موقع الحمرا الأربعاء 23/07/2025 14:26
القائمة
  • أخبار محلية
    • الرامة
    • المغار
    • عيلبون
    • دير حنا
    • سخنين
    • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
    • رياضة محلية
    • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
أحدث الأخبار
  1. الرئيسية/
  2. مقالات وخواطر/
  3. صار للعيد مذاق آخر...بقلم : المحامي حسن عبادي/

صار للعيد مذاق آخر...بقلم : المحامي حسن عبادي

افنان شهوان
نشر بـ 11/06/2019 15:55

صار للعيد مذاق آخر

 

حين شربت قهوتي الحيفاويّة صباح الجمعة، فاجأتني زوجتي سميرة: ما دُمتَ مهتمًّا بما يكتبه السجناء وبأدب السجون، فلماذا لا تزور كميل وغيره ممّن يكتبون؟ راقت لي الفكرة وقرّرت فعلًا زيارتهم قُبيل عيد الفطر، وبعد التجربة شعرت بأنّ صار للعيد مذاق آخر.

 

منتصب القامة يمشي

غادرت حيفا السابعة والنصف صباح الاثنين،  عشيّة عيد الفطر، لزيارة أسير في سجن ريمون الصحراويّ. انتظرت في غرفة المحامين فأطلّ أحمد سعدات منتصب القامة. التقيته للمرّة الأولى، لا شعوريًّا وقفت لمصافحته وعناقه لكنّي شعرت فجأة ببرودة الحاجز الزجاجيّ الفاصل، رغم حرّ صحراء النقب، كان حديثنا عبر سمّاعة الهاتف الحديديّة  الصمّاء الجافّة.

تبادلنا أطراف الحديث فجاء مثقّفًا لأبعد الحدود، تحليلاته مدروسة ومنطقيّة، ملمّ بكلّ شاردة وواردة، بعيدة عن الشعاراتيّة، متجذّرة بأرض واقعنا المرير.

تحدّثنا عن الكتابة خلف القضبان، الأسير يكتب بمشاعره وأحاسيسه ويتوق لسماع صدى كلماته على أرض الواقع، عن أهميّة التعدديّة وضرورة النقد البنّاء والموجّه، عن الانقسام الفلسطينيّ المقيت، وأمور أخرى.

كلّمني بثقة، شموخ ومعنويّات ناطحت السحاب أثلجت صدري وأزالت عناء ومشقّة السفر... وجلافة السجّان.

حين غادرت جدران السجن وركبت السيارّة رافقتني كلمات سميح القاسم وصوت مارسيل خليفة:

منتصب القامة أمشي

مرفوع الهامة أمشي

في كفّي قصفة زيتون وعلى كتفي نعشي

وأنا أمشي     وأنا أمشي وأنا أمشي

كعك العيد

تعرّفتُ إلى الأسير كميل أبو حنيش عبر رواياته التي تناولت بعضها، ورتّبت لزيارته قبل العيد.

أعدّت زوجتي سميرة علبة كعك وطلبت توصيلها لكميل.

وصلتُ سجن ريمون الصحراوي ساعات الصباح والتقيت حال وصولي بالأسير أحمد سعدات وكان عليّ انتظار نهاية طقوس عدّ الظهيرة للقاء كميل. طالت ساعات الانتظار لتزامن الأمر مع زيارة عائليّة، فضّلتُ الانتظار على حرمان أخيه فؤاد من رؤيته عشيّة العيد بعد طول انتظار.

