على جدارِ الرّوح أرسم بالكلمات ظلّ حلم مكسور، خطوطه من ضبابٍ وظلاله مُبهمة الوانه، باهتة تحمل صمتي المؤقّت الفرشاة فيه قلبي.
أرسمُ بحرًا بلا أمواج، شجرة بلا ظل، وجه فتاة غجريّة بلا عنوان وملامح مدينة تنزف أُقتحمت اسوارها، أُهينت كرامتها وتدهورت أحوالها.
تعاني من وجع هادئ لا يصرخ، بل يكتب نفسه بأصابع الخريف المُتقلّب على اسوار قلعتها المنسية على وشك الانتحار، كل لون عبارة عن حرف من حروف صبر أيوب، كل خط همسة آهات يحاول العيش بكرامة.
اللّوحة التي أريدها للعيون الّتي ترى، وللقلوب التي تسمع ألوان الصّمت وتقرأ ما بين خطوط الفراغ لوحة من عبارات تتحوّل الى ألوان، والألوان الى دمعة، والدّمعة الى نهر، والنّهر إلى بحر لا يستطع محو الجّروح النّازفة.
لا ادّعي انّها لوحة فريدة لكنّها نادرة، لم يرسمها أحد تبكي، من يجيد حلّ رموزها انّها ليست لوحة تُعرض في المعارض ونَمرُّ عليها بنظرة عابرة،
مفتاحها كلمة لم تنطق بعد، ومفتاح آخر لم افلح في إيجاد وصفه وملامحه.
[email protected]