موقع الحمرا الأربعاء 21/05/2025 22:32
القائمة
  • أخبار محلية
    • الرامة
    • المغار
    • عيلبون
    • دير حنا
    • سخنين
    • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
    • رياضة محلية
    • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
أحدث الأخبار
  1. الرئيسية/
  2. مقالات وخواطر/
  3. جواد بولس/
  4. الكذب الحلال بقلم: جواد بولس/

الكذب الحلال بقلم: جواد بولس

جواد بولس
نشر بـ 04/02/2016 12:44

أكتب مقالتي وقد أنهى الأسير محمد القيق سبعين يومًا من الإضراب عن الطعام وهو يرقد، في هذه الأثناء، على سريره في مستشفى العفولة، مقيّدًا بيده اليمنى وساقه اليسرى، ويمارس، بخلاف سجّانيه، أرقى معاني الإنسانية وأقربها إلى قلب الحياة وجوهرها البدائي: الحرية العارية من شوائب النهم ومن خيالات الطيف الحزينة؛ فحريته ليست بحمراء "شوقي"، ولا خضراء كما أحبّها الدرويش، بل، بلون الحب سرمدية، هكذا رأيتها بأم عيني، وبطعم الفجر المستطير، حين يكون هذا احتمالًا أو شرفة على عمر يتناهى.      

 

في البدء كانت متسادا

قد أكون من المحظوظين لأنني واكبت في السنوات الخمس الأخيرة وتابعت قضايا معظم الأسرى الذين خاضوا إضرابات طويلة عن الطعام، وها أنا أشهد أنني انكشفت، خلال هذه السنين، على إحدى التجارب البشرية الاستثنائية والملحّة، وليس فقط لأنها تختزن في طيّاتها كثيرًا من المعاني القصية على الفهم، بل، وبالأصل، لأنها تنبعث وتتداعى على أرضيتين من مرايا صقيلة تلفّانك بالحيرة والالتباس، تمامًا كانبهارك حين يندلق النهار، غير مستأذن، من قفة العتمة، أو كما يكون الواقع، في الحقيقة، قناعًا لعبث خفي ومتأهب؛ فالمضربون، جميعهم، أعلنوا، كما يعلن اليوم محمد: حريتنا/ كرامتنا أو فليكن موتنا/ استشهادنا. وكأن حيواتهم، في هذا التجلّي النيزكي، تشظت إلى بقايا أقدار مقيتة، حتى صار موتهم مستنخبًا وخيارًا أشهى.

لا أعرف كيف ستنتهي قضية محمد القيق، فهو في حالة صحّية خطيرة للغاية، كما يشهد عليها الأطباء ويعلنون أنه يواجه عمليًا إمكانية سقوطه صريعًا لموت مفاجيء في كل لحظة، وعلى الرغم من وضوح هذا الإعلان ما زالت  نيابة إسرائيل تتمسك بموقفها وتطالب المحكمة العليا بإبقاء أمر الاعتقال الإداري على ما هو عليه.

والقضاة بدورهم يتخبطون بين ريحين: عجزهم في التصدي لسلطان الأمن وسطوته، وخشيتهم من أن يتذكرهم التاريخ كمن حكموا على فلسطيني بالموت وهو لا يعرف بأي ذنب "وئد"، ولم يعط الفرصة للدفاع عن نفسه، كما أمرت السماء وقبلت حكمها تلك الشعوب التي عافت قوانين الغاب ورفعة الظباة على الظباء!

وتبقى إسرائيل هي إسرائيل: جيش يملك دولة صارت سبية لاحتلال قوامه شعب يعيش في دروع لا تشبه دروع السلاحف، حافظوا على جينات أحفاد "متسادا"، ويحيون، كما عاش أسلافهم، على إهلاك الأمل، وبأرواح من رماد.

