إن نصف ما أكتبه لا معنى له، ولكن أكتبه ليتمّ معنى النصف الآخر.
نسير في هذه الحياة السريعة الشائكة، ولا ندري ما مصيرنا، ونؤمن بإيمان مطلق أن الزمن يجري بسرعة جنونية، وهو القوة الصامتة التي ننسى وجودها ونهملها.
وكما أنّ لكل شيء في هذه الحياة لصوصه، في نظري أيضا، للوقت لصه الشرير الذي يسرقه دون إمكانية إعادته إلى الوراء!
منذ القدم عرف الإنسان قيمة الوقت وأبعاده وانعكاساته، وحرص حرصا شديدا على عدم هدره كونه قيِّما وثمينا، ولا يمكن استرداده عندما يمضي، وهو كالسيف إذا لم تقطعه يقطعك.
أمّا نحن، وبدون أي شعور، لا نعدّ الساعات إلا بعد ضياعها، علما بأن رجال التاريخ والعظماء والحضارات على ممر العصور عرفوا قيمة الزمن والوقت، قدّروه واحترموه جدا، وكان بمثابة لعبتهم التي أوصلتهم إلى عظمتهم لتصبح الذخيرة والفرصة الثمينة لإنجاز المهامّ وتحقيق الأهداف المنشودة في حياة الأفراد والجماعات.
الأمر الذي إن دلّ على شيء، فإنما يدلّ على الوعي، وعليه فلا بدّ من تحديد جميع مهامّ يومنا ووضعه في جدول، مع ضرورة تحديد الفترة الزمنية المطلوبة لكلّ مهمّة والالتزام به قدر المستطاع، فتنظيم الوقت، في نهاية المطاف، يخدم مصلحتك ويخفف عنك الضغط والتوتر، ويوصلك إلى نتائج إيجابيّة.
أعود إلى عنوان المقالة وما وراء العنوان " الوقت لا تحدّده عقارب الساعة "، فقد يمرّ الوقت حسب الشعور والحالة النفسيّة، بالإضافة إلى عدّة أسباب أخرى، أي نحن الذين يجب أن نتحكّم بالوقت، لا الانصياع لحكم أيّ ظرف كان، فالوقت سريع عندما نخاف، طويل عندما نحزن، بطيء عندما ننتظر، ولا نهاية له عندما نتألّم، وقد يكون قاتلا عندما نكون في حالة فراغ، من ناحية أخرى فهو قصير جدًّا عندما نكون في قمّة السعادة، وقد يتوقف عندما نحبّ، لكن الأبديّة للمتفائل!
[email protected]