المعذرة لهذا العنوان القاسي والصعب الذي اُختير لقساوة القلوب، قد يدعو القارئ للاستنتاج أن كاتبه أكثر من متشائم، نعم من المفروض أن ننتظر العيد ونستقبله بكل حفاوة ورحابة صدر؛ كونه مناسبة عزيزة وغالية على المعيّدين لما له من منزلة، أبعاد وأهمية كبيرة في حياتنا، ولكي نكون واقعيين علينا أن نعترف أن العيد فقد مكانته، بل بالأحرى أفقدناه مكانته الاجتماعية، الأخلاقية والروحانية وأصبح كاليتيم مجرد يوم عادي ونقمة نتمنى أن يتعثر قدومه، أقول هذا لأسباب عدة أذكر منها؛
سيطرة المظاهر والغرور، والتقليد العشوائي، الهروب من اللمسات لاستقباله، هروب عائلات بأكملها وقضاء فترة العيد خارج البيت ،أي إغلاق البيت أمام المعيّدين وتحديدًا الأهل الجيران والأقارب بسبب الخلافات بينهم. يأتي العيد يطرق باب المعيّدين فلا يجد من يستقبل قدومه، تفتح الجراح لتعود وتنزف مجددا، جراح من الصعب أن تلتحم وكأنه التوقيت المنتظر والمرتقب لتصفية الحسابات والمعاتبة، ناهيك عن الاستياء من لغة التجريح والعنصرية وأعمال العنف والقتل وفقدان الاستقرار والراحة وسيطرة جهات بلطجية على المحال التجارية وفرض الإتاوات.
رغم ما تقدم فكلي أمل أن تشرق شمس جديدة في نفوسنا وعقولنا، شمس الحرية والتسامح لننعم بغد أفضل ونعمل معا على زرع روح التعاون لإعادة العيد وبهجته كما عهدناه بحلته الناصعة، يبعث قدومه الطمأنية والراحة الحقيقية للمعيّدين، أعاده الله على كافة المحتفلين بالخير والصحة والأمان
[email protected]