موقع الحمرا الثلاثاء 26/08/2025 06:28
القائمة
  • أخبار محلية
    • الرامة
    • المغار
    • عيلبون
    • دير حنا
    • سخنين
    • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
    • رياضة محلية
    • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
أحدث الأخبار
  1. الرئيسية/
  2. مقالات وخواطر/
  3. جواد بولس/
  4. عندما سألني مرسيل : كيف استقبلت فلسطين عامها الجديد / بقلم جواد بولس/

عندما سألني مرسيل : كيف استقبلت فلسطين عامها الجديد / بقلم جواد بولس

نشر بـ 08/01/2021 17:39 | التعديل الأخير 08/01/2021 17:43

 كان كالغريب يصحو من ليل جزيرة بعيدة يستقبل عامًا جديدًا بفرح فجر أنيق يذكره بوطن ظل لديه، كما كان، شهوة وحشية وعبيرًا منثورًا في جنون النايات وفي خضرة الأناشيد؛ بادرني، بلكنته العمشيتية، وسأل، وهو ما زال في فراشه، وشعره المتمرد يشي بتباريح قلقه المزمن: "كيف استقبلت فلسطين عامها الجديد .. وكيف كانت ليلتكم؟ "

فاجأني صوت مرسيل خليفة وصعقني بسؤاله ؛ فسكتُّ، عساني ألملم أصداء العتمة عن أهدابها وأعيدها شموسًا لمن "غنى فقرة حب لعينيها.. واحبها حب القوافل، واحة عشب وماء". حاولت أن أجد وردته في بطن السراب، لكن السماء فوقنا كانت رصاصية وروائح التيه والغبار تملأ الفضاء وتسد رئتينا. ظلّ هادئًا وبسمة مطمئنة نبتت على حافة شفتيه؛ فالموسيقيون الكبار، كالشعراء الكبار، حاذقون باخفاء مشاعرهم الخاصة عن الناس، وببذرها أشعارًا وألحانًا على وجه الارض، التي لولاها، لولا هسيس الحرف وغنج الكمنجات، لبقيت ، الأرض، مجرد تراب وطين، ولما أصبحت عروسًا يحنّ جميع الناس الى دفء حضنها. 

لم ينتظر اجابتي، فهو يعرف كيف يستفز صداقتنا وكيف لا يحرجها حتى التعب. بدأ يصف كيف قضى ليلة رأس السنة في مدينة "سيدني" الاسترالية، فقال: "أضأنا الشموع وملأنا البيت بأصص أزهار بديعة. كانت الأبواب مشرّعة على الريح وكانت ليلة حميمة بكل الأصوات والشموع والأزهار الباهرة، وكأننا جئنا من كوكب آخر بالأسود والأبيض مع نظرات طفولية مشرقة وملونة توزع اشعاعها علينا". حاول أن يكون معي واقعيًا؛ فالخيال ضروري في الفن، لكنه يفسد دور الأمل في الحياة، خاصة اذا تمادى فإنه قد يوصل حامله الى الجنون. أصغيت إلى حنايا صدره وسمعت في صوته تمرد الحنين، والتوق الى الخلاص من الحياة على ظهر عود يحمل صاحبه من رصيف ميناء قديم الى شتاء منفى لا ينتهي.

نحن في فلسطين لم نجد عيدنا بعد، ولا حتى صورته في المنافي؛ فالبهجة تصير وفق قوانين الهزيمة ترفًا؛ والغدر، اذا هام القطيع في زمن القهر، صار علامة من علامات "الرجال" ؛ والوفاء، في زمن التذلل والرياء، صار نثارًا يفرَّق في أسواق النخاسة والخيانة. كيف تسألني، يا رفيقي، عن عام فلسطين الجديد وأنت ابن حلمها الزائغ، وذاك الغجري الذي لم ييأس، فحمل فلسطينه فراشة ملونة وصوته محراثًا من ماس وأمسك بأثداء الدنيا ولم يبكِ إلا عندما غرقت نجمته وسقط من فوقه القمر.

