استضاف المركز البيئي لاتحاد مدن جودة البيئة لحوض البطوف مساء يوم امس نشاطا تثقيفيا على شرف يوم الارض معرضا لصور معبرة تحت عنوان" مواطنون بلا عنوان" والذي يوثق الوضع المعيشي للعائلات العربية البدوية في التجمعات الغير معترف بها في الشمال، ومنها الفخخيرة جنوب كرميئيل والقبسي شمال نحف ورمية في كرميئيل وحي بربور جنوب عكا وحي شحادة غيرها من التجمعات، وقد بادر بتوثيق هذه المعاناة، جمعية دوغري نت بتصوير من المصورة عدي سيجال بالتعاون مع المركز البيئي سخنين وجمعية بمكوم.
وحضر افتتاح المعرض رئيس بلدية سخنين مازن غنايم والذي يشغل أيضا منصب رئيس الاتحاد البيئي، ود. حسين طربيه مدير عام اتحاد مدن جودة البيئة وهنادي هجرس وطاقم الادارة، وممثلين عن جمعية دوغري نت، وجمهور من المواطنين العرب واليهود بالمنطقة.
واستهلت هنادي هجرس افتتاحية المعرض الترحيب بالحضور، واستعرضت اهمية هذا المعرض في المركز البيئي والذي استضاف مئات الفعاليات الثقافية والمؤتمرات والندوات والمعارض التي تستعرض هموم وآلام المواطنين وحث الجمهور على التمسك بأراضيهم والحفاظ عليها، وأن معرض الصور والذي يوثق هموم المواطن العربي البدوي في عدد من المواقع جاء بوقت مهم يستضيف المركز البيئي فيه عدد من النشاطات على شرف يوم الارض الخالد.
الكلمة الأولى بافتتاحية المعرض كانت لمازن غنايم رئيس بلدية سخنين والذي قال:" شكر خاص للقائمين على المعرض، والذي يستعرض معاناة اهلنا البدو الذين تمسكوا بأراضيهم بالرغم انها تفتقر لأبسط الخدمات والبنى التحتية، الا انهم ثبتوا وما زالوا يتصدون لكل محاولات اقتلاعهم من ارض الآباء والأجداد، بالرغم انهم يسكنون في براكيات من الواح الزينكو التي لا تحميهم من حرارة او برودة الطقس، وهذا يذكرنا ما يتعرض له أهلنا في النقب الصامد، وكل صورة من هذا المعرض هي عبارة عن قصة وتاريخ ورواية، ومن هنا اقدم الشكر للقائمين على المركز البيئي في منطقة البطوف والذين استضافوا هذا المعرض، ومن هنا اؤكد ان المركز البيئي يعمل جاهدا على التثقيف لطلابنا وشبابنا في قضايا جودة البيئة والتخطيط، ويعمل على التوعية وتمسكهم بارضهم، وانا ادعو اهلنا جميعا للتواصل مع المركز والتعرف على ما يقوم به من خدمات جليلة في قضايا مختلفة".
أما د. حسين طربية مدير عام اتحاد مدن لجودة البيئة حوض البطوف: قال: "اتحاد مدن جودة البيئة حوض البطوف يعمل على تذويت قيم الانتماء والعطاء ومحبة الارض والوطن في مسيرته المهنية، ومن هنا يسعى المركز البيئي لاستضافة واحتضان فعاليات ونشاطات جمعيات ومؤسسات وحركات شبابية اخرى دون أي مقابل ومساعدتهم في رفع الوعي والمحبة والانتماء للأرض، وفي شهر آذار يستضيف المركز البيئي فعاليات ونشاطات عديدة بداية بمؤتمر جمعية الزهراء وشركائها تحت عنوان "هدم البيوت واثره على النساء ودورهن بالتصدي، واليوم الاربعاء سنستضيف حلقة حوار بمشاركة بعثة طلابية من الجامعة العبرية تحت عنوان "صراع مزارعين البطوف للحافظ على الارض مقابل تخطيطات الدولة" للتعرف على صراع وتحدي اهل البطوف للحفاظ على الارض".
