يُعتبر يوم القهوة العالمي الذي تنظمه منظمة القهوة العالمية في الأول من أكتوبر / تشرين الأول من كل عام، فرصة للاحتفال بالقهوة على أنواعها وتذكير محبي القهوة بفوائدها الصحية، فضلًا عن مساهمتهم في دعم ملايين المزارعين حول العالم، لا سيما في ظل التقلبات المناخية التي ألحقت أضرارًا بالغة بمزارع البن حول العالم. بالمقابل يسعى الشركاء في المنظمة للاستفادة من النفايات في قطاع القهوة وتحويلها لطاقة بديلة.
هذا، ولا يتعارض يوم القهوة العالمي مع أيام القهوة الوطنية، التي تنظمها الدول المنتجة بتواريخ مختلفة خاصة بها.
ووفقًا لتقرير نُشر في موقع جامعة هارفارد، وعرض تأثير القهوة على صحة الانسان، وجدت الأبحاث انخفاضًا في خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان بين من يشربون القهوة بانتظام، كما أن تناول القهوة باعتدال أي ما بين 3 – 5 أكواب كبيرة، أو بالمتوسط 400 مليغرام من الكافيين،
يجعلها مشروبًا صحيًا وذلك لاحتوائها على مواد مهمة مثل: الكافيين، المغنيسيوم، فيتامين بي 2، البوليفينول وغيرها.
وتختلف فوائد القهوة، بنوع البن المستخدم وطريقة تحميصها وطحنها وتخميرها، وتُعتبر القهوة المغلية كالقهوة العربية، من الأنواع التي تحافظ على فوائدها، بحسب بعض المصادر، كما يضفي عليها الهيل نكهة مميزة وفوائد إضافية.
ومن فوائد القهوة، عند تناولها باعتدال، تعزيز القدرة على التركيز واليقظة ومد الجسم بالطاقة. وبحسب بعض الدراسات، فإنه على الرغم من أن تناول الكافيين من شأنه زيادة نسبة السكر في الدم على المدى القصير، فإن شاربي القهوة المعتادين لديهم مخاطر أقل للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني على المدى البعيد عند مقارنتهم مع غير شاربي القهوة.
وحول العلاقة بين القهوة وصحة القلب، وجد تحليل لـ21 دراسة لرجال ونساء تبحث استهلاك القهوة والوفاة من الأمراض المزمنة وجود صلة بين الاستهلاك المعتدل للقهوة (3 أكواب يوميا) وانخفاض خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 21% مقارنة مع غير شاربي القهوة. لكن بالمقابل قد يختلف رد فعل الجسم من شخص الى آخر عند تناول القهوة، ما قد يزيد من خفقان القلب لدى شريحة معيّنة بشكل غير مرغوب به، خاصة لدى المبالغة في تناولها.
فوائد صحية أخرى
في حالات أخرى، يمكن أن تعمل مادة البوليفينول الموجودة بشكل طبيعي في القهوة كمضادات للأكسدة والتهاب الخلايا وقد تعمل لدى البعض كمضاد للاكتئاب.
وربطت دراسات بين تناول الكافيين المعتدل (أقل من 6 أكواب من القهوة يوميًا) وانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب، لكن في حالات قليلة، قد تؤدي الكميات الكبيرة من الكافيين إلى زيادة القلق والأرق لدى الأشخاص الحساسين.
كما تشير بعض الدراسات إلى أن ارتفاع استهلاك الكافيين يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض الرعاش (باركنسون). وثمة مؤشرات على مساهمة المواد التي تحتويها القهوة في الحد من الإصابة بحصوات المرارة.
وأشار تقرير جامعة هارفارد، إلى أن دراسات كثيرة ذكرت بأن استهلاك 3 إلى 5 أكواب يوميًا من القهوة المحتوية على الكافيين يساهم بتقليل مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة.
وعلى الرغم من جميع الفوائد التي اشارت اليها الدراسات، يتفاوت تحمّل الأفراد لكميات أكبر من الكافيين، إذ قد يواجه بعضهم أعراض توتر وقلق وأرق. وقد يرغب الأشخاص الذين يواجهون مشاكل بضغط الدم في التخفيف من تناول القهوة. كما تُنصح النساء الحوامل بتناول أقل من 200 مليغرام من الكافيين يوميًا، لتجنب تأثيره على الجنين والحمل.
لكن بوجه عام، تبقى للقهوة التي يعشقها الكثيرون حول العالم، مذاقاتها وطقوسها الخاصة في كل بلد، تبقى لها رمزيتها، وبالتأكيد فوائد كثيرة لصحة الإنسان.
[email protected]