في كل مناسبة تنهمر الحروف المضيئة والكليمات الوردية من فوهات أصحاب الأقلام النبيلة لتتكلم عن المناسبة، هذه الأقلام، ومن منطلق احترام المناسبة وتحديدًا إذا كانت مناسبة عيد،
تعمل قصارى جهدها لإبراز الجانب الإيجابي كي لا تعكر أجواء العيد والمحتفلين.
تفصلنا أيام معدودة عن عيد الميلاد المجيد، عيد المحبة، العطاء والتضحية، فالأنوار بمزيج من الألوان تضيء الساحات والشوارع والمحال التجارية والأماكن العامة. والأشجار الخضراء الباسقة التي تدل على الحياة والحيوية، واللون الأحمر لون دم المسيح الذي يدل على سفك دماء السيد المسيح عليه السلام الذي يظهر بصورة مميزة، حيث يتجول بابا نويل في الأزقة والشوارع بلحيته البيضاء، يقرع الجرس والأولاد يركضون وراءه يلتقطون صورة تذكارية معه.
جميل جدا أن نحتفل بالعيد وأجوائه، لكننا وللأسف نسينا ونتناسى معانيه السامية الاجتماعية، التربوية والدينية.
فنعتني بالمظهر بعيدًا عن الجوهر، ويصبح مجرد يوم عابر ويصير يوم التبذير المفرط، لا نفكر إلا بأنفسنا باستثناء بعض المؤسسات الخيرية وبعض أصحاب الضمائر.
لا نفكر بما يجري في محيطنا وحولنا، أو ما نشهد من تردّي ظروفنا الحياتية اليومية، ومشاهد ومسلسلات القتل والعنف، وخاصة النساء وتشريد الأطفال وتفاقم ظاهرة التطرّف والتعصب والخطاب الطائفي وأصحاب الحالات الخاصة والحالات التي فقدت أحد أفرادها، ولهم أقول وبهذه المناسبة :اعلم أن ذوبان شموع العيد في بيوتكم واحتراقها كاحتراق قلوبكم من لوعة الفراق لغدر الزمن، وأن الأنوار في الشوارع والساحات والكنائس والأشجار التي تتمايل مع هبوب رياح ديسمبر، تحني قامتها دلالة لمشاركتكم أحزانكم! فلا تعتقدوا أبدًا أن العاهات مهما كانت وعورتها، تمنعكم من بلوغ الغايات وتحقيق آمالكم المرجوة. فكم من شخصيات وصلت إلى ذروة المجد، وهي ضريرة وصمّاء! فالله أ بصر بكم منكم ولا شده تدوم .
كلي أمل أن يعود العيد، ويكون بمثابة محطة أمل مطولة واستقرار للعباد محبي السلام وأن ينصر المظلوم وتتحقق العدالة.
[email protected]