هذه الحياة التي أولها بكاء، أوسطها شقاء، وآخرها فناء، علمتني أن أتقبلها بكل فصولها وألوانها، وإذا لم يجد الإنسان في الحياة شيئا يموت من أجله، فإنه، أغلب الظن، لن يجد شيئا يعيش من أجله.
فالويل الويل للمرء الذي يربح كل شيء ويخسر نفسه!
هناك بعض بني البشر سوف يؤذونك، ثم سيتصرفون وكأنك أنت الذي آذيتهم!
فمن أراد البقاء فابسط له قلبك، ومن أراد الرحيل فابسط له الطريق، وعليه فالمساحات التي نبقيها بيننا وبين بعض البشر لا تعني بالضرورة الغرور أبدا، بقدر ما تعني الرغبة في استمرار التواصل والاحترام.
الطيور تأكل النمل وإذا ماتت فإن النمل يأكلها، فالظروف تتغير كما نغير ملابسنا، فعلينا أن نحرص على أن لا نقلل من شأن أحد، ونذكر ونتذكر دائما أن الزمن أقوى من كل شيء، فليس العلم أن نعرف المجهول لكن أن نستفيد من معرفته، وأن تكون واثقا من نفسك لا يعني أنك مغرور شريطة أن لا تستصغر وتستهتر بالآخرين، وأن تبكي لا يعني أنك ضعيف، وأن تبتسم لا يعني أنك لا تحمل أحزانا وهموما.
قال الكاتب مصطفى السباعي في كتابه "علمتني الحياة"
"زر السجن مرة في الحياة لتعرف فضل الله عليك في الحرية، والمحكمة لتعرف فضله في حسن الأخلاق والمستشفى في الصحة والمرض، والحديقة في جمال الطبيعة، والمكتبة مرة في اليوم لتعرف فضل الله عليك في العقل، وزر ربك لتعرف فضله عليك في نعم الحياة، وفي المأزق بكشف الطباع، وفي الفتن أصالة الآراء والحكم زيف الأخلاق والمال دعوى الورع والجاه كرم الأصل والشدة صدق الأخوة.
وللخلاصة ليس الكبير من يراه الناس كبيرا
نعم، بإمكانك هدم جبل بكامله، ولكن ليس بإمكانك إخفاء حطامه
فيا هذا، أغلق النوافذ التي تؤذيك حتى وإن كانت تطل على أروع وأجمل منظر ..
[email protected]