أنا شفاعمري واعتزُّ بانتمائي إلى هذا البلد
أُمسية حافلة، جمعتنا على مائدة الشّعر والثّقافة، لنستحضر روحًا رَحلت جسدًا، لكنّها ما زالت تنبض في وجداننا قصائد واصداء.
عندما يدور الحديث عن الإبداعِ، نقف مطوّلا امام كلمات، عاجزين مهما كانت راقية عن الإحاطة بسيرة ومسيرة الشّاعر حديث المربّي ماجد عليان ابن شفاعمرو، الذي تمّ تكريمه والذي رحل عنّا في ريعان شبابه، تاركًا لنا ارثًا من الحروف المُضيئة وحكايات من الوجدان الأصيل.
ادار الأمسية بكل مهنية المربّي الكاتب زياد شليوط، بكلمة قال فيها:
" سبعة عشر عامًا مضت على رحيل المربّي، الشّاعر والصّديق ماجد مهنا عليان.
قبل سبعة عشر عامًا صباح السّابع عشر من أيلول عام 2008، رحل وهو يستعد للتّوجه إلى مدرسته، رحل عنّا وهو في عزّ شبابه وعطائه". وأضاف: " لم يكتفِ ماجد بكونه مربيّا وشاعرًا، بل كان مبادرًا، غير متقاعس أو لا مبال، يهمه مستقبل ومصير بلده، لذا فانّ القلق كان يتربّص به دائما وينام تحت جلده حتى الاحتراق، كما صوره في إحدى قصائده".
وألقى كلمة نادي شفاعمرو الثّقافي الكاتب الدكتور محمد صفوري، وجاء في كلمته:
"الى نادي شفاعمرو الثّقافي على نفسه أن تكون الأمسية العامّة الأولى تخليدًا لذكرى ابن بلدنا البار الشّاعر المرحوم ماجد عليان، لِما ترك من نتاجات أدبيّة، شعرًا ونثرًا عزّزت حضوره في السّاحة الأدبيّة محليّا وقطريّا، رغم أنّ القدر لم يمهله طويلا لمزيد من العطاء".
امّا كلمة "مؤسّسة الأفق، كانت للمحامي سامر صليبا الّذي تطرّق الى مكانة المرحوم في السّاحة التربويّة.
رئيس المؤسّسة الكبرى الخازم، تطرّق في كلمته الى علاقته الشخصيّة بالمرحوم وعائلته، مواقفه وعدد مناقبه.
ثم القى الأب الشّاعر نزيه حسون قصيدة حزينة، تُليق بمقامه والموقف.
والقى طُلّاب من المدرسة الشّاملة ألف ومدرسة العين قصائد من شعر المرحوم.
وقدّمت الطّالبة مديحة أبو حمود بعزف "النّهر الخالد "، نال اعجاب وتصفيق الحُضور.
وكانت استراحة فنيّة مع جوقة المدرسة الشّاملة ألف، بإشراف المربّي رياض شهاب.
وممّا جاء في كلمتي التي القيتها بهذه الأمسية:
كان صوت ماجد صادقًا، لا يعرف المواربة، يكتب بلسان القلب ويبوح بما يضج في صدر كل انسان.
يبحث عن العدالة والحرّية وكرامة العيش، ومن خلال كلماته منح للألم معنى راقيًا، وللألم جناحين يُحلّقان في فضاءات لا حدود لها.
انّ تكريمه ليس تكريمًا لشخصه وحده، بل هو وفاء للكلمة الحرّة واجلال للرّوح الإنسانيّة التي لم تبخل يومًا في العطاء، وظلت تنحاز للإنسان وللجمّال وللحق.
لقد ترك ارثًا من الشّعر العابق بالوجدان قصائد حملت الهمّ الإنساني، ورسمت ملامح الصُّمود ودبّت الامل، فجعلت منه رمزًا من رموز الكلمة الحرّة التي لا تنطفي.
وكانت الفقرة الأخيرة محاورة مع الكاتب رياض منصور، والنّاقد الكاتب محمد علي سعيد غنيّة بالذّكريات وتقيم دوره وأدبه في الشّعر والعروض ومسيرته التربويّة الحافلة.
وكانت كلمة العائلة لشمس عليان ابنة شقيق الشّاعر، التي شكرت كل من ساهم وعمل من اجل احياء الأمسية.
في هذا المقام أقول؛ نعم الشّعر الحق لا يموت، وانّ الشّاعر وإن غاب يبقى فينا حضورًا دائما ما دامت قصائده تتردّد عل الألسنة وتخفق القلوب.
رحمه الله وجزاء عن مدينته وأهله وامته خير الجزاء، وجعل ارثه الأدبي تضيء دروب الأجيال الصّاعدة.
[email protected]