طوينا صفحة 365 يوم بكل إيجابياتها وسلبياتها، منّا من يرسمها عالقة في زوايا الذاكرة، ومنا من حاول أن يلقي بها بذاكرته المثقوبة، صفحة تضاف إلى التاريخ وإلى أعمارنا، ربما نصبح أكثر اتزانًا ونضوجًا، نتحمل أكثر ونتجاوز المشاكل والمحن.
عام، وأسمح لنفسي وللمعذرة، أن أقول ماتت فيه خلايا الحياة الكريمة وتعطلت وشلت كل أنسجة النخوة والشهامة!! فما زال الجهل يستبد بأبنائنا وأجيالنا الجديدة، غدت فاقدة المسؤولية تتعاطى الكحول والمخدرات، تسهر الليالي وتقلد الغرب في كل ما هو سلبي من سلوكيّات لا تتّفق مع عاداتنا وتقاليدينا.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل لرقم السنة أي أهمية؟ ما دامت المشاهد والمسلسلات والمسرحيات المقلقة تعيد نفسها، دون أن يتغير فيها شيء، ونتبع سياسة "اتفقنا على أن لا نتفق"؛ نحارب بعضنا البعض، وتسيطر علينا ثقافة المظاهر والانتقام، نكران الجميل والتلون، لا نستثمر بالإنسان، نتمسك بالعائلية والطائفية، والمواطن البسيط مظلوم، والموظف مهان، وذوو الاحتياجات الخاصة يشكّلون، بمنظور الناس، عبئا على المجتمع.
بعد كل ما سطر قلمي بالاتجاه المتشائم وصور الواقع بكل إحساس ومصداقية، أعود لأتمسك بالمقولة: "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل!" ، وبهذه المناسبة، مناسبة السنة الجديدة، أقول: علينا استقبالها بتفاؤل وإصرار وأمل وقول سديد، ومحاسبة أنفسنا لنجدد طموحاتنا ونبني الثقة والمصداقية بيننا وبين مؤسساتنا. علينا أن نجعلها أيامًا جديدة تطوي كل ما خلفها من الآلام والفشل، وننظر إليها بعين مشرقة متلألئة فما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والأخر!
أمنياتي أن يأتي العام الجديد لتهطل فيه أمطار الشهامة والكرامة ونطوي صفحة المعاناة والأحزان؛ لتنبت على شواطئ رمالنا العدالة والوفاء ونصرة الضعيف ومحاربة الظالم لعل وعسى أن نرسم البسمة على وجوه أطفالنا، وننعم معًا بغد أفضل.
[email protected]