ونستضيف اليوم معرض صور وثائقي "مواطنون بلا عنوان" للمصورة عدي سيجال وجمعية دوغري نت لهم الشكر والتقدير على هذا العمل القيم، برغم عدم توفر أي ميزانيات وعجز الجمعية عن دفع رواتب الموظفين في الاشهر الاخيرة وعلى الرغم من عدم وجود أي دخل مادي لهم فهم مستمرون على العطاء والعمل بتطوع- مني لكم الف تحية شكر".
وأضاف طربيه:" هذه الصور لعائلات بدوية في الجليل تعيش تحت ظروف حياتية صعبة جدا دون الحصول على أي حق من حقوق الانسان من ماء ومسكن وخدمات صحية او اجتماعية او بنية تحتية او بيئية، هؤلاء هم اصحاب الارض الحقيقيون فهم برغم كل الظروف وعلى الرغم من كل محاولات الاقتلاع والتهجير ما زالوا يتشبثون في الارض ليعلمونا كيف يكون الانتماء الحقيقي للأرض، وهم يستحقون منا وقفة اجلال واحترام وتقدير، فقد تمعنت كثيرا في هذه الصور ورأيت في عيونهم مصداقية وشفافية وبساطة ومحبة وتواضع هم فقط يحبون الارض دون أي مقابل او هدف سياسي او خطط استراتيجية، لكن نحن اليوم نتحدث كثيرا عن الارض، ونخطب عن مدى محبتنا للأرض من وراء المنصات، ونكتب عن انتمائنا للأرض من وراء صفحات الفيسبوك والمناشير، كلها كلمات رنانة تتحدث عن الارض، لكن لا نرى افعال، وللأسف نتذكر الارض يوم واحد في السنة ونخلد ذكرى الشهداء في مسيرات خطابية رنانة، نتباهى فيها في ذم واذلال بعضنا البعض لنزاود على وطنيتنا، انا اليوم اقول لكم الوطنية لا تقاس بالكلام والتجريح والتشكيك والتراشق الكلامي من هو وطني ومن هو اقل وطنية، فالوطنية تقاس بالعمل والفعل على مدار السنة وعلى مدار حياة كل فرد منا، أين انتم باقي ايام السنة... ماذا تفعلون للحفاظ على المل وعلى ارض انطلاقة يوم الارض، ماذا تفعلون للحفاظ وتطوير ارض الشهداء التي رووها بدمائهم، للأسف ارض المل وأرضنا عامة اصبحت حاوية نفايات نلقي فيها نفاياتنا، ندمر ونقتلع اشجار الزيتون التي هي رمز جذورنا وصمودنا في وطننا، نصرف اليها المجاري ومياه ملوثة، ومن هنا نحن ندعوكم لان يكون كل يوم هو يوم ارض، ونطالبكم المساعدة بمنع تلويث الارض وليس فقط تنظيفها قبل ذكرى يوم الارض".
وخلص بالقول: "نحن هنا في المركز البيئي نعمل ونعيش يوم الارض كل يوم على مدار السنة، ونؤمن بأننا جزء من هذه الارض وسوف نعود اليها، ندعوكم لإزالة الغمامة السوداء عن اعينكم والتفكر والتعقل بما يدور من حولنا، لأننا سوف نخسر أرضنا وهويتنا اذ بقينا نشكك بانفسنا، نمد لكم يدنا للتعاون والعمل الجماعي لمصلحة البلد والارض".
أما المصورة عدي سيجال فتحدثت عن الجهد الذي استمر لأشهر من اجل زيارة تلك الاحياء العربية البدوية في الشمال والحوار مع السكان العرب فيها، وتوثيق الرواية الحقيقية من اصحابها، وان لكل صورة من هذه الصور رواية وقصة، ومن يزور تلك العائلات يستطيع ان يعرف مدى الحاجة الملحة من أجل الوقوف الى جانبهم والدفاع عنهم والمساعدة في حل المشاكل الحياتية التي يعيشونها.
وفي حديث مع سامية ناصر عضو جمعية دوغري نت والاستاذ عيد سواعد من سكان الكمانة وعامر سواعد من حي شحادة في مستوطنة كمون عبروا عن اهمية هذا المعرض لكشف التمييز الصارخ بحق المواطنين العرب البدو والذين يعيشون بظروف حياتية قاسية جدا تحتاج من كل المسؤولين والجمهور الواسع لتظافر الجهود لحل معاناتهم.
[email protected]