واجهني بابتسامة عريضة وقبلات عبر "الحاجز الزجاجيّ" المقيت. كنتُ قرأت عنه الكثير واليوم أشعر ببرودته للمرّة الأولى. حقًا، كان صقيعًا رغم حرارة حزيران في صحراء النقب، فجاءتني ساعتئذٍ كلمات الراحل عبد الرحيم محمود التي تدعو  إلى الابتسام في وجه الحياة مهما كانت الصعاب:

إن تَجِد بابَ الأماني مُغلقاً لا تُكشِّر أو تلُم من سكّرَه

       إنّ بوّابَ الأماني مرِحٌ يبغضُ اليأسَ ويخشى الكشَرَة

                            فتبسَّم يا عزيزي

تحدّثنا كثيرًا عن كتاباته ومشروعه الأدبيّ القادم، قتل فراغه بالقراءة والكتابة ليتغلّب على الفقد والحرمان واستبداد سجّانه. الابتسامة تلازمه كلّ الوقت متحدّثًا عن الجهة السابعة، الفصل الخامس والعين الثالثة، عن الانبعاث والأمل بالحريّة القادمة لا محالة رغم محكوميّته بتسعة مؤبّدات... سألني كميل عن شعوري ساعة لقائه فأجبته بعفويّة ما سمعته من جلال الدين الرومي: "ما ضرّك لو اطفأ هذا العالم أضواءه كلّها في وجهك ..ما دام النور في قلبك متوهّجا "..

أخبرتُه عن كعكات سميرة "المحجوزة" في غرفة الاستقبال فهي تخضع لفحوصات أمنيّة، إداريّة وقانونيّة  بخصوص إدخالها وإيصالها لك، وكم كانت حسرتي حين غادرت السجن وعلبة الكعك بيدي... والله حرام!!!

 

فكّر بغيرك

 

إعتدت أن أبدأ كلّ عيد بزيارة الأهل، وأخواتي الأربع في القرية، وهذا العيد لن أزورهنّ  صباحًا بسبب زيارة عاصم. اتصلت بهنّ في طريقي لمعايدتهنّ وفكّرت بمعاناة عاصم ورفاق دربه خلف القضبان، لا يستطيعون معايدة الأهل أو لقياهم في عيدهم، يغيّب الموت أقاربهم وأحبّتهم دون وداع. تلقّيت 314 رنقيّة (رسائل نصيّة) معايدة عبر الهاتف خلال طريقي للُقياه ولم أردّ على أيّ منها لأنّ تفكيري انحصر بعزل عاصم. قبل يومين زرتُ الأسير كميل أبو حنيش وحين سألني عن مشقّة السفر من حيفا إلى سجن ريمون أجبته: "الوييز خفّفها" وتبيّن لي أنّه لم يسمع بتلك التقنيّة التي جاءت لهذا العالم بعد سجنه! فكيف لي أن أشرح لعاصم عجائب وغرائب المعايدات الواتسبيّة؟!؟

 

264 كم من حيفا إلى جحيم أنصار 3 الصحراويّ كلّها تفكير بعاصم ورفاق دربه، وعاصم يفكّر بوالدته التي بدأت رحلتها المنتظمة إلى السجون لتزور أبناءها الخمسة لترحل فجر عيد الفطر الجريح  28 تموز 2014 في ذروة العدوان الإسرائيليّ على غزّة... وهي بانتظار عاصم! لم تحظ بدمعة فرح في مقلتيها ساعة عناق  نجلها محرّرًا... فاض نهر أحزانها ولم يعد قلبها يحتمل مرارة أكثر، شقّت الأحزان جدول يوميّاتها ورسمت خارطة حياتها.

 

حُرِم عاصم من عناق والدته، رحمها الله، ومعايدة أخواته، خطيبته وذويه وأحبّته، فكيف لنا أن نُعيّد دون التفكير بغيرنا؟ بعاصم ورفاقه خلف القضبان؟

 

في طريق عودتي جاءتني كلمات محمود درويش فسمعت قصيدته "فكّر بغيرك" عشرات المرّات علّها تكون شعارنا:

 

" وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ                لا تَنْسَ قوتَ الحمام

وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ     لا تنس شعب الخيامْ

وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ     ثمّةَ مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام

وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك    قُلْ: ليتني شمعةُ في الظلام"

 

حيفا   5 يونيو 2019

لكم أعزّائي أحمد، كميل وعاصم أحلى التحيّات. الحريّة لكم ولجميع رفاق دربكم من أسرى الحريّة، وكلّ عام وأبناء شعبنا بألف خير.