 

وتبقى الحكاية حكاية محمد وشعب محمد وأمته

فكم مرة حرت حين سألني محمد عمّا يقوله "الشارع" ويفعله في شأن قضيته، وفي كل مرّة كنت أكذب كي لا أحوّل ليله الزاهي من وجع إلى مقبرة مُجزعة لنجومه الفتية؛ وكم مرّة أحسست بنغزة في خاصرتي الدامية حين كان يسألني عن فلسطينه وعن ساحاتها الناعسة والخالية إلا من ممتهني السياسة العبثية وباعة الكلام، وكذبتُ، كي لا أمحو تلك البسمة الساقطة من فم يذكرك بحبة عناب كانت قبل مواسم الجفاء شهية، والشاهدة على روح عاشق متلهف لرشفة طل من ياسمينته الحزينة؛ وكم مرّة بلعت شهقتي حين كان يسألني، بفرح النرجس، عن غزته وإن هي ما زالت ثائرة ولا تنام، كما جاءته في الحلم، أناشيد هادرة ووعودًا صادقة تردد كما العاصفة: إما الحرية وإما الشهادة! وكذبتُ، كي لا أوقظ الفراشات التي نامت على جبينه، في ليلة طويلة رعت فيها الملائكة قلبه من السقوط ومن الصدى. وكم مرّة طمأنته، على أن رفاقه في السجون حوّلوا، بنضالاتهم، ليل سجّانيهم إلى حمامات من قار ونار، وكم مرّة، فاجأته، وأخبرته أن فلسطين ببرها وبحرها توحّدت كما لم تعرف الوحدة من قبل، وأعلمته، كيف تبخرت من موج أثيرها المزايدات والمبالغات والأسطرات، واختفى من منصاتها الرياء والزيف والاختلاقات، وذابت عن عرازيل فصائلها الثلوج ودب في صفوف نشطائها الحماس، وحين كان يسألني عن وقفة أمته التي أبعد من فلسطين، أخبرته، أن العرب أوقفوا بقر بطون بعضهم البعض إجلالاً لحروب معدات الفلسطينيين الخاوية، وأن الترك يهددون بطلاقهم من حلف الناتو ويتوعدون بالانقضاض على إسرائيل، وأما العجم، فبعد أن سوّوا حساباتهم مع الغرب اللعين بشروا أننا سنراهم، قريبًا، في ميادين تل أبيب في عباءات من قصب.      

لم أقل لمحمد الحقيقة وأجزت لنفسي أن أكذب في كل مرّة زرته فيها، رغم أني أعرف أن المحدّثين الأوائل أجازوا الكذب في ثلاثة، ولم تكن حالته واحدة منها. لكنني أريده ككثيرين ممن تفانوا في التضامن معه، حيّا، وأريد أن ينتصر، كما أراد ذلك كثيرون، من الأحرار، هنا وفي العالم، وصرخوا وكتبوا ونادوا وكاتبوا وتظاهروا وخاطروا وتصادموا وتعبوا وسهروا وحثوا واستنهضوا وتضامنوا، ونريد أن ينتصر حتى لو كان نصره صغيرًا، كأفراح الغلابى والمقهورين، ومثل انتصارات الأولاد الحفاة في سباقات الحارات الفقيرة. ولا نريد له أن يهزم، بل أن يعود حرًا لبيته، الذي يحبه كما تحب السنابل أشماسها، وإلى حلمه الأجمل من حلم الربيع.

لم أكذب عليه، فهناك، في العالم كثيرون يصلون من أجله، في المعابد وتحت ظلال السرو والسنديان وفي حقول الأرز والقطن وبفيء السواقي، لأنهم يعرفون أن في هزيمته نكوصاً للروح وانكسار ضلع من ضلوع الإنسانية، وموتاً لبؤبؤ العين.

لا أعرف متى وكيف ستنتهي قضية محمد، لكنها واحدة من تلك القضايا التي تفتح النافذة واسعة على دروب الوجع الفلسطيني والعربي، وتعرّي عروق الاستبداد الإسرائيلي وقهر احتلالها، وتفضح، بالوقت ذاته، بواطن عجز ثورة شاخت وفصائلها، والتواطؤ الدولي، وتبرز كثيرًا من ملامح العهر الفلسطيني الأقرع. 

في الماضي كتبنا عن جدوى هذه الإضرابات الفردية وتناولناها من باب الضرورة والنجاعة والخلاصات، ولن نكرر ما قلناه، لكنني، وأنا المتابع لمعظم تلك الحالات، أقرّ أنها ستبقى تجارب، متعبة لكنها فذة، لمناضلين فلسطينيين عدموا أفاق الأمل الجماعي، فلجأوا إلى الخيارات الصعبة وهم يعرفون بيقين أنهم قد يخسرون كل شيء، وعلى الرغم من ذلك يمضون في ليل كله شوك وهم وقلق ومقامرة على أصباح قد لا تنبعث أبدًا.

