في زمنٍ باتت فيه المصلحة الشخصيّة تطغى على المصلحة العامّة، تبرز مواقف تُعيد إلينا الأمل بوجود من لا يزال يحمل روح المسؤوليّة والغيرة الصّادقة على الصالح العام.
ففي مشهدٍ إنسانيٍّ نبيل، وقف رجل الأعمال الشّفاعمري شادي قائد به وقفة مُشرفة تستحق كل التقدير والثناء.
خلال قيامي بزيارةٍ ميدانيةٍ لتنفيذ مشروع مدّ خط مياه لأرضٍ خاصة، وصلت إلى المكان المُتفق عليه، لأتفاجأ بمشهدٍ يثلج القلب ويبعث الفخر؛ إذ شاهدت السّيد شادي قائد به وقد أوقف سيارته بجانب الطّريق، بعد أن لاحظ حفرةً كبيرة تشكّل خطرًا حقيقيًا على المارّة والمركبات.
لم يتردّد لحظة، بل ترجل من سيارته وتناول علامةً حمراء لتحذير السّائقين والمشاة، مانعًا بذلك احتمال وقوع حادثٍ مؤسف.
إنّها لفتة بسيطة في ظاهرها، لكنها تعبّر عن وعيٍ ومسؤوليةٍ قلّ نظيرهما، وتدل على حسٍّ وطنيٍّ وإنسانيٍّ عالٍ يستحق ان يُقتدى بها.
انظر الصّور
علامة حمراء ورسالة بيضاء
وفي المقابل، لا يسعني إلاّ أن أتوقف عند مشهدٍ آخر في مركز مدينة شفاعمرو، حيث وجّهتُ مرارًا وتكرارًا نداءاتٍ مدعمة بالصّور "الصّورة تتكلم "، إلى القائم بأعمال رئيس المؤسسة الكبرى عامر أرملي، محذّراً من خطرٍ مشابه قد يؤدي إلى كارثةٍ حقيقية
ما يزيد الطين بله رغم وضوح الخطر وواقعيّة التحذيرات، لم يتم وللأسف اتخاذ أي إجراء فعلي حتى اللحظة رغم مرو ما يزيد عن نصف عام
كما توجهت شخصيًا إلى رئيس المؤسسة الكبرى، غير أنّ النتيجة لم تتعدّ حدود الوعود والتّصريحات الجوفاء.
في هذا المقام اود أن اؤكد
إنّ ما أطرحه ليس بدافع التّجريح أو الانتقاد لأجل الانتقاد، بل من باب المسؤوليّة المُجتمعية والحرص على سلامة المواطنين.
فالنقد البنّاء واجب، والإشارة إلى التقصير ضرورة، ما دام الهدف الإصلاح والتوعية والمصلحة العامة.
ختاماً، نقولها بكل فخر:
تحية تقدير لرجلٍ أثبت بالفعل لا بالقول، أن الغيرة على المدينة ليست شعارًا، بل سلوكًا وانتماءً.
وللمسؤولين نقول: الإصلاح لا يتحقّق بالوعود، بل بالفعل الميداني والاستجابة السّريعة قبل أن تقع الكارثة.
كلّي أمل أن تلاقي هذه العبرة آذانًا صاغية.
والله من وراء القصد
[email protected]