حسن عبادي

 

***الأسير أحمد سعدات من مواليد 1953، من بلدة دير طريف في الرملة، حكمت عليه المحكمة العسكريّة الإسرائيليّة يوم 25 كانون الأول 2008 بالسجن 30 عامًا.

 

*** الأسير كميل أبو حنيش من مواليد 1975، من قرية بيت دجن، أُعتقل يوم 15 آذار 2004، حكمت عليه المحكمة العسكريّة الإسرائيليّة بالسجن تسعة مؤبدات.

 

*** الأسير عاصم الكعبي من مواليد 1978، من مخيم بلاطة، حكمت عليه المحكمة العسكريّة الإسرائيليّة يوم 04 نيسان 2004  بالسجن 18 عامًا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]

تعليقات

إقرأ أيضاً


تحضير ناجع للفريق = انطلاقة ناجحة  بقلم: غزال أبو ريا

تحضير ناجع للفريق = انطلاقة ناجحة بقلم: غزال أبو ريا

الثلاثاء 22/07/2025 20:50

مع انطلاق التحضيرات للدوري، نؤكد على أهمية الإعداد المهني والجماعي للفريق الرياضي، لأن التحضير السليم هو الخطوة الأولى نحو تحقيق الإنجازات.

الوطن العربي في مرآة اللهيب: بين التفكك الداخلي والمواجهات المصيرية بقلم: رانية مرجية

الوطن العربي في مرآة اللهيب: بين التفكك الداخلي والمواجهات المصيرية بقلم: رانية مرجية

الخميس 17/07/2025 19:32

في المشهد العربي الراهن، تتشابك خطوط النار والسياسة، وتتداخل خرائط الأزمات من المحيط إلى الخليج، حيث لم يعد من الممكن عزل حدثٍ عن سياقه الإقليمي أو عن...

بين سماءٍ وأرض بقلم: رانية مرجية

بين سماءٍ وأرض بقلم: رانية مرجية

الخميس 17/07/2025 19:24

بينَ سماءٍ وأرضٍ...

الله يعرفني… وأنا أعرفه… وهذا يكفي بقلم: رانية مرجية

الله يعرفني… وأنا أعرفه… وهذا يكفي بقلم: رانية مرجية

الخميس 17/07/2025 19:16

في زحمةِ الأصوات التي تدّعي امتلاك الحقيقة، وفي عالمٍ تتناهشهُ الطوائف، وتتوزعهُ الشعارات، ويُجزّأ فيه الإله على مقاسات البشر، أقفُ صامتة… مطمئنة… وأق...

الفكر التكفيري المغموس بالسموم والمخدرات.

الفكر التكفيري المغموس بالسموم والمخدرات.

الخميس 17/07/2025 19:07

هذه الحالة الشاذة لاستمرار تواجد إرهابيين داعشيين، تكفيريين متطرفين دينيا، أسوء من النازيين الألمان بكل المقاييس الإنسانية في السويداء، تدفع بكل ذي نخ...

إيران وأميركا... حرب مفتوحة أم تفاوض تحت النار؟ بقلم: هاني المصري

إيران وأميركا... حرب مفتوحة أم تفاوض تحت النار؟ بقلم: هاني المصري

الخميس 26/06/2025 20:04

قبل انقضاء المهلة التي حدّدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب (أسبوعين) لاتخاذ قرار بشأن مهاجمة إيران، نفّذت طائرات وغوّاصات أميركية، فجر الأحد الماضي، ض...

نحن مسيحيون ولسنا نصارى - بقلم: رانية مرجية

نحن مسيحيون ولسنا نصارى - بقلم: رانية مرجية

الخميس 26/06/2025 14:36

في زمنٍ تختلط فيه الألسنة وتتآكل فيه المعاني، تصبح الكلمة ليست فقط وسيلة تعبير، بل حقًّا في التسمية، وواجبًا في التصحيح، وصرخةَ هوية لا يجوز خفض نبرته...

