أوضح تيسير خالد ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن الخيارات السياسية أمام الفلسطينيين باتت واضحة ومحددة أكثر من أي وقت مضى وأنه لم يعد أمامهم بعد التحولات الواسعة التي طرأت على سياسة الادارة الاميركية ودعمها غير المحدود وغير المسبوق للسياسة العدوانية الاستيطانية لدولة اسرائيل وتنكرها المطلق للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وحصرها في الحدود التي وردت في وعد بلفور المشئوم وصلك الانتداب على فلسطين ، غير تغيير قواعد الاشتباك مع سياسة الادارة الأميركية وسياسة حكومة بنيامين نتنياهو وعدم إضاعة الوقت بسياسة انتظارية لا جدوى منها والبدء بتنفيذ قرارات المجلس الوطني الفلسطيني والمجالس المركزية وقرارات اللجنة التنفيذية بشأن تحديد العلاقة مع اسرائيل وبدء الاعداد لعصيان وطني شامل في وجه الغزاة والمعتدين باعتباره الخيار السياسي الرئيسي والجوهري للتحرر من الاحتلال وإنجاز الاستقلال ، خاصة بعد أن اصبح واضحا طبيعة التسوية السياسية ، التي تدعو لها الادارة الاميركية ويدعو لها المطبخ السياسي المتفق عليه بين حكومة اسرائيل والإدارة الاميركية ( كوشنير ، غرينبلات ، وفريدمان ) والمعروفة بصفقة العصر أو( صفعة العصر ) التي اغلقت الابواب تماما امام حل تفاوضي متفق عليه في المدى المنظور وأطلقت العنان لسياسة التهويد والتطهير العرقي وبناء المستوطنات في أرجاء الضفة الغربية بما فيها القدس ، ودفعت حكومة اسرائيل للتعامل مع الضفة الغربية ليس باعتبارها اراضي متنازع عليها بل باعتبارها " يهودا والسامرة " وقلب وروح اسرائيل كما عكس ذلك قانون القومية الاسرائيلي العنصري وكما يدعي نتنياهو ووزراء حكومته والسفير الاميركي في اسرائيل ، الذي يمارس دوره الدبلوماسي باعتباره سفيرا للمستوطنين في دولة الاحتلال الاسرائيلي .
جاء ذلك في ضوء إصرار هذه الادارة الاميركية على عقد ورشة المنامة الاقتصادية لما يسمى " السلام من أجل الازدهار " واستخدامها حصان طروادة لتسوية سياسية باتت عناصرها الجوهرية واضحة بعد اعترافها بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارتها من تل أبيب الى القدس وموقفها العدائي من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وحقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم التي هجروا منها بالقوة العسكرية الغاشمة فضلا عن موقفها من الاستيطان وتشجيعها له ، والضغوط التي تمارسها من أجل دفع أطراف عربية ودولية للمشاركة في الورشة المزمع عقدها نهاية حزيران الجاري وفي ضوء ما صدر مؤخرا عن الثلاثي الأميركي ( كوشنير ، غرينبلات ، وفرديمان ) من مواقف وتصريحات تعبر في جوهرها عن الطبيعة التصفوية لصفقة القرن الأميركية ، وخاصة تصريحات جاريد كوشنير ، التي ادعى فيها أن الفلسطينيين غير مؤهلين لممارسة حقهم في تقرير المصير وغير قادرين على إدارة شؤونهم بشكل مستقل ، وتصريحات غرينبلات ، التي جرم فيها النضال الوطني ضد الاحتلال وقدم الغطاء لسياسة قرصنة أموال المقاصة الفلسطينية ، التي تمارسها حكومة الاحتلال الاسرائيلي وأخيرا تأكيد السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان في حديثه مع صحيفة " نيويورك تايمز " الاميركية أن إسرائيل تملك " الحق " في ضم أجزاء من أراضي الضفة الغربية المحتلة .
[email protected]