقم، التي عملت في المشروع. كما شكر، اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية ورئيسها الأخ المحامي مضر يونس على تخصيصها فصلا كاملا في مؤتمرها القادم الذي سيبدأ في 25.6.2019 لمناقشة هذا المشروع والشروع في الاستفادة منه وتنفيذه في السنوات القادمة والى جانبها هيئاتنا الاهلية والاجتماعية والحزبية والتمثيلية".
والى ذالك قال رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية مضر يونس في كلمته، إن كل مجتمع سليم يجب أن يشعر بأمان، وهذه نقطة ضعف في مجتمعنا، بسبب استفحال ظاهرة العنف. فعلى سبيل المثال، حينما تأتي سلطة محلية وتخطط مشروعا على أرض عامة، تكون أحيانا بحاجة الى الحصول على مساحات محدود من أصحاب الأراضي المجاورة لفتح شوارع. وأحيانا نواجه رفضا من البعض، كي لا يدخلوا في مشاكل مع جيرانهم، ويبدأ مسلسل من العنف.
وتكلم يونس عن تواطؤ الشركة، وعدم التزامها بمهمتها الأساسي للجم العنف، ولكن نحن أيضا لم يكن لدينا البديل، حتى جاءت الخطوة المباركة من رئيس المتابعة، الأخ أبو السعيد، وتحدثنا عن ضرورة بلورة مروع خطاب وعمل، وكان اللقاء مع البروفيسور اسعد غانم، لتنطلق عملية صياغة المشروع.
وتابع يونس قائلا، إن غالبية بنود المشروع المطروح سيكون تطبيقها ملقى على السلطات المحلية العربية، لأنها بنود تتعلق بعمل السلطات، مثل العمل في المدارس والمرافق التربوية والثقافية وغيرها. وهذا ما سيحتاج الى ميزانيات، ونحن سنعمل على تحقيقها.
وتكلم ممثل مركز "ماس" للأبحاث الاقتصادية في رام الله رجا الخالدي، عن تجارب ومعاناة شعبنا الفلسطيني في المناطق المحتلة منذ العام 1967، من كافة النواحي، وبشكل خاص على المستوى الاقتصادي الاجتماعي. وقال إن هذه المعاناة، تلتقي مع معاناة جماهير عشبنا فلسطينيي الداخل، المحرومين من تقسيم عادل للموارد ومن سياسات تمييز عنصري".
وقالت عضوة بلدية اللد فداء شحادة في كلمتها، إن في مثل هذه المؤتمرات شعور بالفخر لكوننا مجتمعا ما زال قادرا ومبادرا ومسؤولا اتجاه قضايانا، وأن لدينا طواقم مهنية فكرية، تعد وخططا، وتعمل على بناء مشروع وخطة العمل. وقالت إن العنف المستشري في مجتمعنا يشكل حاجزا في الكثير من الأحيان، أمام عملية التقدم والتطور، ويرهق شعبنا، ويضعه في قلق دائم. وقال إن اخطر حالات العنف هي التي ضد المرأة. فهو العنف الذي تحاول لظاهرة وصار وكأنه حق طبيعي للمعنّف بحكم المجتمع الذكوري، لتصبح المرأة معرضة لظلام المعنّفين، وظلام الغطاء المجتمعي للعنف المستخدم. وستستمر أعمال المؤتمر على مدى ساعات اليوم وحتى المساء.
[email protected]