في ساعات الصّباح قبل بزوغ الفجر، دبَّ الغضب الشّديد في واحاتِ صدري وعروقي. نهضتُ مهرولاً لأكتبَ ما يجولُ في خاطري، امسكتُ بطرفِ أناملي المرتعشة قلمي، رفيق دربي وبدأت أخطّ خاطرتي هذه.
أعترف أني كنتُ أشبه بفتاةٍ غجريةٍ، كانت ملمّة بمعرفةِ الطّالعِ وهي تنضي فناجين قهوتها الموحلة. اتّضح لي أنّها نفس الغجرية التي تغزّل بها الموسيقار كاظم السّاهر في قصيدة الحزن.
اردّد كلماتها مرارًا:" فتدخلني مدينة الأحزان ، وأرصفة الطّرقات، يمر بنا العمر فنجد أنفسنا على قارعة الطّريق، نتعلم أسوأ العادات، تلك السّاحرة الملعونة بعصاها السّحرية بألوانها الفاقعة ترحل في سماوات نجومها الخاصة إلى غير عودة. لأنّها لا تحب الرّوتين والاستقرار في عينيها وملامحها تحد كبير من يومها وأنا أحلّق بعيدًا أطوف في الأفلاك محاولاً معانقة الحرية المفقودة، أبحث مجددًا عن العدل والعدالة المفقودة، وعن عشرات الأسئلة الغامضة، لا أجد لها أجوبة، أكتب وأكتب لأداوي جروحي وجروح محيطي النّازف الذي لا يندمل ويعاني ويستغيث عذرًا من القلائل الذين يقرأون. فمجتمعنا برميته يحدق بنظرة ثاقبة على العنوان !؟
قد تكون عباراتي غالبًا مبهمة المعاني والتّفسير، وأحيانًا مشوشة تتلاعب بها ليس فقط الأقدار وإنّما مشاعري!
يؤلمني كثيرًا أن مصيرنا كان وسيبقى منسيًا كرصيف عتيق في بلد مهجور وكرسام متشرد ينصت للرّياح الصّاخبة على الشاطئ المهجور ورماله الساحرة وأشباحه المتراقصة يعاني ويندب ويصرخ اتقوا الله!
[email protected]