أكتب هذه الكلمات بحزن عميق، بعد أن فكّرت مطوّلا، كم هذا التصريح مؤلم، وأنا أشعر بالخزي والعار وأطأطئ رأسي خجلا، وكأني أشيّع قطعة من قلبي النازف.
أطلق صرختي مجدّدًا، بعد عشرات الصّرخات من خلال زاويتي رماح عبر الصّحف ومواقع التواصل بتقارير وخواطر مُفصلة عن واقعنا، وما يجري ويدور من أعمال عنف بلطجية وفقدان المواطن أمنه وأمانه داخل أسوار مدينتي المقتحمة، وعدم إسدال الستارة على هذه المشاهد المقلقة والمخيفة.
عيون أطفال مدينتي شاردة ضائعة تبحث عن بصيص أمل، ضحكاتهم وأهلهم مختلقة،
أحياؤها، حوانيتها، شوارعها، بريدها تلملم جراحها، قلعتها رمز تاريخها أشبه بالخربة، تراب أرضها تصرخ وتستغيث من ثقل عجلات القطار المرتقب .. وأصحابها مهددون بالتنازل عنها وكادت صرخاتهم تحيي رفات جدودهم، ولا حول ولا قوة لهم!
وأنا أتساءل: ما هذا الذي حل بنا؟ وما هذه الأوضاع المأساوية التي وصلنا إليها يا بهوات، أصحاب المقامات وصانعي القرار؟! كفى بكم تفكيرًا في تغير العالم، فكروا في تغيير أنفسكم، لقد دق ناقوس الخطر الحقيقي، ونحن نلعب في الوقت الضائع وفيه قد تحدث المعجزة.
راجعوا ضميركم الميت، واعلموا أن الحق والحقيقة كالشمس تشرق كل يوم، وإن غطّاها السحاب تقشعه وتظهر بعد حين، التاريخ شاهد ولا ينسى! ومصيركم الهلاك والموت البطيء،
فقد ولى الزمن الذي كان فيه أهلنا يخافون علينا من الغربة، وأصبحنا نحن في غربتنا نخاف عليهم من الوطن وأمثالكم، فمن الطبيعيّ أن ترى السفينة في الماء... لكن من الخطر أن ترى الماء في السفينة، كما هو حالنا، فإلى متى؟!
[email protected]