من أخطر الأخطاء التي يواجهها مجتمعنا ، ظاهرة حب الظهور والارتقاء، واعتقاد البعض أنهم فوق الجميع! مميّزون ويحق لهم المناصب، فهم يقطنون في برج عاجيّ، ينظرون منه إلى باقي أفراد المجتمع بنظرة سلبية؛ غرور، تكبّر، تعالٍ، متناسين موقف الديانات السماوية، وأن الله لا يحبّ المتكبّرين والمغرورين ومحبّي الشهرة والمناصب، وأن التواضع هو خلق جميل يتمتع به الشخص الراقي والمؤمن.
بينما الحقيقة التي يعرفها القاصي والداني أنّ وراء هذا الزعم بتلك الثقة المفرطة غالبًا ما تكون شخصية هشة بالذات، لا تتوفر لها أي مقومات، جلّ همّها أن تعمل على مدار الساعة وبشتى الوسائل، وأحيانا تحت غطاء شعار الوطنية المزعومة البريئة من أمثالهم من أجل الوصول والارتقاء إلى مكانة اجتماعيّة أو منصب ما يطمحون إليه!
لهذه الفئة نقول وبصوت عال: قد يستطيع الشيطان أن يكون ملاكا، والقزم عملاقا، والخفاش نسرا، والظلمات نورا، لكن أمام الحمقى والسذج لا غير، فالمواقف وحدها تظهر الاشخاص على وجوههم الحقيقية، أم هي مجرّد أقنعة مطاطية.
فلا تطمح بأن تكون أفضل من الآخرين، بل أن تكون أفضل من نفسك، فالعقول تصغر عندما تنشغل بالآخرين وتكبر عندما تنشغل بذاتها، فمن المؤسف أن تفعل المستحيل لترضيَ شخصا ما، وتكتشف، في النهاية، أنك تضايقه باهتمامك. فللثقة بالآخرين نتيجتان؛ إما صديق مخلص مدى الحياة أو درسٌ مدى الحياة!! فاعلم أن قليل من الماء ينقذك، وكثيرا من الماء قد يُغرقك، فتعلّم ان تكتفي بما تملك، فالنصر الناتج هن العنف هو مساوٍ للهزيمة وسريع الإنقضاء.
لا ولا تبكِ على من باعك، ولكن اجعله يبكي على ضياعك. وكما أنّك لا تستطع أن تكسب قلبا بقوة، فإنّك لا تستطيع أن تحصل على منصبٍ ومكانة بأساليب خداعة. فالحياة كالبيانو هناك أصابع بيضاء، وهي السعادة وهناك أصابع سوداء، وهي الحزن، لا شك أنك ستعزف بالنّوعين معًا؛ لكي تعطي الحياة لحنها، فالذين لا يعرفون التعاسة لن يدركوا أبدا قيمة السعادة!
[email protected]