موقع الحمرا الأحد 05/10/2025 14:35
القائمة
  • أخبار محلية
    • الرامة
    • المغار
    • عيلبون
    • دير حنا
    • سخنين
    • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
    • رياضة محلية
    • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
أحدث الأخبار
  1. الرئيسية/
  2. مقالات وخواطر/
  3. جواد بولس/
  4. الكذب الحلال بقلم: جواد بولس/

الكذب الحلال بقلم: جواد بولس

جواد بولس
نشر بـ 04/02/2016 12:44

أكتب مقالتي وقد أنهى الأسير محمد القيق سبعين يومًا من الإضراب عن الطعام وهو يرقد، في هذه الأثناء، على سريره في مستشفى العفولة، مقيّدًا بيده اليمنى وساقه اليسرى، ويمارس، بخلاف سجّانيه، أرقى معاني الإنسانية وأقربها إلى قلب الحياة وجوهرها البدائي: الحرية العارية من شوائب النهم ومن خيالات الطيف الحزينة؛ فحريته ليست بحمراء "شوقي"، ولا خضراء كما أحبّها الدرويش، بل، بلون الحب سرمدية، هكذا رأيتها بأم عيني، وبطعم الفجر المستطير، حين يكون هذا احتمالًا أو شرفة على عمر يتناهى.      

 

في البدء كانت متسادا

قد أكون من المحظوظين لأنني واكبت في السنوات الخمس الأخيرة وتابعت قضايا معظم الأسرى الذين خاضوا إضرابات طويلة عن الطعام، وها أنا أشهد أنني انكشفت، خلال هذه السنين، على إحدى التجارب البشرية الاستثنائية والملحّة، وليس فقط لأنها تختزن في طيّاتها كثيرًا من المعاني القصية على الفهم، بل، وبالأصل، لأنها تنبعث وتتداعى على أرضيتين من مرايا صقيلة تلفّانك بالحيرة والالتباس، تمامًا كانبهارك حين يندلق النهار، غير مستأذن، من قفة العتمة، أو كما يكون الواقع، في الحقيقة، قناعًا لعبث خفي ومتأهب؛ فالمضربون، جميعهم، أعلنوا، كما يعلن اليوم محمد: حريتنا/ كرامتنا أو فليكن موتنا/ استشهادنا. وكأن حيواتهم، في هذا التجلّي النيزكي، تشظت إلى بقايا أقدار مقيتة، حتى صار موتهم مستنخبًا وخيارًا أشهى.

لا أعرف كيف ستنتهي قضية محمد القيق، فهو في حالة صحّية خطيرة للغاية، كما يشهد عليها الأطباء ويعلنون أنه يواجه عمليًا إمكانية سقوطه صريعًا لموت مفاجيء في كل لحظة، وعلى الرغم من وضوح هذا الإعلان ما زالت  نيابة إسرائيل تتمسك بموقفها وتطالب المحكمة العليا بإبقاء أمر الاعتقال الإداري على ما هو عليه.

والقضاة بدورهم يتخبطون بين ريحين: عجزهم في التصدي لسلطان الأمن وسطوته، وخشيتهم من أن يتذكرهم التاريخ كمن حكموا على فلسطيني بالموت وهو لا يعرف بأي ذنب "وئد"، ولم يعط الفرصة للدفاع عن نفسه، كما أمرت السماء وقبلت حكمها تلك الشعوب التي عافت قوانين الغاب ورفعة الظباة على الظباء!

وتبقى إسرائيل هي إسرائيل: جيش يملك دولة صارت سبية لاحتلال قوامه شعب يعيش في دروع لا تشبه دروع السلاحف، حافظوا على جينات أحفاد "متسادا"، ويحيون، كما عاش أسلافهم، على إهلاك الأمل، وبأرواح من رماد.

 

