على الإنسان أن يعرف قدر نفسه ليجد الرّاحة، فالجهل هو الوجه الآخر للعبودية. ليس بالضرورة أن يكون المظهر الأنيق والخارجي دالًا على جوف وأعماق الإنسان، فقد يبدو صاحب المظهر الجميل والأنيق متّزنًا، واقعيًّا، يتكلم بلغة التسامح، يعيش آلام وأحزان الغير، يدافع عن الحق ويعمل على تحقيق العدل والعدالة، يحارب الجهل والظلم، لكن الحقيقة عكس كل هذا وكل هذه الصفات بريئة منه.
بينما تحت قناع العفوية تستتر شخصية ملونة، مختلفة، خدّاعة، غرورة، قد تنجح بخداع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكن لا يستطيع خداع كلّ الناس كلّ الوقت. له تقول زاوية رماح: أنتم من تعفّن قلبه داخل أضلعه ومات ضميركم الذي فقدتموه، ولا شك أنكم تنتمون إلى فئة الحرباء بكل وجه.
نعم، الجبناء يهربون من وجه الخطر والخطر يهرب من وجه الشجعان. نعم عليكم وقبل فوات الأوان أن تطلبوا الاعتذار من كل من خدعتم وظلمتم وأسأتم إليه، إن كان عمدًا أو عن غير قصد؛ فالموت ليس مصيبة ولكن أن تعيش بقناع الغرور هو بمثابة الموت البطيء، فاعمل على أن لا تكون هذه نهايتك.
الحياة رواية جميلة، علينا قراءتها حتى النهاية، لا تتوقف أبدًا عند سطر حزين! فقد تكون النهاية رائعة. فطالب الدنيا، كما قال ابن المقفع: " كشارب ماء البحر كلما زاد شرابًا ازداد عطشًا".
[email protected]