 هل تتذكر، ونحن على مشارف مقام جبران، صاحب النبي ، في ضيعة بشرّي، ما قلته لك عن فلسطين التي أضعناها على قرني مذبح، وخذلناها عندما تنازلت فصائلنا  عن "بيض صنائعنا .." وتمترسوا كلُّ وراء بندقية وخندق ؟ وهل تتذكر كيف قلت لك اننا صرنا مثلكم في لبنان، قبائل ونحلاً وأقوامًا تطفىء أحلام أقوام وينهشون أجسادهم؛ فلا بطل يوحّد شعبنا كله ولا أناشيد تجمعنا، ولا لغة تلمنا، و"شاعرنا"، وان عُدّ علمًا في سماء الكون كله، ترفضه بعض القبائل وتحاربه بالدعاء وبالسيوف؛ والفنون جميعها، وان لا يهزمها الموت، هي في عرف البعض بضاعة غربية نجسة لا يمارسها سوى الفسَقة والموتورين.

لا أريد أن أكون قاسيًا على حلمك، لكنك تعرف كيف إذا صار الوطن مصيدة والبشر أفاعي والاصدقاء خناجر تُدق في الظهور ، وكيف اذا  تحوّلت حواكير طفولتك الى ميادين لحروب العصابات الخسيسة وكيف اذا صارت "هياكلك" مراتع للسماسرة ولبائعي الحمام.

أعرف كم تحبوننا، نحن الفلسطينيين، بشكل عام، وعرب الجليل والمثلث والنقب على الخصوص، وتُكبرون مسيرة بقائنا في الوطن، رغم أنه بدا مستحيلًا بعد حلول النكبة؛ واعرف اننا اكتشفنا بعضنا عندما التقينا مرارًا على ارصفة الصداقة الخالصة في بلاد الله الواسعه، واجتمعنا حول قنديل درويش اعطاك روحًا فطيّرتَها موسيقى ونشوة على اجنحة الملائكة؛ ومرّة أخرى حين زرنا لبنانكم قبل بضعة أعوام فتأكدنا أنكم الأقرب إلى جليلنا، ظهرِ جنوبكم الأصفر ؛ وعندما وقفنا في بعلبك على مسرح "باخوس" عرفنا متى وكيف زرع الحب في صدوركم ونبتت البهجة في عروقكم يا أهل لبنان، وعندما زرنا غابة "أرز الرب" فهمنا ما قصده الشاعر يونس الأبن حين قال: "مين بيقول السما بعيده ؟ بمدّ إيدي بطالها بإيدي".

ما زلت اذكر حين حضرت في ذلك الصباح باكرًا واصطحبتني لنمضي معًا يومًا كله مرسيل والحنين. بدأنا في زيارة لميناء جبيل ولسوقها، وأخبرتك، ونحن نشرب القهوة مع صديقك الأب جان جبور ، عازف العود البارع بشهادتك، انها تشبه "عكانا" تمامًا ؛ فضحكت، وكأنك لا تصدقني، لانه، كما افهمتني، لجبيل لا يوجد مثيل! ثم وصلنا الى عمشيت فادخلتني الى حاراتها وشوارعها وحدثتني عن بداياتك وعن أول الحب وأول الأسئلة الكبيرة وأول الغصات وآخر الفرح؛ ثم توجهنا الى بيتك، وهو بيت العائلة القديم، فرويت لي كيف رحل والدك وأنت منفيّ، فحُرمت من وداعه ومن حضور جنازته. كنا نقف على شرفة البيت التي تطل على التاريخ وعلى حديقتكم الخضراء الجميلة ووراءها في الأفق البعيد شاطيء عمشيت الازرق الصافي،  وفجأة توقفتَ عن الكلام وبقيتْ الأغصان وحدها تهمس، فنظرتُ الى وجهك فلم أجد أي تعبير عليه إلا بقايا ألم عتيق وعميق وشوق الى تناهيد الجرود العاشقة. سمعتك تقول بصوت خفيت لطالما عبّرت فيه عن وجعك:  "يا خيي لقد قتلوا فينا القدرة على الفرح .. لقد شوّهوا فينا سر الطفولة وأطفأوا بهاء العمر" .

اليوم وانت تسألني عن عام فلسطين الجديد وعن ليلتنا في رأس السنة، تذكرتك واستحضرت نتفًا من حديثنا عن كيف سرقوا منا ايضًا في فلسطين  تلألؤ البهجة وفيض النور، وعندما  قرأت ما كتبتَ على صفحتك في نهاية العام المنصرم، احسستُ أنني مثلك مسافر في غربة دائمة وأنني أشعر مثلك أيضًا بالعطش، فتمنيت لو استطيع ان اخترع لنفسي "لقاء ما في قلب الذاكرة القريبة".. ولكن ..

