في ساعات الليل المتأخّرة والنجوم تراقصني أسطر كلمتي بمناسبة نهاية السنة.
لا أشعر بأي ثقل ولا بغصات أليمة في واحات صدري، ولا انسداد أوردتي وانقطاع أنفاسي مجددا لكني نعم، أشعر أني في سباق مع الزمن، سباق يختلف عن غيره، مساره متعب وطويل، أعدو فيه للوصول...عبثا! لا يبشر خيرا ويخفي أسرارا ورموزا.
أعزف على أوتار أحلام يناير بمشاعر ممزوجة مليئة بالتفاؤل والآمال لتحقيق مزيد من الإنجازات، وغد أفضل في مجالات الحياة ومرافقها، بعيدا عن الغرور وبكل شفافية ومصداقية بلغتي وأسلوبي الخاصين، محاولا أن أتناسى وأنسى مشاهد ومواقف.... أعود إلى ذاكرتي شبه المتمردة أترنم على ضجيج أفكاري لتذكرني بيوم الثالث من ديسمبر من تلك السنة، حينها عانيت من انسداد شراييني ونزيف نبضات قلبي المتسارعة لتدور في مخيلتي قصص وحكايات من الماضي وكأني ألقي خطابا على فراش الموت، وعيناي الدامعتان تحملقان بكل ما يحيطني وكانت نظراتهما مسلّطة على أولادي وأمهم وحفيدي أيهم لتحل لغة الصمت المطلق والنظرات المتبادلة.
الأيام والسنين تمر كلمحة بصر، ريح عاتية مجنونة فقدت اتجاهها أخذت معها كل الذكريات المرة والحلوة وبعثرتها فوق السحاب المتراكم لكنها لم تستطع أن تمحي بعضها أو تطوي صفحتها؛ لأن جرحها لا يندمل كباقي الجروح ويبقى عالقا في الذاكرة.
أتوسل لله سبحانه وتعالى أن تمر الأيام المتبقية من ديسمبر لنستعد ونستقبل بترقب حذر ولهفة قدوم يناير على أمل أن يبشر بولادة فجر جديد يرسم البسمة البريئة على وجوهنا وأطفالنا التعساء ويدب الأمل والآمال ويزرع في قلوبنا معاني التسامح والألفة؛ لنطوي صفحة المعاناة والآلام ومشاهد العنف وإراقة الدماء، وننصر المظلوم، ولتحل محلها آمال ملموسة على أرض الواقع لا تشبه ما تقوله النجوم وعلماء الفلك.
اللهمّ نسألك أن تجعلنا عبادًا أبرارا وامنحنا أفكارا ورغبات طاهرة وحياة هادئة مثمرة تثبتنا على طريق الإيمان، واحفظنا من السقوط الوشيك، وأشرق بنورك وبرك على أيامنا القادمة، واجعل هذا العام عام عطاء وتسامح وسلام لكل من يؤمن بالعدالة ويحارب الظلم والعنف.
[email protected]