نعم، لا يختلف عاقلان، من حيث المبدأ والمنطق، أنّه يحق لكل إنسان أن يرى خطأ أو عيبا أو ظاهرة سلبية لشاعر، كاتب، مدير، ورئيس، وأن ينتقدها ويحدد موقفه، وطبعا عندما يكون النقد مبنيًّا على حقائق ووقائع وهادفا للتوعية والإصلاح ووضع حد للظواهر السلبية التي لا تخدم مصلحة المجتمع ورقيه.
والنقد، كما هو معروف، ثقافة، وعليك، وأنت المقصود، أن تتقبله بكل ترحاب، أعجبك أم لم يعجبك، ولا يحق لك أن تكسر قواعده وتتصرف كما يحلو لك، وتتكلم عن المظاهر وأنت سيد المظاهر، هدفك وجُلّ اهتمامك السعي وراء المثالية وتعزيز الذات ونشر صورتك يوميا في المواقع من خلال تكرار نشر نفس القصيدة أو المقالة أكثر من 7 مرات! ثم ترفض النقد المبني على حقائق علما أنه كشف خداعك وأسقط قناعك، وكأن الناقد أجرم بحقك، فوصلت لدرجة التهديد بدراسة إمكانية تقديم شكوى بتهمة القذف والتشهير؟! أي اتّباع سياسة كمّ الأفواه والتمسك بعقلية رجعية لا تتطابق مع كونك كاتبا وشاعرا معروفا
وأنت تعرف حق المعرفة أن الكتب والأديان السماوية حافلة بصور النقد.
وهنا يحضرني قول أبي الطيب المتنبي عندما قال في قصيدته التي ألقاها في حضرة سيف الدولة الحمداني
"أنا من نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعَتْ كلماتي من به صمم"
في هذا المقام، أترك المجال لأمثالك الموجّهة لهم هذه المقالة والمقولة التبصّر فيما يفعلون، أي لكتّاب تعزيز الذات الذين يخلقون لنا ولهم عوالم من الخيال نحلم بها، ونعيش بعض اللحظات لكننا نكشف نواياهم الخبيثة، خداعهم، وألاعيبهم، إنّهم يكذبون الكذبة ويصدقونها.
فهل تعتقد أن عثورك على بعض الأخطاء المطبعية أو ما وقع منها سهوا، من شأنه أن يغطّي على أسلوبك ونهجك الفاضح؟! تكرار نشر نفس الموادّ! معتقدا أنك تخدع الآخرين، لكنك في الحقيقة لا تخدع إلّا نفسك وما تبقّى من ضميرك إذا تبقّى!
حريّ بك أن تقف على هذه المحطة مطولا لتتحرر من هذه العقدة والظاهرة التي تسيطر عليك وتفتح صفحة جديدة ناصعة البياض.
فيا كبير، لا ترفع على الخلق هامتك المزيفة حتّى لا يراك القارئ تافهًا ومسكينا.
كفى غرورًا، تباهيًا، وتفاخرًا! فقد ذاب الثلج وبان المرج!
فملأى السنابل ينحنيْن تواضعًا والفارغات (أمثالك) رؤوسهن شوامخ
لا تكنْ كصاعد الجبل يرى الناس صغارا، ويراه الناس صغيرا .
[email protected]