الزيت في قناديلنا ينفد والعتمة بدأت تلفنا، فنحن، وبعد ان نجونا من لعنة تهجير قسري، نعيش واقعًا هو المنفى بعينه، ونحاول مثلك أن نخترع الذكرى كيلا نقف على عتبات اليأس والمستحيل .

أعرف كم هو صعب هذا الكلام عليك، هناك في تلك الجزيرة النائية، وأنت تحاول بناء عرائش الأمل من خيوط حرير فجر ناعس وسلالم موسيقاك، وتقيم للنور مقامات من الحب  والجلنار؛ ولكنك ، وأنت صاحب الغيم، تعرف أيضا أنّ "الحياة هي الأشهى لولا طنين النهاية" وأن "الفرح ومضة تبدّد دامسًا غميسًا وتمضي" ، كما كتبت بحدسك موخرًا رغم اغواءات رمل تلك الجزيرة وهو ينفذ هناك على الضفاف البعيدة، من أصابع الزمن.  صدقني ان الناس في بداية هذا العام في فلسطين فعلوا ما يفعله العرب، اجترّوا حشائش مرابعهم القديمة، وجلسوا يربتون على اكتاف تمائمهم وينتظرون من سينشلهم من بئرهم السحيقة. أما نحن، عرب الداخل، كما تحبون أن تُسمّونا، لم نتمرّد إلا قليلًا،  فهنالك بيننا من يريدنا أن نصير مثل كلّ العرب تمامًا، حداة وراء القوافل واذنابًا على القوافي ..

فاهدأ حيث أنت وأهنأ وبجانبك براعم الوعد ونواره، واشعل معهم ليلك حتى تمتليء صحراؤك نجومًا وواحات من نخيل وعسل؛ وانتظر فلسطينك، مثلنا، بصبر السنابل؛ وشق وحشتك واطلع منها  "كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة" ؛  فأنت عاشق الحرية، وانت الغجري الذي من سلالات "باخوس" وسيد النشوة، وأنت أجمل الذكرى وقاهر الندم. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]

تعليقات

إقرأ أيضاً


بنيامين نتنياهو ورؤيا اسرائيل الكبرى  جواد بولس

بنيامين نتنياهو ورؤيا اسرائيل الكبرى جواد بولس

الأحد 17/08/2025 20:20

أكّد بنيامين نتنياهو خلال مقابلة صحفيه أجراها مع فضائية i 24  الاخبارية يوم الثلاثاء المنصرم على "انه مرتبط جدا برؤية "إسرائيل الكبرى، التي تشمل فلسطي...

السابع من اكتوبر، البداية والنهاية !  جواد بولس

السابع من اكتوبر، البداية والنهاية ! جواد بولس

الأحد 10/08/2025 21:46

يتعاطى الاعلام الاسرائيلي، هذه الايام، أبعاد قرار بنيامين نتنياهو احتلال قطاع غزة ويتساءل حول مدى جدّيته، وكأنّ ما جرى ويجري على أرض غزة، منذ أن اجتاح...

أيمن عودة ، قائد مشتبك ليس بحاجة الى تلميع !  جواد بولس

أيمن عودة ، قائد مشتبك ليس بحاجة الى تلميع ! جواد بولس

السبت 19/07/2025 18:22

أسقطت الهيئة العامة للكنيست مساء الاثنين الفائت اقتراح اقصاء النائب أيمن عودة، رئيس قائمة الجبهة والعربية للتغيير، بعد أن فشل المبادرون للاقتراح في ال...

إقصاء أيمن عوده من الكنيست بداية لرحلة صيد طويلة - جواد بولس

إقصاء أيمن عوده من الكنيست بداية لرحلة صيد طويلة - جواد بولس

الأحد 13/07/2025 22:24

تعتبر محاولة اقصاء النائب أيمن عودة، رئيس قائمة الجبهة والعربية للتغيير ، من الكنيست قمة في سياسة ملاحقة المواطنين العرب في اسرائيل، وانتصارا ساحقا، ف...

توفيق زياد، نناديكَ  - جواد بولس

توفيق زياد، نناديكَ - جواد بولس

السبت 05/07/2025 14:18

تحل اليوم ، الخامس من يوليو، الذكرى الحادية والثلاثون لرحيل توفيق زيّاد. ورغم ضجيج الغبار وحطام الوقت، أرى صورته أمامي وأسمعه، هناك عند حفاف المدى، يص...

