بيت بيتهوفن الواقع في مدينة بون يعتبر شاهدا على ميلاد أحد أشهر الموسيقيين في العالم وهو الألماني لودفيج فان بيتهوفن. ويرجع الفضل في حماية هذا البيت إلى جمعية مدنية قامت قبل 125 عاما بإنقاذه من الضياع.
أصبح المنزل الذي ولد فيه بيتهوفن والواقع في مدينة بون الألمانية يحظى باهتمام عالمي، حيث يزوره سنويا أكثر من 100 ألف شخص. ويشهد هذا البيت الذي ولد فيه لو دفيج فان بيتهوفن عام 1770 والذي تحول اليوم إلى متحف، تنظيم معرض خاص تحت عنوان " أحداث مؤثرة
وفي حفل الافتتاح يوم 24 فبراير/شباط قال مدير المعرض، مالته بوكر، "إن هناك ثلاث هدايا تاريخية مؤثرة ساهمت في وصول بيت بيتهوفن للشهرة العالمية التي أصبح يحظى بها الآن": أولها ميلاد هذا الفنان في مدينة بون والثانية، وربما الأهم، حسب مدير المعرض، وهي تأسيس جمعية مدنية عام 1889 للحفاظ على مكان ميلاد هذا الموسيقار. أما الهدية التاريخية الثالثة فتتمثل في معجزة نجاة هذا البيت من القصف خلال الحرب العالمية الثانية.
وكانت لزيارة الموسيقار النمساوي الشهير إدوارد هانسليك لبون عام 1885 أيضا دورا في حماية بيت بيتهوفن، حيث انزعج هذا الفنان من الحالة المزرية التي كان عليها البيت آنذاك وهاجم المسؤولين عن مدينة بون بسبب ذلك. غير أن ندائه لم يلقى آذانا صاغية، حيث رد عليه عمدة مدينة بون في ذلك الوقت قائلا" هذا الأحمق (يعني بيتهوفن) يتسبب الآن في الإساءة إلى سمعة المدينة" بالرغم من وفاته.
أصدقاء بيتهوفن ينقذون تراثه من الضياع
ومع التدهور المتزايد لبيت بيتهوفن الواقع في شارع بون غاسه 20، اجتمع 12 شخصا من أصدقاء بيتهوفن في 24 من فبراير عام 1889 وأعلنوا تأسيس جمعية لإنقاذ تراث بيتهوفن، واشتروا مقر ولادته بحوالي 57 ألف مارك، كما يؤكد أحد أحفاد من حضروا هذا الاجتماع وهو الناشر الصحفي هيرمان نويسر.
لم يكتفي نويسر، الجد، وزملائه بإنقاذ بيت بيتهوفن من السقوط، وإنما قاموا أيضا بشراء مخطوطات وصور وتماثيل وآثار أصبحت اليوم المكون الأساسي لمتحف بيتهوفن.
كما شهد عام 1890 أول عرض لأعمال بيتهوفن في بون، وقد حصلت الجمعية المشرفة على ذلك على دعم مباشر من الكثير من الشخصيات البارزة، منها يوهانس برامز، كارلا شومان وجوزيبي فيردي. ونظم عازف الكمان الشهير جوزيف يواكيم حفل موسيقي كبير في نفس العام لإحياء تراث بيتهوفن. أما المتحف الموجود في بيت بيتهوفن الآن فقد تم افتتاحه في عام 1893خلال المهرجان الموسيقي الثاني.
ثوثيق لأحداث مؤثرة
يتضمن المعرض الحالي المنظم في بيت بيتهوفن في مدينة بون العديد من الوثائق التاريخية، بما فيها لقطات أفلام وتسجيلات صوتية ورسائل ومقالات صحف جزء كبير منها لم يسبق نشره.
غير أن الجناح الذي يؤرخ للحرب العالمية الثانية في المعرض يبقى الأهم على الإطلاق. فبيت بيتهوفن كان من بين البيوت القليلة في وسط مدينة بون التي نجت من القصف في الحرب العالمية الثانية، حيث عرض حارس المتحف آنذاك حياته للخطر عندما قام بيده بإبعاد قنبلة حارقة سقطت على سطح البناية في أكتوبر 1944. وهناك مقتطفات من نشرات أخبار وصور تؤرخ لهذه الأحداث تقدم في المعرض الحالي.
يقول مدير المعرض مالته بوكر " نحن نحمل على عاتقنا إعادة إحياء أعمال بيتهوفن وسيرته الذاتية، ونساهم في استمرار هذا التراث في المستقبل أيضا".
وفي هذا الإطار، يخطط المشرفون على متحف بيتهوفن لتنظيم أنشطة كثيرة تزامنا مع عيد الميلاد 250 لبيتهوفن عام 2020 ومن بين تلك الأنشطة تقديم دراسات وتحاليل علمية عن تاريخ متحف بيتهوفن في الحقبة النازية بالإضافة إلى تنظيم معرض موسع عن تراث بيتهوفن.
يذكر أن المعرض الحالي المنظم يستمر في فتح أبوابه أمام الزوار حتى 17 آب أغسطس 2014.
[email protected]