للشعر مكانة مرموقة وكبيرة على مر الأزمان والعصور ويعتبر من أهم أركان الأدب والفنون في اللغة العربية، ويمثل رمزًا للأبداع والتميز، ونظمه ليس بالأمر السهل ولا هو مجرد كلمات وعبارات منمقة كما يعتقد البعض.
تشهد السّاحة الأدبية في الآونة الأخيرة نهضة وحركة نشطة من إصدار الكتب الأدبية والثقافية لكتاب وشعراء ونقاد، وهذه ظاهرة إيجابية مباركة تُثلج الصدر أشبهها بالتظاهرة، لا شك أنها تعود بالفائدة الكبرى على المجتمع، رقيه، وتوعيته وتحديدا الجيل الصّاعد.
رغم ما تقدم فإنّ مجتمعنا يعاني من قلة الدعم والتشجيع وشح القراء وانخفاض الوعي لدى العديد حول أهمية القراءة وانعكاسها على المجتمع في تكوين ثقافتهم وتربيتهم، وبدورنا علينا أن لا نستسلم ولا ندع الإحباط واليأس يسيطران علينا، ليبقى مداد أقلامنا سيالًا يكتب بحروف راقية وأحاسيس صادقة وبحرية مطلقة.
مباشرة، وبعد تسلمه إصداره الخامس من دار الحديث للإعلام والطباعة والنشر لصاحبها الكاتب والإعلامي فهيم أبو ركن، زارني في مكتبي الشاعر الشفاعمري ناظم حسون برفقة الزميل الكاتب فهيم أبو ركن، ليهديني كتابه "سجالات ناظمية" وقصائد أخرى، وقد كتب في كلمة الإهداء "الزميل الكاتب معين أبو عبيد تقديري ومودتي لحرفك الجميل باحترام ناظم حسون ".
بعد قراءتي للكتاب، أسمح لنفسي أن أبدي رأيي المتواضع وأقول: إن الحديث يدور عن شاعر محترف، متمكن يجيد صياغة الحرف بأسلوب ممتع، راقٍ، سلس وجذّاب.
إن مجموعة قصائده بين دفتي الكتاب "سجالات ناظمية" وقصائد أخرى تقع في 153 صفحة من الحجم المتوسط، لوحة الغلاف للفنان الكبير أسد عزي، تصميم ملكة زاهر لالا، وكلمة المقدمة من نصيب الشاعر الفلسطيني محمد حلمي الريشة تحت عنوان "كأنها فراشة دافئة تدهش ضوءا باردا ". استطاع رسم لوحة فنية مميزة سكبها الشاعر بسخاء وبحس من خبايا ذوقه وفكره النير الحضاري بكلمات بلاغية واستعارات غنية نظمها على أوزان بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري.
وهذا ما أكده الشاعر محمد حلمي في مقدمته "شاعرنا تفوق شعرا بهذه القصيدة، بالصور الشعرية ،الكلمات البلاغية، والاستعارات الغنية، فتدفقت قصيدته هذه وغيرها، إلى درجة نريد عندها أن لا تتوقف يد القصيدة عن الصعود بك، أن تُقرِئَك سلام الشاعر، وأنت تقرأُها من أعلاها إلى أدناها"
لنا موعد اليوم الجمعة في أمسية إشهار الكتاب في قاعة "إشكول بايس" في شفاعمرو بحضور نخبة من الكتاب والشعراء والنقاد وعدد من المدعوين.
ألف تحية لكلماتك الراقية وأحاسيسك الصادقة التي تعزف لحن الصفاء، وإلى مزيدٍ من العطاء.
[email protected]