الحياة رواية، فصولها طويلة صنعتها الأقدار، وما علينا سوى أن نكون قرّاء محترفين لمشاهدها وفصولها، ونقطف من بساتين الحزن والأسى وزهور الفرح قبل ذبولها.
"أتجوّل بين عالمين، أحدهما ميّت والآخر عاجز أن يولد، وليس هناك مكان حتى الآن أريح عليه رأسي". ما أروع وأصدق قول نيلسون مانديلا، وهذا هو حال معظمنا.
كم هو مؤسف أنّ عصرنا هذا يحتاج لكمية أكبر من النفاق كي يرضي الناس، نحمل أمواجًا مثقلة في صدورنا، ممّا يفسر ملوحة دموعنا ومرارة مشاعرنا؛ فتصبح ثقيلة فيّاضة، فالسفن لا تغرق بسب المياه التي تتسرب إليها، فلا تدع ما يحدث حولك يثقل كاهلك حتى يغرقك، فمن يشعل نار الغدر والحقد بين الناس، لا بد أن يأتي يوم ويحترق بلهيبها، فلا تكن كالذي كسر ساعة منبه لم تقترف أي ذنب سوى أنها أيقظته.
من لا يوافقني على أن في عمق كل منا وجعًا صامتًا كالبركان، لا يحتاج إلى حديث مطوّل يهمس في داخلنا، يحطم قلوبنا لتمتلئ مشاعرنا بالألم والدموع الساخنة، وما أقوى الدموع التي في داخلنا! وأصعبها تلك التي لا يراها من تبكي من أجله. فحاول أن لا تحزن على كل شيء فقدته، فربما لو ملكته لكان الحزن مضاعفًا وأشدّ قسوة..
تعيش الأغنام طوال حياتها خائفة من الذئب، ثم يأكلها الراعي، وعليه يتوجب علينا أخذ الحيطة والحذر ممن تمنحه الثقة، وتظنه صديقك المخلص؛ فالجبناء يموتون كل يوم مرّات قبل موتهم، والشجاع لا يذوق الموت إلّا مرة واحدة.
ذات يوم، سأقرر فراق البعض، وربما محو البعض، وسيأتي يوم لن أواجه أحدا على تقصيره وطعني مرارا، فالجميع يدرك ما فعله!
وللخلاصة، حاول أن تطبق قول مانديلا: " أستطيع أن أكون الأسوأ، لكنني أملك قلبا يرفض جرح الآخرين".
[email protected]