حرب الـ12 يومًا: تصعيدٌ ناريّ أم إعادة تشكيل للواقع الإقليمي؟ بقلم: مرعي حيادري

حرب الـ12 يومًا: تصعيدٌ ناريّ أم إعادة تشكيل للواقع الإقليمي؟ بقلم: مرعي حيادري

الأربعاء 25/06/2025 19:55

لم يكن اندلاع الحرب التي استمرت اثني عشر يومًا بين الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران مفاجئًا للمراقبين، بل كانت تتصاعد مؤشراتها شيئًا فشيئًا منذ سنوا...

الرملة واللد ويافا: ثلاثية الجرح الفلسطيني من النكبة إلى معركة البقاء بقلم: رانية مرجية

الرملة واللد ويافا: ثلاثية الجرح الفلسطيني من النكبة إلى معركة البقاء بقلم: رانية مرجية

السبت 21/06/2025 22:11

الرملة، اللد، ويافا… ليست مجرد مدن، بل هي جراح مفتوحة في جسد الوطن الفلسطيني، شواهد على النكبة التي لم تنتهِ، وعلى الصمود الذي لم ينكسر.

إسرائيل دون أميركا: وهم القوة وحدود الانتصار.. ودعوة لعودة العقلاء.. بقلم: مرعي حيادري

إسرائيل دون أميركا: وهم القوة وحدود الانتصار.. ودعوة لعودة العقلاء.. بقلم: مرعي حيادري

السبت 21/06/2025 21:42

في ظل ما تشهده منطقتنا من تصعيد متواصل بين إسرائيل وإيران، تتقاذف النيران سماء الشرق، وتُقرع طبول حرب يبدو أن لا أحد يربح فيها سوى الخسائر.

الأكثر قراءة

ترامب: لست راضيا عن إسرائيل ولا عن إيران

الثلاثاء 24/06/2025 14:38

ترامب: لست راضيا عن إسرائيل ولا عن إيران
الإعلام الإيراني: بدء العمليات الصاروخية ""بشارة الفتح" ضد القواعد الأمريكية في قطر والعراق

الأثنين 23/06/2025 20:22

الإعلام الإيراني: بدء العمليات الصاروخية...
مظاهرة غضب وصرخة حق نصرةً لمسيحيي سوريا

الأحد 29/06/2025 22:32

مظاهرة غضب وصرخة حق نصرةً لمسيحيي سوريا
نتنياهو لترامب: معاً سنجعل الشرق الأوسط عظيماً مرة أخرى

الأحد 29/06/2025 19:50

نتنياهو لترامب: معاً سنجعل الشرق الأوسط...
كعكة البسكويت مع كريمة الماسكاربوني وجناش الشوكولاتة البيضاء

الخميس 03/07/2025 23:52

كعكة البسكويت مع كريمة الماسكاربوني وجنا...

كلمات مفتاحية

اخبار محلية اخبار محليه محلية وفاة سخنين الموبايل يؤثر القدرات الجنسية اخبار فلسطين حماس السلطات المصرية سيناء حادث طرق دامي الناصرة مصرع شاب دراجة نارية امير سعودي تهريب مخدرات Tom And Jerry توم وجيري تقليص عدد الصفوف في المدارس مشروع كنيست لمنع الآذان السلطة الفلسطينية اسرائيل اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه بدوفيليم
  • أخبار محلية
  • الرامة
  • المغار
  • عيلبون
  • دير حنا
  • سخنين
  • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
  • رياضة محلية
  • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
  • مـسـلسـلات
  • مسلسلات كرتون
  • مسلسلات رمضان 2019
  • مسلسلات رمضان 2017
  • افلام
  • افلام كرتون
  • افلام تركية
  • افلام هندية
  • فنانين محليين
  • برامج تلفزيون
  • منوعات
  • رقص النجوم 3
  • حديث البلد - موسم 7
  • تراتيل جمعة الالام
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • للاعلان لدينا
  • شروط الأستخدام
© جميع الحقوق محفوظة 2025
Megatam Web Development