سياسة هدم البيوت في الوسط العربي، مشهد مؤلم، لا أخلاقي، حضاري ومسلسل يعيد نفسه. ناتج عن سياسة عنصريّة هادفة الى التّضيق، وضع العقبات، الحواجز امام تطور ورقي المجتمع العربي والسيطرة على الأراضي التي يمتلكها والتي ورثها عن ابائه واجداده، وتأتي هذه السياسة بذريعة البناء الغير مرخص، فيما تتعمد الحكومة بسياستها عدم توسيع مسطحات البناء في القرى والمدن العربية، بالرغم من أنّ نسبة المواطنين العرب حوالي 20%، ولكنهم يمتلكون حوالي 4% من الأراضي، وما يزيد عن نصفها يحذر استعمالها أو البناء فيها وتطويرها، إذ تشير الاحصائيات أنّ حوالي 80 ألف منزل عربي في البلاد مهدد بالهدم.
صباح الأربعاء من هذا الأسبوع قامت آليات هندسية ضخمة معززة بقوات من الشرطة وبصورة مفاجئة بدون سابق انذار بعملية هدم لمنزلين في حي الفوار في مدينة شفا عمرو. بالإضافة الى منزل ثالث تم هدمه يوم الثّلاثاء، وخلال عملية الهدم حاصرت الشّرطة المكان ومنعت المواطنين من الاقتراب والخروج من المنطقة، الأمر الذي أدى الى تفاقم وتوتر الوضع. وفي أعقاب حالة التّوتر، التّذمر والاستياء العارم وحالة الغليان التي شهدتها المدينة، عُقدت جلسة طارئة واجتماع احتجاجي في بلدية شفا عمرو، بحضور رؤساء السّلطات المحلية، لجنة المتابعة، أعضاء كنيست، ناشطين ومواطنين من البلدة وخارجها، ساد جو من التّوتر والقلق الشّديد، وشهدت البلدية وضع محرج، اخلال بالنّظام ،الاعتداء على مبنى البلدية ومحاصرة المجتمعين الذّين عبّروا عن سخطهم واستيائهم.
وقد استنكر المجتمعون عملية الهدم وتم اتخاذ قرار بإعلان الاضراب العام في المدينة وتشكيل طاقم من المهنين من أجل بحث الآلية القانونية لإعادة بناء المنازل وايجاد حلول لمشاكل البناء الغير مرخص. بالإضافة الى انشاء صندوق دعم مالي وجمع التّبرعات من أجل إعادة بناء المنازل، واحتل هذا الموضوع صدارة مواقع التّواصل على اختلافها التي شهدت استنكارات على كافة الأصعدة.
رئيس لجنة المتابعة ابن شفاعمرو محمد بركة المعروف بمواقفه المشرفة وصف هذا العمل بجريمة نكراء كبيرة تقوم بها الحكومة اتجاه المجتمع العربي، وأنّه علينا أن نكون مستعدين وموحدين لمواجهة مثل هذه العمليات، وهذا الوضع يتطلب من كل فئات المجتمع العربي والشّفاعمري أن يكون موحدًا بكافة انتماءاته ، مكوناته وامكانياته لمواجهة هذا الخطر وطبعًا تنفيذ القرارات التي اتخذت.
النائب حمد عمار ابن شفاعمرو استنكر هذه العملية وأكّد أنّه سيعمل قصار جهده للمساعدة في إيجاد الحلول مع المؤسسات الحكومية.
رماح تضم صوتها إلى موجة الاستنكارات العارمة وتعتبر هذا العمل غير حضاري ومن شأنه أن يؤدي إلى خلق جو من التّوتر، الكراهية والحقد ولا يخدم السلام والتعايش، وعلينا التصدي له بكل الوسائل والامكانيات.
[email protected]