يعرف المراهقون دائمًا بمزاجيّتهم، ثورتهم، حبّهم لنفسهم وأحاسيسهم الجيّاشة، لعلّ كلّ هذه المشاعر عاديّة إلّا أن الشعور بالكآبة تصرّفٌ خطير يصيب العديد وقد يمتدّ لأشهرٍ. تعرّفي معنا إلى ظاهرة الكآبة التي تصيب المراهقين وإلى عوارضها.
الكآبة تتخطّى المزاجيّة
لم تكن المزاجية يومًا دليلًا على الكآبة ولا النوم مطوّلا ففي الواقع يحتاج المراهق في هذا السنّ إلى النوم المطوّل ذلك نظرًا إلى صعوبة النوم باكرًا لديهم. فكيف يتمّ التمييز بين الركود من جهة والكآبة عند المراهقين من جهةٍ أخرى؟ من عوارض الكآبة الأكثر شيوعًا النقص بالشهيّة، الأداء المدرسي الضعيف، عدم القدرة على التركيز، عدم الإكتراس بالنشاطات الاجتماعية العادية. في الخلاصة من الضروري الانتباه جيدًا إلى كثافة هذه العوارض، فإن دامت أكثر من أسبوعين أو ثلاثة من المهمّ عدم تجاهل هذه الحالة.
لا وجه أساسي للكآبة
ينهمك الكثيرون بخلق فئاتٍ وقوالب معيّنة للأمراض النفسية من عوارض وتجليّاتٍ، وبالتالي يظنّ البعض أنّ القالب المصاحب للكآبة لدى المراهقين يتضمّن المشاغبين أو المنعزلين. ولكنّها فكرة خاطئة إذ أنّ الكآبة لا تقتصر على فئاتٍ معيّنة.
العوارض تتداخل
إنّ عوارض الكآبة تدخل ضمن صورةٍ أكبر مثل الشعور بالقلق والشجن أو ترد معها بطريقةٍ متزامنة. في الواقع تمّت الملاحظة أن عدد المراهقين الذين يعانون من عوارض القلق إلى تزايد. قد يعود السبب إلى الضغط المدرسي ومحاولة خلق توازن بين المدرسة، النشاطات الاجتماعية والتمارين الرياضية. في حالاتٍ أخرى قد تكون الكآبة المشكلة الرئيسيّة فحاولوا التمييز!
يمكن معالجة كآبة المراهقين
يظنّ العديد أنّ الكآبة صعبة المعالجة ولكن يمكن أن تعالج بطريقة خفيفة عبر علاج السلوك في مدّة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع بحيث تتمّ مساعدة المراهقين على التواصل مع الحياة بشكلٍ فعّال. فمثلًا إن تغييرًا واحدًا في حياة الفرد قد يبعد الكآبة ويخفّف الألم النفسي، فإن كان حضور تمرين ما يسبّب التعب للولد على سبيل المثال يمكن تأجيله لفترةٍ لاحقة، إذًا بخلاصة من الضروري إحساس المراهق أنه هناك سبيلًا للتقدّم والتحسّن.
كيف يمكن للأهل المساعدة؟
من الضروري عرض المراهق على إختصاصي أولًا لتعيّن حالته، ولكن في حال رفض ولدك الموضوع رفضًا قاطعًا حاولي استشارة معالج نفسي بنفسك ليعرّفك إلى الكآبة وجوانبها ويسلّحك بما تحتاجينه.
[email protected]