قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد، في الذكرى الواحد والسبعين لجريمة دير ياسين التي تصادف اليوم وتتزامن مع الانتخابات العامة للكنيست الاسرائيلي ، أن تلك الجريمة ، التي ارتكبتها منظمات ارهابية يهودية مسلحة ، تطرح اسئلة مشروعة حول أصل الارهاب في المنطقة . وطالب بأن تدرج تلك الجريمة على جدول اعمال المجتمع الدولي في سجل جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية ، التي لا تموت بالتقادم
وأضاف أن منظمات ارهابية يهودية ارتكبت عملا وحشيا في التاسع من نيسان 1948 قرية دير ياسين ، حيث اقتحمت منظمات الارغون تسفاي لئومي (المنظمة القومية العسكرية) “اتسل” و“ليحي” التي تعرف وفق السجلات البريطانية باسم “شتيرن ”، ومنظمة “الهاغاناه” ، الذراع المسلح الرئيسي للحركة الصهيونية والوكالة اليهودية تلك القرية وأمعنت إجراما وقتلا بالسكان المدنيين الآمنين ، ترتب عليه استشهاد نحو 350 مواطنا من سكان القرية . هؤلاء الابرياء قُتلوا بدم بارد، بعد أن استهدفت تلك الجماعات اليهودية القرية الواقعة غرب مدينة القدس المحتلة . وكانت تلك المجزرة الرهيبة عاملاً مؤثراً في هجرة ونزوح ولجوء الفلسطينيين من مناطقهم إلى مناطق أُخرى من فلسطين والبلدان العربية المجاورة ، لما سببته من حالة رعب عند المدنيين
وتابع اننا بدورنا لن نقول شيئا عن الجريمة ، بل سنترك الحديث عنها لكل من : رئيس بعثة الصليب الاحمر الدولي في فلسطين آنذاك جاك رينيه ، وزعيم حيروت في حينه مناحيم بيغين ورئيس وزراء اسرائيل لاحقا ، والمؤرخ البريطاني ذائع الشهرة والصيت :
فقد قال جاك رينيه : لقد كانت مذبحة مروعة راح ضحيتها أكثر من (254) إنساناً بريئاً. فقد كان هناك اكثر من 400 شخص في القرية. حوالي 50 هربوا، ثلاثة ما زالوا أحياء، لكن البقية ذبحت بناء على الأوامر، من الملاحظ أن القوّة التي ارتكبت هذا العمل مطيعة على نحو جدير بالإعجاب في تنفيذ الأوامر. “
وبدوره علق مناجم بيغن ، ، الذي أطاح بحزب العمل نهاية سبعينات القرن الماضي واصبح رئيسا لحكومة اسرائيل ، على المذبحة قائلا ً: ” لقد حاولت دعاية العدو أن تلطخ أسماءنا ، ولكنها في النتيجة ساعدتنا ، فلقد طغى الذعر على العرب. بدون دير ياسين ما كان ممكناً لإسرائيل أن تظهر إلى الوجود
واستحضر تيسير خالد شهادة ارهاب صهيونية بامتياز في اعترافات منظمات ارهابية اعتبرت المجزرة واجبا انسانيا ، حيث اعتبرت منظمات أتسل وليحي ( شتيرن وفق السجلات البريطانية ) ، التي كان يقودها اسحق شامير ، خليفة بيغن في رئاسة الوزراء في الثمانينات ومطلع التسعينات حيث جاء فيها : ” لقد كانت المجزرة في دير ياسين واجباً إنسانيا ” ، بينما وصفها المؤرخ البريطاني آرنولد توينبي ، والذي يعتبر بإجماع دولي أحد أهم المؤرخين في القرن العشرين ، بأنها مشابهة للجرائم التي ارتكبها النازيون ضدّ اليهود .
[email protected]