صدى صرخة موجة الاستنكار العارم التي انطلقت من الشويفات والجبل الأغرّ من قبل قادة الطائفة المعروفيّة على مختلف انتماءاتها، تجاوزت الجبال، الوديان، الهضاب، المروج، وحاصبيا الباسطة ظلها، رمز الوحدة السماويّة اللبنانية مرورًا بخلوات البيّاضة العامرة بإيمان مشايخها الأتقياء؛ لتُلاقي آذانًا صاغية وترقبًا مكثفًا بحذر شديد لدى الطائفة الدرزية في البلاد، ليقولوا معًا قلبا وقالبا لا وألف لا، لا يمكن لأحد خرق جدار الألفة والمحبة والوحدة. وإن حقيقة وجود تيارات وأحزاب لا تعني شيئًا. جاءت هذه الصرخة إثر إشكال بسيط شهدته المنطقة، يعود سببه إلى رفع مناصرين لحزب الله علم الحزب في منطقة المحلة، وعلى الفور حضر مناصرو الحزب التقدميّ، وقاموا بإنزال العلم رافعين مكانه علم حزبهم.
وكانت قيادة الأحزاب والتيارات السياسية والدينية كافّةً؛ التقدم الاشتراكي، التوحيد، الموحدين، الوجود النضالي والديموقراطي؛ قد أكدوا أن هناك أيدي هدفها تفجير فتنة مذهبية وأخرى درزية، وإن ما جرى مضخم تمّت قولبته بعيدًا عن حجمه وإطاره الحقيقي، إذ تمّت معالجة الإشكال من خلال الاتصالات السياسية، وتوفر النوايا السليمة وإعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية، والاتفاق على إزالة جميع الشعارات الحزبية، ورفع العلم اللبنانيّ، مؤكدين ضرورة التواصل والمحافظة على الوحدة.
الزعيم وليد جنبلاط قال في تعقيبه: "وصلتنا الرسائل المتعددة من الذين عاشوا وسكنوا وسرقوا وخانوا المختارة، والقضية ليست قضية إعلام، بل لعبة مخابرات لإحداث الفتنة".
وصرّح وزير المهجّرين، طلال أرسلان قائلًا: "الإشكال الذي حصل في منطقة الشويفات الذي يعود سببه إلى رفع أعلام حزبية، لا يمثل واقع وحقيقة ونمط التعايش والحياة اليومية".
ودعا لرفع الغطاء عن كل الناس، وكل من سوّلت له نفسه أن يتّخذ من الإشكال منبرا لعطائه شرعيّة ما، فليس هناك غطاء ديني أو أمنى على كل من يحاول توريط أهالي الجبل والشويفات في فتنة، ولا يظن أنه قادر، مهما علا شأنه، أن يتمكن من فرض هكذا فتنة.
نحن بدورنا، نتابع أحداث وتطورات ما يجري في الجبل والشويفات والمناطق كافّةً، ونناشد إخواننا، قادةً ورجال دين، ومواطنين، كلًا من موقعه، التعمق والتروّي وضبط النفس وتحكيم العقل والضمير والعمل من منطلق المسؤولية وعدم الانجرار وراء العواطف والتصدي لكل محاولة هادفة إلى زرع بذور الانشقاق والفتنة.
[email protected]