وتبقى الحكاية حكاية محمد وشعب محمد وأمته

فكم مرة حرت حين سألني محمد عمّا يقوله "الشارع" ويفعله في شأن قضيته، وفي كل مرّة كنت أكذب كي لا أحوّل ليله الزاهي من وجع إلى مقبرة مُجزعة لنجومه الفتية؛ وكم مرّة أحسست بنغزة في خاصرتي الدامية حين كان يسألني عن فلسطينه وعن ساحاتها الناعسة والخالية إلا من ممتهني السياسة العبثية وباعة الكلام، وكذبتُ، كي لا أمحو تلك البسمة الساقطة من فم يذكرك بحبة عناب كانت قبل مواسم الجفاء شهية، والشاهدة على روح عاشق متلهف لرشفة طل من ياسمينته الحزينة؛ وكم مرّة بلعت شهقتي حين كان يسألني، بفرح النرجس، عن غزته وإن هي ما زالت ثائرة ولا تنام، كما جاءته في الحلم، أناشيد هادرة ووعودًا صادقة تردد كما العاصفة: إما الحرية وإما الشهادة! وكذبتُ، كي لا أوقظ الفراشات التي نامت على جبينه، في ليلة طويلة رعت فيها الملائكة قلبه من السقوط ومن الصدى. وكم مرّة طمأنته، على أن رفاقه في السجون حوّلوا، بنضالاتهم، ليل سجّانيهم إلى حمامات من قار ونار، وكم مرّة، فاجأته، وأخبرته أن فلسطين ببرها وبحرها توحّدت كما لم تعرف الوحدة من قبل، وأعلمته، كيف تبخرت من موج أثيرها المزايدات والمبالغات والأسطرات، واختفى من منصاتها الرياء والزيف والاختلاقات، وذابت عن عرازيل فصائلها الثلوج ودب في صفوف نشطائها الحماس، وحين كان يسألني عن وقفة أمته التي أبعد من فلسطين، أخبرته، أن العرب أوقفوا بقر بطون بعضهم البعض إجلالاً لحروب معدات الفلسطينيين الخاوية، وأن الترك يهددون بطلاقهم من حلف الناتو ويتوعدون بالانقضاض على إسرائيل، وأما العجم، فبعد أن سوّوا حساباتهم مع الغرب اللعين بشروا أننا سنراهم، قريبًا، في ميادين تل أبيب في عباءات من قصب.      

لم أقل لمحمد الحقيقة وأجزت لنفسي أن أكذب في كل مرّة زرته فيها، رغم أني أعرف أن المحدّثين الأوائل أجازوا الكذب في ثلاثة، ولم تكن حالته واحدة منها. لكنني أريده ككثيرين ممن تفانوا في التضامن معه، حيّا، وأريد أن ينتصر، كما أراد ذلك كثيرون، من الأحرار، هنا وفي العالم، وصرخوا وكتبوا ونادوا وكاتبوا وتظاهروا وخاطروا وتصادموا وتعبوا وسهروا وحثوا واستنهضوا وتضامنوا، ونريد أن ينتصر حتى لو كان نصره صغيرًا، كأفراح الغلابى والمقهورين، ومثل انتصارات الأولاد الحفاة في سباقات الحارات الفقيرة. ولا نريد له أن يهزم، بل أن يعود حرًا لبيته، الذي يحبه كما تحب السنابل أشماسها، وإلى حلمه الأجمل من حلم الربيع.

لم أكذب عليه، فهناك، في العالم كثيرون يصلون من أجله، في المعابد وتحت ظلال السرو والسنديان وفي حقول الأرز والقطن وبفيء السواقي، لأنهم يعرفون أن في هزيمته نكوصاً للروح وانكسار ضلع من ضلوع الإنسانية، وموتاً لبؤبؤ العين.

لا أعرف متى وكيف ستنتهي قضية محمد، لكنها واحدة من تلك القضايا التي تفتح النافذة واسعة على دروب الوجع الفلسطيني والعربي، وتعرّي عروق الاستبداد الإسرائيلي وقهر احتلالها، وتفضح، بالوقت ذاته، بواطن عجز ثورة شاخت وفصائلها، والتواطؤ الدولي، وتبرز كثيرًا من ملامح العهر الفلسطيني الأقرع. 

في الماضي كتبنا عن جدوى هذه الإضرابات الفردية وتناولناها من باب الضرورة والنجاعة والخلاصات، ولن نكرر ما قلناه، لكنني، وأنا المتابع لمعظم تلك الحالات، أقرّ أنها ستبقى تجارب، متعبة لكنها فذة، لمناضلين فلسطينيين عدموا أفاق الأمل الجماعي، فلجأوا إلى الخيارات الصعبة وهم يعرفون بيقين أنهم قد يخسرون كل شيء، وعلى الرغم من ذلك يمضون في ليل كله شوك وهم وقلق ومقامرة على أصباح قد لا تنبعث أبدًا.

