بقلم معين أبو عبيد
في الخامس والعشرين من شهر نيسان، حيث نجتمع معًا لنحتفل بهذه المناسبة التي نترقبها بكل لهفة علينا أن لا ننسى ونتناسى ونتهرب من واقعنا المزري، ونعترف أن مشاكلنا لا حد لها ولا نعمل المطلوب والمفروض، بل نتهرب من مواجهة الحقيقة لا نجند طاقاتنا وإمكانياتنا للنهوض بمستقبل الطائفة، وعليه ووسط هذه الأجواء الاحتفالية بعد انقطاع ثلاث سنوات ورغم ما تقدم، فإنّني أدعو أبناء عشيرتي المعروفية على المستوى الشخصي والقيادة السياسية والدينية والتربوية، لتجنيد كل الطاقات الفكرية والعلمية والعمل معا وبكل ما في وسعنا لمواجهة مشاكلنا وهمومنا بعيدًا عن المصالح الشخصيّة الضيقة والهدامة ولنتحاور بأسلوب حضاري وبعقلانية بعيدًا عن لغة التجريح لما فيه مصلحة الطائفة ورقيها وخاصة الأجيال الصاعدة، التي تُعلّق آمالا كبيرة بدعمهم المستحق ليحققوا طموحاتهم وآمالهم والعيش بكرامة.
عشية الزيارة، تناقلت بعض الصحف ومواقع التواصل خبر نية عدد من الأشخاص المتطرفين، كما يبدو ينتمون إلى فكر داعش، بشراء ملابس دينية للطائفة المعروفية بهدف ارتدائها والإعتداء على المحتفلين في رحاب المقام خلال الزيارة التقليدية . وكما في كل نبأ ، هناك من يحاولون استغلال الخبر للإصطياد بالمياه العكرة وزرع بذور الشقاق والتحريض . وبعونه تعالى أغلق هذا السيناريو والمشهد المقلق وأبعاده، بعد تصريح أدلت به الشرطة مفاده أن المشتبه به شخص واحد يعاني من مرض نفسي .
خلال مراسيم الاحتفال، أثار مشاركة شخصيات سياسية موجة من الاستياء والتذمر لدى عدد كبير من أبناء الطائفة ، لاستغلال المناسبة الدينية التقليدية وجعلها ساحة للمنافسات الحزبية والتطرق بكلماتهم الى أمور سياسية بحت متجاهلين مشاكلنا وهمومنا وحقوقنا المشروعة .
شهدت الأماكن السياحية والمتنزهات في البلاد احتفالات شملت أغاني تقليدية ودبكات شعبية ، وفي مدينة ايلات تحديداً حيث سافرت مئات العائلات للتنزه، وأقيمت دبكات في مركز المدينة وسمعت الأغاني على مسمع السياح وتم نصب لاقتات في المجمعات التجارية تهنئ الطائفة بهذا العيد. (أنظر الصورة)
نعم، ما أروع وأجمل أن تلتقي الأعياد معًا وخاصة في شهر الربيع ، شهر التفاؤل والتجدد والعطاء لتتصافى القلوب.
كلنا أمل أن تعود مناسبة الأعياد على كافّة المحتفلين؛ حلول شهر رمضان المبارك، وقرب عيد الفطر، عيد الفصح لدى المسيحين والربيع والفصح لدى الشعب اليهودي وأبناء عشيرتي المعروفية بمناسبة زيارة النبي شعيب عليه السلام بحلة جديدة، كالربيع المزهر خالية من إراقة الدماء والدمار ومظاهر وأشكال العنف التعصب والتطرف، وأن نفكر بذوي الاحتياجات الخاصّة والمظلومين، نساندهم وندعمهم ونعمل على تحقيق العدالة قولاً وفعلاً ونساهم بدعم الحركة الثقافية والتربوية في كل المجتمعات.
[email protected]