كما كان متوقعا، شهدت جلسة التصويت على الحكومة البديلة الجديدة أجواء غير ديمقراطية لا أخلاقية ولا حضارية، سيطرت عليها العصبية والتوتر وسط تبادل الاتهامات والتصريحات النارية التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء.
هذا المشهد المقلق سيحفظ في تاريخ الكنيست و يعتبر الأسوأ في تاريخها، تمّ في نهايته انتخاب رئيس حزب يمينا نفتالي بنت رئيسا للحكومة بأغلبية 60 عضوا مقابل 59 وامتناع النائب سعيد الخرومي من القائمة العربيّة الموحّدة.
شملت الحكومة الجديدة 26 وزيرا، بينهم ولأوّل مرة في تاريخ الدولة، تسع وزيرات من جمهور النساء، وكان من ضمن الوزراء الجدد ابن مدينة شفاعمرو البار، عضو الكنيست حمد عمار، من حزب يسرائيل بيتنا، ليكون وزيرا في وزارة المالية، وبذلك يكون عمار أول وزير من مدينة شفاعمرو الذي انتخب عضوا في الكنيست سنة 2009، وشغل عدة مناصب منها نائب رئيس الكنيست.
نشر الوزير عمار على صفحته بعد الإدلاء باليمين القانونيّة كلمة قصيرة جاء فيها:
"بمزيد من ثقل كاهل المسؤولية، أديت اليوم القسم كوزير في وزارة المالية، الوزارة التي تملك الصلاحيات الفعلية في تطبيق سياسة الحكومة . إنّني على علم بالآمال والتوقعات وهذا يزيدني عزمًا وإصرارًا على استمرار تنفيذ الأجندة التي أخذتها على عاتقي، ألا وهي تعزيز مكانة طائفتنا الغراء وتحقيق مصالحها. بفضل المولى وبفضل دعمكم الصادق، وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، فله الحمد والشكر ولكم الشكر الكثير والله ولي التوفيق".
كما تمّ تعيين وزير عربي آخر ، هو عضو الكنيست عيساوي فريج من حزب ميرتس، وزيرا للتعاون الإقليميّ.
هذا ويتوقع أن تواجه هذه الحكومة الضيقة كثيرًا من التحديات على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية، ومعارضة عنيفة وشرسة، تحديدًا من قبل رئيس الحكومة السابق ورئيس المعارضة الحاليّ بنيامين نتنياهو الذي، كما يبدو ما زال في صدمة وذهول جراء خسارته رئاسة الحكومة، وقد وضع نصب عينيه العمل، في المقام الأوّل، على إسقاط هذه الحكومة بكلّ الطرق والأساليب مهما كان الثمن
عيسوي فريج
حمد عمار
[email protected]