إنها خيارات لأفراد لا يحق لأحد منا أن يحكمها بمفاتيح "منطقية" لا يمكنها أن تسبر مجاهيل تلك النفوس ومديات ترحالها، نحو الأزرق الخالص، بقناعات ستبقى عصية على استساغتها بذهنيات محللين يدرسونها مستعينين بمشارط لا تتعدى كونها أدوات أكاديمية مجردة أو مخبرية مثلومة.

 فمن يمضي على طريق الحرية الصافية، كما يفعل محمد القيق، في ليلته الواحدة والسبعين، وهو بين غيمة ونجمة، لا يُساءل عن جدوى رحلته ولا يُحاسب على دوافعه، إلا إذا زوده شعبه بضمانات لحريته، وإذا كفلت أمته أن يعيش ابنًا عزيزًا حرًا كريمًا، كما يليق بإبن يؤمن أنه سليل لخير الأمم وأفضلها.

 وأخيرًا، من المؤسف أن تطوى هذه التجارب في أدراج البؤس الفلسطيني، والأحق والأجدر أن تدون وتحفظ وتدرس، كي تكون عبرًا للأجيال القادمة، لا سيّما، في غياب بوادر تطمئن على اقتراب أجل الاحتلال الإسرائيلي ونهايته، فبدون أن نقيم تلك التجارب ونستفيد منها، سنبقى "كأعمى في يده جوهرة!" 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]

تعليقات

إقرأ أيضاً


أين حراكات الشعوب العربية من أجل غزه؟]جواد بولس

أين حراكات الشعوب العربية من أجل غزه؟]جواد بولس

السبت 27/09/2025 20:17

شهدت  معظم المدن الايطالية في الأيام الماضية سلسلة من المظاهرات الشعبية الصاخبة المنددة بالحرب الاسرائيلية على غزة، والمُناصرة لفلسطين ولشعبها.

ملاحظات سريعة عن حرب اسرائيلية قطرية لن تحدث |كتب: جواد بولس

ملاحظات سريعة عن حرب اسرائيلية قطرية لن تحدث |كتب: جواد بولس

السبت 13/09/2025 17:32

شنت اسرائيل هجوما عسكريا على العاصمة القطرية الدوحة، مستهدفة اغتيال عدد من قادة حماس اجتمعوا لمناقشة امكانية التوصل الى صفقة تبادل ممكنة مع الحكومة ال...

لماذا لم ينجح العالم وقف الحرب على غزة؟ جواد بولس

لماذا لم ينجح العالم وقف الحرب على غزة؟ جواد بولس

الأثنين 01/09/2025 20:29

تشهد المنابر العالمية في الآونة الأخيرة تنامياً حادّا في أعداد الأصوات المنددة بسياسات حكومة اسرائيل تجاه الفلسطينيين، وحِدّة في لغة شجب ممارسات جيشها...

بنيامين نتنياهو ورؤيا اسرائيل الكبرى  جواد بولس

بنيامين نتنياهو ورؤيا اسرائيل الكبرى جواد بولس

الأحد 17/08/2025 20:20

أكّد بنيامين نتنياهو خلال مقابلة صحفيه أجراها مع فضائية i 24  الاخبارية يوم الثلاثاء المنصرم على "انه مرتبط جدا برؤية "إسرائيل الكبرى، التي تشمل فلسطي...

السابع من اكتوبر، البداية والنهاية !  جواد بولس

السابع من اكتوبر، البداية والنهاية ! جواد بولس

الأحد 10/08/2025 21:46

يتعاطى الاعلام الاسرائيلي، هذه الايام، أبعاد قرار بنيامين نتنياهو احتلال قطاع غزة ويتساءل حول مدى جدّيته، وكأنّ ما جرى ويجري على أرض غزة، منذ أن اجتاح...

أيمن عودة ، قائد مشتبك ليس بحاجة الى تلميع !  جواد بولس

أيمن عودة ، قائد مشتبك ليس بحاجة الى تلميع ! جواد بولس

السبت 19/07/2025 18:22

أسقطت الهيئة العامة للكنيست مساء الاثنين الفائت اقتراح اقصاء النائب أيمن عودة، رئيس قائمة الجبهة والعربية للتغيير، بعد أن فشل المبادرون للاقتراح في ال...

إقصاء أيمن عوده من الكنيست بداية لرحلة صيد طويلة - جواد بولس

إقصاء أيمن عوده من الكنيست بداية لرحلة صيد طويلة - جواد بولس

الأحد 13/07/2025 22:24

تعتبر محاولة اقصاء النائب أيمن عودة، رئيس قائمة الجبهة والعربية للتغيير ، من الكنيست قمة في سياسة ملاحقة المواطنين العرب في اسرائيل، وانتصارا ساحقا، ف...