إنها خيارات لأفراد لا يحق لأحد منا أن يحكمها بمفاتيح "منطقية" لا يمكنها أن تسبر مجاهيل تلك النفوس ومديات ترحالها، نحو الأزرق الخالص، بقناعات ستبقى عصية على استساغتها بذهنيات محللين يدرسونها مستعينين بمشارط لا تتعدى كونها أدوات أكاديمية مجردة أو مخبرية مثلومة.

 فمن يمضي على طريق الحرية الصافية، كما يفعل محمد القيق، في ليلته الواحدة والسبعين، وهو بين غيمة ونجمة، لا يُساءل عن جدوى رحلته ولا يُحاسب على دوافعه، إلا إذا زوده شعبه بضمانات لحريته، وإذا كفلت أمته أن يعيش ابنًا عزيزًا حرًا كريمًا، كما يليق بإبن يؤمن أنه سليل لخير الأمم وأفضلها.

 وأخيرًا، من المؤسف أن تطوى هذه التجارب في أدراج البؤس الفلسطيني، والأحق والأجدر أن تدون وتحفظ وتدرس، كي تكون عبرًا للأجيال القادمة، لا سيّما، في غياب بوادر تطمئن على اقتراب أجل الاحتلال الإسرائيلي ونهايته، فبدون أن نقيم تلك التجارب ونستفيد منها، سنبقى "كأعمى في يده جوهرة!" 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]

تعليقات

إقرأ أيضاً


لا اعداء دائمين في السياسة  - جواد بولس

لا اعداء دائمين في السياسة - جواد بولس

الأثنين 19/05/2025 21:26

منذ لحظة اعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، يعيش العالم حالة من القلق وعدم اليقين. وقد ساعدت تصريحاته المتتالية، في شؤون السي...

فلسطين في "العناية المكثفة" وشعبها في "حالة ذهنية" مستعصية -  جواد بولس

فلسطين في "العناية المكثفة" وشعبها في "حالة ذهنية" مستعصية - جواد بولس

السبت 10/05/2025 19:20

يبدو أن مخطط حكومة نتنياهو ازاء مصير قطاع غزة والضفة الغربية اكتسب دفعة جديدة بعد اجتماع  "المجلس السياسي والامني" المصغر، الذي انعقد يوم الاثنين الفا...

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

السبت 03/05/2025 12:44

أعلنت "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين"، الناشطة بين فلسطينيي الداخل، عن تعليق/ الغاء مسيرة العودة، التي كان من المزمع تنظيمها، هذا العام، إلى أراضي قري...

لا تخشَ التفكير، فالله ليس كاثوليكيا، هكذا آمن البابا فرنسيس - جواد بولس

لا تخشَ التفكير، فالله ليس كاثوليكيا، هكذا آمن البابا فرنسيس - جواد بولس

السبت 26/04/2025 18:12

رحل البابا فرنسيس يوم الإثنين الفائت، عن  ثمانية وثمانين عاما، تاركا وراءه سيرة عطرة وإرثا من القيم الانسانية الرفيعة التي أشار اليها معظم من عزّوا بو...

اليوم عُلّق على خشبة، جمعة/محنة غزة الحزينة-  جواد بولس

اليوم عُلّق على خشبة، جمعة/محنة غزة الحزينة- جواد بولس

الأحد 20/04/2025 14:35

قصف الطيران الاسرائيلي، فجر الأحد الفائت، مبنى المستشفى المعمداني في غزة، مما أدّى إلى تدمير وإلحاق أضرار جسيمة بمبانيه الأساسية. وأفادت مصادر في المس...

رسالة أخيرة لرئيس المحكمة العليا القاضي يتسحاك عميت - جواد بولس

رسالة أخيرة لرئيس المحكمة العليا القاضي يتسحاك عميت - جواد بولس

السبت 12/04/2025 14:06

استمعت المحكمة العليا الاسرائيلية يوم الثلاثاء الفائت لمرافعات الأطراف في قضية اقالة رئيس جهاز المخابرات العامة، الشاباك. وكانت مجموعة من الجمعيات وال...

