انت يا مُلهم الشعراء والادباء واهل الفن، الذين يرون فيك أروع لوحة جسّدتها الطبيعة، مُداوي الجروح والهموم، والصّديق الصدوق المخلص الوفيّ، تحافظ على الاسرار بكل إصرار حتى يوم الدّين وتخفي الكنوز الدفينة، اللؤلؤ والمرجان.
ماذا دهاك يوم العيد؟ كيف تجرأت ان تغدر وتغدو ضحكة امواجك المتعالية والمتأرجحة مصطنعة وقاتلة!؟ لتغرق ابًا شجاعًا في مياهك الصّاخبة، كل ما أراده انقاذ ابنته ابنة السّابعة عشرة ربيعًا من الغرقِ لتجعل حياتها تعيسة وفي صراع مع ضميرها، تكرهك ورمالك السّاحرة وتعتبرك العدو اللئيم الانانيّ العنيد.
لا يختلف عاقلان اثنان، ان تدخل وإقدام أي انسان لإنقاذ شخص آخر من أي حادث كان لا شك انه يستحق كل التّقدير والثّناء وينال الأجر الكبير، فكيف هو الحال عندما يكون الحديث عن أب قفز كالأسد الى مياه البحر القاتلة لينقذ قرّة عينه من الغرق امام اسرته ليدفع بحياته!
هذه نهاية الحادثة المأساوية، للشاب الشجاع الوفي "هاني أبو ريش" من يركا لراحلنا الباقي بيننا أقول امثالك لم تدفن في ظلمة القبر المظلم ولم تحتضنك التراب السوداء بل في القلوب والذاكرة
الرّاحل هاني أبو ريش 50 عامًا، شغل منصب نائب مدير سجن "عوفر"،
تم بحضور جمع غفير من كافة المناطق، تقدّمهم رجال دين وشخصيّات اعتبارية وعدد من زملاءه في العمل تشيع جثمانه الى مثواه الأخير في يركا اول امس وسط أجواء حزينة وغصّة في القلب ودموع سخيّة.
وكانت الكلمات التأبينية التي القيت مؤثرة جدا واضاءت جوانب من سيرة ومواقف الراحل المشرفة ودماثة مكارم خلاقه وتواضعه
[email protected]