توفيق زياد، نناديكَ  - جواد بولس

توفيق زياد، نناديكَ - جواد بولس

السبت 05/07/2025 14:18

تحل اليوم ، الخامس من يوليو، الذكرى الحادية والثلاثون لرحيل توفيق زيّاد. ورغم ضجيج الغبار وحطام الوقت، أرى صورته أمامي وأسمعه، هناك عند حفاف المدى، يص...

بين مذبحة كنيسة "سيدة النجاة" ومذبحة كنيسة "مار الياس" المسيحية الشرقية قد هزمت - جواد بولس

بين مذبحة كنيسة "سيدة النجاة" ومذبحة كنيسة "مار الياس" المسيحية الشرقية قد هزمت - جواد بولس

السبت 28/06/2025 17:15

أثار الاعتداء الإرهابي الدموي الذي نفذ يوم الاحد الفائت على كنيسة "مار الياس" في حي دويلعة في العاصمة السورية دمشق  موجة من ردود الفعل المستنكِرة والر...

ماذا لو بقي فيصل الحسيني حيا ؟ جواد بولس

ماذا لو بقي فيصل الحسيني حيا ؟ جواد بولس

الأربعاء 11/06/2025 15:39

في الكويت ، قبل أربعة وعشرين عامًا، رحل فيصل الحسيني بهدوء. هدوء سكن طبعه وهو حي ورافقه في كل معاركه ضد الاحتلال الاسرائيلي، تلك التي خاضها في شوارع ا...

الأكثر قراءة

مقتل الشاب محمود سمير خطيب من مجد الكروم بعد تعرضه للطعن

الأحد 07/09/2025 13:52

مقتل الشاب محمود سمير خطيب من مجد الكروم...
الشابة الطموحة د. دعاء سعد، ابنة شفاعمرو، صنعت مجدها بالعزيمة رحلة طموح لا تعرف المستحيل- بقلم معين أبو عبيد

الأثنين 08/09/2025 20:24

الشابة الطموحة د. دعاء سعد، ابنة شفاعمرو...
إسرائيل تعلن استهداف قادة حماس في الدوحة والحركة تعلن نجاة قادتها من عملية الاغتيال

الثلاثاء 09/09/2025 21:29

إسرائيل تعلن استهداف قادة حماس في الدوحة...
تقرير خاص لمراقب الدولة حول شكاوى الجمهور خلال عملية "الأسد الصاعد"

الأربعاء 10/09/2025 17:37

تقرير خاص لمراقب الدولة حول شكاوى الجمهو...
تقرير سلطة الابتكار حول قطاع الهايتك في إسرائيل لعام 2025 يعرض اتجاهات مختلفة

الأربعاء 17/09/2025 15:09

تقرير سلطة الابتكار حول قطاع الهايتك في...

كلمات مفتاحية

مؤسسة ميزان الموت للعرب ليس تحريضا نيابة الدولة الامساك الطفل اسباب علاج قيادة الشمال تجتمع مع قيادات كافة الاطياف تهنىء بالاعياد تلخص وتؤكد التعاضد والتعاون وفاة طفل اصابته الرصاص عرس بنابلس عودة ابو معروف حبيش يزورون مركز لأجل لذوي الاحتياجات الخاصة جولس انجاز فوروم 12 رؤساء مجالس العنف المجتمع العربي انطلاق مهرجان الاقصى خطر أم الفحم الابراج برج الحمل برج الثور برج الجوزاء برج السرطان برج الأسد برج العذراء برج الميزان برج العقرب برج القوس برج الجدي برج الدلو برج رياضه رياضة عالمية برشلونه الابراج اليوم حظك
  • أخبار محلية
  • الرامة
  • المغار
  • عيلبون
  • دير حنا
  • سخنين
  • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
  • رياضة محلية
  • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
  • مـسـلسـلات
  • مسلسلات كرتون
  • مسلسلات رمضان 2019
  • مسلسلات رمضان 2017
  • افلام
  • افلام كرتون
  • افلام تركية
  • افلام هندية
  • فنانين محليين
  • برامج تلفزيون
  • منوعات
  • رقص النجوم 3
  • حديث البلد - موسم 7
  • تراتيل جمعة الالام
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • للاعلان لدينا
  • شروط الأستخدام
© جميع الحقوق محفوظة 2025
Megatam Web Development