ماذا لو أعلن العصيان المدني في اسرائيل؟

ماذا لو أعلن العصيان المدني في اسرائيل؟

السبت 05/04/2025 16:13

قبل سنوات كان مجرد تعاطي المواطن العربي في إسرائيل مع قضية العصيان المدني يعدّ شططاً سياسيا أو ضربا من ضروب المزايدة القومية الرمانسية، بينما كانت تعد...

حق الشعوب بالانتحار ولكن..  جواد بولس

حق الشعوب بالانتحار ولكن.. جواد بولس

السبت 22/03/2025 17:28

تشهد اسرائيل، هذه الأيام، آخر تداعيات الحرب الجارية منذ سنوات طويلة بين دعائم وبقايا منظومات الحكم السابق فيها، وبين كتائب "العهد القديم" الذي يعمل بن...

التطبيع مع اسرائيل، "لا أرض أخرى" في مواجهة لا رأي آخر

التطبيع مع اسرائيل، "لا أرض أخرى" في مواجهة لا رأي آخر

السبت 15/03/2025 15:08

فاز فيلم "لا أرض أخرى" بجائزة الاوسكار عن فئة الفيلم الوثائقي الطويل، خلال حفل توزيع الجوائز الذي أقيم في مطلع الشهر الجاري  في هوليود .

اسرائيل ونحن بين خراب آت وعمار بحاجة لجسور متينة - جواد بولس

اسرائيل ونحن بين خراب آت وعمار بحاجة لجسور متينة - جواد بولس

السبت 08/03/2025 21:25

تساءلت في مقالتي الأخيرة ماذا لو جرت الانتخابات الاسرائيلية اليوم؛ وافترضت أن مشاركة المواطنين الفلسطينيين فيها باتت مهدّدة لسببين رئيسين، الاول سياسة...

الأكثر قراءة

المشهد: تشييع جثمان الشابة جنان سليمان يوم غد الجمعة بعد مصرعها بحادث تلفريك في إيطاليا

الخميس 24/04/2025 21:35

المشهد: تشييع جثمان الشابة جنان سليمان ي...
محمود عباس يهاجم حماس ويطالبها بتسليم السلاح والرهائن

الأربعاء 23/04/2025 21:55

محمود عباس يهاجم حماس ويطالبها بتسليم ال...
الحكومة تصادق على  تعيين المحامي فراس فرّاج مفوضًا للمساواة في فرص العمل في وزارة الاقتصاد والصناعة

الأثنين 05/05/2025 14:46

الحكومة تصادق على تعيين المحامي فراس فر...
بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

السبت 03/05/2025 12:44

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس...
فاجعة في دير الأسد: اقرار وفاة الطفلة راحل أسدي بعد مصرع والدتها وشقيقها بالحريق

السبت 17/05/2025 07:52

فاجعة في دير الأسد: اقرار وفاة الطفلة را...

كلمات مفتاحية

حالة الطقس، الجو، ماطر، رياح برشلونة يوفنيتوس اخبار محلية محليه اعتقال اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه مسرح سخنين مهرجان ريال مدريد فالكاو ماكدونلدز مضادات حيوية وجبات سريعة توقعات الابراج اليوم الجيش الاسرائيلي حدود سوريا مدرسة الزهراء عرابة تعايد اطفال الحضانات المسنين
  • أخبار محلية
  • الرامة
  • المغار
  • عيلبون
  • دير حنا
  • سخنين
  • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
  • رياضة محلية
  • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
  • مـسـلسـلات
  • مسلسلات كرتون
  • مسلسلات رمضان 2019
  • مسلسلات رمضان 2017
  • افلام
  • افلام كرتون
  • افلام تركية
  • افلام هندية
  • فنانين محليين
  • برامج تلفزيون
  • منوعات
  • رقص النجوم 3
  • حديث البلد - موسم 7
  • تراتيل جمعة الالام
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • للاعلان لدينا
  • شروط الأستخدام
© جميع الحقوق محفوظة 2025
Megatam Web Development