بين مذبحة كنيسة "سيدة النجاة" ومذبحة كنيسة "مار الياس" المسيحية الشرقية قد هزمت - جواد بولس

بين مذبحة كنيسة "سيدة النجاة" ومذبحة كنيسة "مار الياس" المسيحية الشرقية قد هزمت - جواد بولس

السبت 28/06/2025 17:15

أثار الاعتداء الإرهابي الدموي الذي نفذ يوم الاحد الفائت على كنيسة "مار الياس" في حي دويلعة في العاصمة السورية دمشق  موجة من ردود الفعل المستنكِرة والر...

ماذا لو بقي فيصل الحسيني حيا ؟ جواد بولس

ماذا لو بقي فيصل الحسيني حيا ؟ جواد بولس

الأربعاء 11/06/2025 15:39

في الكويت ، قبل أربعة وعشرين عامًا، رحل فيصل الحسيني بهدوء. هدوء سكن طبعه وهو حي ورافقه في كل معاركه ضد الاحتلال الاسرائيلي، تلك التي خاضها في شوارع ا...

لا اعداء دائمين في السياسة  - جواد بولس

لا اعداء دائمين في السياسة - جواد بولس

الأثنين 19/05/2025 21:26

منذ لحظة اعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، يعيش العالم حالة من القلق وعدم اليقين. وقد ساعدت تصريحاته المتتالية، في شؤون السي...

فلسطين في "العناية المكثفة" وشعبها في "حالة ذهنية" مستعصية -  جواد بولس

فلسطين في "العناية المكثفة" وشعبها في "حالة ذهنية" مستعصية - جواد بولس

السبت 10/05/2025 19:20

يبدو أن مخطط حكومة نتنياهو ازاء مصير قطاع غزة والضفة الغربية اكتسب دفعة جديدة بعد اجتماع  "المجلس السياسي والامني" المصغر، الذي انعقد يوم الاثنين الفا...

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

السبت 03/05/2025 12:44

أعلنت "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين"، الناشطة بين فلسطينيي الداخل، عن تعليق/ الغاء مسيرة العودة، التي كان من المزمع تنظيمها، هذا العام، إلى أراضي قري...

الأكثر قراءة

د.اشرف ابو شقارة: المسنون والأطفال والحوامل ومرضى الأمراض المزمنة هم  الفئات الأكثر عرضه لخطر موجات الحر

الأحد 10/08/2025 14:54

د.اشرف ابو شقارة: المسنون والأطفال والحو...
انتخاب الأستاذ مجيد فراج مديراً للمدرسة الابتدائية على اسم الشاعر سميح القاسم في الرامة

الخميس 21/08/2025 19:54

انتخاب الأستاذ مجيد فراج مديراً للمدرسة...
ألف مبارك تخرج الدكتورة مجد نورالدين الوريكات

الأربعاء 30/07/2025 20:15

ألف مبارك تخرج الدكتورة مجد نورالدين الو...
ساجور: مقتل الشاب ساهر ابراهيم (29 عامًا) اثر تعرضه لاطلاق نار في الرامة

الأثنين 04/08/2025 18:00

ساجور: مقتل الشاب ساهر ابراهيم (29 عامًا...
بريطانيا تقرر الأعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل

الثلاثاء 29/07/2025 22:00

بريطانيا تقرر الأعتراف بدولة فلسطين في س...

كلمات مفتاحية

متطرفون يهاجمون رئس دولة اسرائيل لإدانته حرق الرضيع دوابشة دير حنا الشرطة اخبار الشمال زراعة رأس جسد اخر فقر الدم الطفل اكل طعام تغذية النائب زهير بهلول يبرق برساله مستعجله وزير التربيه التعليم نفتالي بينيت اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه عيلبون مركز الموهوبين خطوات الم الخصيتين جواد بولس أيوب قرا لقاء حصري مسرح سخنين مهرجان
  • أخبار محلية
  • الرامة
  • المغار
  • عيلبون
  • دير حنا
  • سخنين
  • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
  • رياضة محلية
  • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
  • مـسـلسـلات
  • مسلسلات كرتون
  • مسلسلات رمضان 2019
  • مسلسلات رمضان 2017
  • افلام
  • افلام كرتون
  • افلام تركية
  • افلام هندية
  • فنانين محليين
  • برامج تلفزيون
  • منوعات
  • رقص النجوم 3
  • حديث البلد - موسم 7
  • تراتيل جمعة الالام
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • للاعلان لدينا
  • شروط الأستخدام
© جميع الحقوق محفوظة 2025
Megatam Web Development