نتائج الانتخابات التي جرت هذا الأسبوع لم تكن مفاجئة، ودليل قاطع على ان اليمين المتطرّف عزّز قوته وعدم تمكُّن الحزب اليساري العربي اليهودي ميرتس العريق من اجتياز نسبة الحسم مؤشر خطير يدعو الى القلق، ونحن وكما يبدو أمام بداية مسرحية سياسيّة جديدة معقدة ومركبة، مشاهدها مقلقة وقد تكون اشبه ببركان صامت قد ينفجر في كل لحظة او على وشك ثورة سيعلنها اليمين المتطرف، الأمر الذي سيمس حتمًا بالديمقراطية وأسسها وتضر بإسرائيل ونظرة العالم المتحضر لها.
باعتقادي وتحليلي المتواضع، هذه النتائج ستمس بالعلاقات والتعايش مع عرب الدّاخل وتخلق أجواء غير مريحة من جهة، وعلى تطوّرات الأوضاع في الضفّة الغربية والتي قد تتحول الى انتفاضة جديدة لا أحد يعرف نتائجها.
في هذه الأوضاع الرّاهنة، لا بد من التطرّق الى الملف الاسرائيليّ اللبنانيّ حول ترسيم الحدود، اذ يبدو ان الحكومة اللبنانية متخوّفة وقلقلة من تسلم اليمين زمام الحكم برئاسة بنيامين نتنياهو، والتي بدورها لا تستبعد إمكانية فتح الاتفاق والطعن فيه رغم ان الإدارة الامريكيّة أعطت ضمانات للبنان بعدم المس بالاتفاق بأي صورة.
من جهة ثانية، ابدت الإدارة الامريكية قلقها الشّديد من نتائج الانتخابات وصرّحت أنه من الصّعب عليها التعامل مع حكومة إسرائيليّة تضم ايتمار بن غفير وسموتريتش كوزراء.
للخلاصة، أعضاء الكنيست العرب كانوا العامل المركزي في إنجاح اليمين وفوزه بسبب عدم التوصل الى اتفاق لخوض المعركة الانتخابية بقائمة مشتركة، وفشلهم في التوصل إلى اتفاق فائض أصوات لتجعلهم يدفعون ويدفّعوننا ثمن هذه الخطوة غير المسؤولة.
[email protected]