ظاهرة منتشرة منذ القدم، وهي شكل من أشكال الظلم وسلوك عدواني غير لائق حرمها الله، أسبابها متنوعة منها؛ عدم الثقة، الشعور بالنقص، البطالة، قلة الوعي، الغضب، الحسد، وقد تكون دوافع تربوية وسياسية. وقد تفاقمت ظاهرة العنف الأسريّ في عصرنا هذا، فما عاد يقتصر على سلوك الزوج مع زوجته، أو العكس، بل على سلوك الوالدين مع الأبناء، والأبناء مع الوالدين ومع جميع أفراد الأسرة.
وبالرغم من التطورات العصرية ووجود القوانين واهتمام المنظمات العالمية بتطبيق القوانين ما زال المجتمع الدولي عاجزًا عن وقف هذا الوباء الخبيث الاَخذ بالتفشي ووضع حدّ لمظاهر هذا العنف المقلق. ومما يزيد الطين بلة التعتيم والكتم على الكثير من أعمال العنف داخل الأسرة، وخاصة في مجتمعنا العربي وتحديدًا ضد الأطفال، فلا شكّ أنّ التعامل العنيف يسبب لهم أزمات ليس من السهل التحرر منها وتبقى راسخة في اَذانهم، وغصات في قلوبهم تنعكس سلبيًّا على حياتهم، وتسبب التدهور في حالاتهم النفسية وفقدان الثقة بالنفس، ومن ثمّ الاكتئاب، وفي كثير من الحالات يقدمون على الانتحار بالإضافة إلى هدم طاقات ومواهب لا تخلّف إلّا الدمار، التعاسة، وعدم الاستقرار.
على عاتقنا ملقاة المسؤولية الكبيرة كأفراد ومؤسّسات، إذ علينا أن نعمّق في وجداننا قيمة وأهمية العفو؛ لأنه القاعدة والوسيلة الناجحة في تحقيق الوفق والوفاق والودّ والتعاون، فبه نقضي على ظاهرة العنف الداخلي أولًا، ثمّ في المجتمع، فمظاهر العنف تعمل بدورها على تفكيك روابط الأسرة، وانعدام الثقة والاحساس بانعدام الأمن والأمان في المؤسّسة الاجتماعية الأولى التي ينمو فيها الطفل ويترعرع.
[email protected]